خطة الإخوان للسيطرة على الجيش والشرطة

نقلا عن العدد الأسبوعىأظهرت نتائج أول انتخابات رئاسية حقيقية تشهدها مصر عبر التاريخ، عن دخول الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين ، جولة الإعادة مع الفريق أحمد شفيق المحسوب علي معسكر الفلول الداعم لإستمرار حكم العسكر للبلاد.بدأت التكهنات بحدوث انقلاب عسكري ضد جماعة الإخوان إذا وصلت للحكم، وكان أحدثها تصريحات التي ذكرها في هذا الصدد أحدثها اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق، نائب الرئيس السابق حسني مبارك، ليفتح ملف مخطط جماعة الإخوان للسيطرة علي المؤسسات العسكرية سواء كانت جيش أو شرطة من الداخل، لتكوين تشكيلات وتنظيمات بداخلها لإجهاض أي محاولات لهذا الإنقلاب حتي علي المستوي البعيد، حتي لو فشلت في الوقت الحالي من الوصول إلي حكم البلاد.اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجي، ومدير مركز الدراسات للقوات المسلحة:الجـماعة تسـتعد لتــوجيه ضربـــات قاتلةوقال اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجي، ومدير مركز الدراسات للقوات المسلحة، إن الإخوان تسعي للهيمنة علي كل مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات العسكرية، وإستشهد كتاب يوسف القرضاوي، وكشف عن أنه في كتابه الحل الإسلامي فريضة وضرورة بطبعة عام 1993 يوجد مخطط للإخوان لتحقيق السيطرة علي الجيش، وما أخطأوا فيه في السابق، ومنعهم من تحقيق هذا الهدف منذ سنوات طوال.وأضاف: تحت عنوان سبيل الانقلابات العسكرية صفحة 146 الداعية يأخذ بطريق الإنقلاب العسكري ويورد أولا الحجج والمزايا للدعوة للانقلابات العسكرية، ومن ذلك قوله في صفحة 166، إنه لا أمل في الوصول إلي الحكم الإسلامي بالكفاح السلمي بالوسائل الديمقراطية ولم يبق أمامنا إلا الحل العسكري، وإن الحركة الإسلامية في حاجة دائمة لقوة عسكرية تحميها من بطش الطغاة من الحاكمين وهي بدون ذلك معرضة لأن تضرب ضربات قاتلة، وأن التدريب العسكري في حد ذاته مطلب للمسلم خاصة عضو الحركة الإسلامية،، إلا أنه يذكر أن الكفاح العسكري ضد الجيش ضرره أكبر من نفعه، ويولد مشكلات وصراعات.وتابع أنه يحدد البدائل التي يراها للتغلب علي هذه المعوقات وهي أولا إختراق القوات المسلحة بنشر الفكر بين ضباط الجيش وجنوده، ويحدد أيضا وسائل الإختراق بالتفصيل بما لا يتعارض مع النظام القائم ولا يثير الشبهة فيقول في الصفحة رقم172 الواجب إذن علي دعاة الإسلام أن يولوا الجيش عناية أكبر وأن يعملوا بكل سبيل مشروع لنقل الفكرة الإسلامية الصحيحة بين ضباط الجيش وجنوده وكسبهم إلي جانب الاتجاه الإسلامي.وتابع أنه من بين الخطط إستمرار التدريب العسكري من خلال المجندين من أعضاء الجماعة واستغلال وسائل التدريب الرسمية من تجنيد حرس وطني وأي صورة أخري كحيلة تغني عن اللجوء للتدريب العسكري الخاص للجماعة الذي يثير الشبهة ويؤدي للاصطدام بالسلطة، وقال: وفي الصفحة رقم173 يقول أما التدريب العسكري فلا ننكر أهميته وضرورته لتكوين الشخصية الإسلامية المتكاملة لكن مع التجنيد الإجباري وقيام منظمات كالفتوة والحرس الوطني وغيرها يمكن أن يتم التدريب المطلوب في إطار الأوضاع السائدة دون التعرض لمخالفة القانون ومعارضة السلطة.وتابع: ثالثا تأتي الصفحة رقم211 ليدعو إلي الانتشار في عامة القطاعات والمجالات الشعبية والرسمية والمدنية والعسكرية كما يدعو إلي اظهار التعاطف مع مشكلات الجماهير لكسبها في مناصرة الحركة الإسلامية فيقول لابد إذن من العناية بمشكلات الشعب وأن ننزل إليه نحن لا ننتظر صعوده إلينا، ولابد من كسبه إلي جانب الحركة الإسلامية.وقال إن القرضاوي دعا في نهاية كتابه إلي توصية أعضاء الحركة ودعوته للحركة ألا تستعجل الطريق إلي أهدافها وتحاول قطف الثمرة قبل نضجها صفحة ولك وفقا لما قاله بالصفحة رقم228، وألا تتعجل الإصطدام بالسلطات لتوفير طاقات أبنائها وذلك بالصفحة رقم229، وألا تستهلكها المعارك المؤقتة بل توفر جهدها ووقتها وطاقتها للمعارك المصيرية بالصفحة رقم 231 .التحريات تستبعد العناصر الخطرةأما الدكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم السياسية فقال إن مسألة تخطيط جماعة الإخوان المسلمين لإختراق المؤسسة العسكرية وجهاز الشرطة بإدخال أبناءهم في كلياتها، يعد حلما من أحلام الإخوان، وسيسعون بالفعل لإختراق مؤسستي الجيش والشرطة بالدفع بأبنائهم داخلها، لكنه أمر بعيد المنال بالنسبة لهم ويكاد يكون دربا من دروب الخيال.وأضاف أن مسألة صعودهم لمقاليد الحكم بسرعة بعد ثورة 25 يناير لا يعني إستمرارهم فيها، أو قدرتهم علي السيطرة حتي علي المؤسسات العسكرية، لأنهم ببساطة كما صعدوا بسرعة هبطت أسهمهم بنفس السرعة في الشارع المصري لأن حقيقتهم وزيفهم إتضح سريعا.وتابع نبيل أنه إلي جانب ذلك، فإنه حتي المناصب التي تقلدها أعضاء الإخوان بعد الثورة فإنها ستسحب منهم واحدة تلو الأخري، فمجلس الشعب سيتم حله قريبا إلي جانب أن وصولهم لكرسي الحكم ليس مؤكدا حتي ، وهناك مسألة أخري وهي أن جهازي الشرطة والجيش لا يتم قبول الطلبة بهما بسهولة، فهناك تحريات دقيقة جداً تجري حولهم مما سيجعل من الصعب إختراقها لخصوصية هذه المؤسسات.الأجهزة الأمنية ترصد جميع التحركات المشبوهةو أكد اللواء محمد ربيع مساعد وزير الداخلية السابق، الخبير الأمني ، أن لتنظيم الإخوان المسلمين عناصر متواجدة بالفعل داخل الجيش والشرطة وكل أجهزة الدولة وأن هناك شخصيات موالية لهم، داخل هذه المؤسسات، ولكن ليس لديهم تنظيم هيكلي يمكنهم من أن يصل الأمر حاليا من أن يكون هناك إنقلاب عسكري حاليا، فهذا مستبعد تماما.وأضاف أن هناك دفعات كبيرة من الملتحقين بالكليات العسكرية والشرطة من تنظيم جماعة الإخوان، وأنها بدأت منذ أول دفعة للإلتحاق بالكليات العسكرية عقب قيام الثورة، إلا أن المؤسسات العسكرية بداخلها أجهزة أمن متخصصة قادرة علي رصد كل صغير وكبيرة داخل هذه المؤسسات، وكذلك جميع التحركات والتنظيمات والتشكيلات بداخلها، وتأخذ قرارات عاجلة وفورية في مثل هذه الأمور وتحقق فيها بشكل حاسم، كما أن لديها القدرة، علي أن تذيب بداخلها أي تنظيمات سرية قبل أن تبدأ.وأوضح ربيع أن هناك أيضا وهما كبيراً بخصوص التخوف والحديث المكثف عن التيارات الدينية، وأنشطتها، وأنها تسعي لتنظيمات سرية وتشكيلات مسلحة لفرض هيمنتها علي البلاد، وهو ما كان يردده ويؤكد عليه عناصر جهاز أمن الدولة المنحل، فهو وهم من الذي كانت تخلقها الأنظمة الفاسدة لتنفرد بالحكم وحدها.وأضاف أن التيار الديني مناهض للفساد، وكان يواجه بالتشوية والقمع، وهو ما كان يؤدي إلي عنف مفتعل ومصنوع من قبل أجهزة الدولة، فالعنف لا يقابل إلا بالعنف، وهو ما حدث مع التيارات الإسلامية السابقة مثل تنظيم الجهاد والتكفير والهجرة، والذي حدث صدام معها بهدف مخطط من أجهزة الدولة بعد تعرضها لظلم وعنف وقهر أدي إلي الصدام.الجماعة ستسعي لاختر اق الجهات السياديةقال اللواء طعلت مسلم في تصريحات خاصة لـالنهار، إن دخول أبناء جماعة الإخوان المسلمين داخل المؤسسات العسكرية أصبح أمراً لا نقاش فيه، خاصة أنه سابقاً وتحديدًا طوال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، لم يكن هناك أي من أبناء الجماعة المنتمين لها أو حتي محبيها يمكن ان يلتحق ضمن الكليات العسكرية سواء كانت جيش أو شرطة فأجهزة أمن الدولة هي من كانت تتولي إختيار من ينتمي إلي المؤسسات العسكرية.وأضاف أنه من الطبيعي والمؤكد في هذه المرحلة المقبلة أن يلتحق أبناء جماعة الإخوان داخل المؤسسات العسكرية، سواء أن وصلت الجماعة إلي حكم البلاد من خلال مرشحها الدكتور محمد مرسي للبلاد، وتغلبه علي الفريق أحمد شفيق، أو حتي في حاله خسارته، فلن يكن من الطبيعي ولن تسكت أو ترضي الجماعة بإستبعاد أبنائها مجددا بعد الثورة من الدخول في أي مؤسسات من مؤسسات الدولة بما فيها العسكرية.وتابع أبو مسلم أن دخول الإخوان داخل المؤسسات العسكرية أصبح أمرا حتميا لابد من قبوله، أماعن قيامهم بتكوين تنظيمات سرية منفصلة قد تقوم بإنقلاب عسكري لصالح الجماعة في حالة عدم قدرتها في الوصول إلي الحكم أو لإجهاض أي محاولات لإنقلاب عسكري مستقبلي ضدهم في حالة وصولهم إلي الحكم، فهو أمر وارد لكن لا يمكن التنبؤ به في الفترة الحالية، والقطع به بشكل نهائيا لأنها يحكمها ظروف سياسية ومناخ مختلف.وشدد علي أنه ربما تكون هناك خلايا نائمة لأعضاء الجماعة داخل المؤسسات العسكرية من عهد جمال عبدالناصر أو أنور السادات مازالت موجودة حتي الآن، لأنه من المستحيل إستئصال أفراد جماعة منظمة مثل الإخوان بشكل كامل من أي مؤسسة، خاصة أن المؤسسة العسكرية كان بها قطاع عريض منتمي للإخوان بعهد جمال عبدالناصر.وقال أبو مسلم إن هذه الخليات قد تقوم بإستقطاب الأعضاء الجدد للجماعة في الجيش أو الشرطة وعمل تشكيلات وتنظيمات داخلها، وإعدادها لتقود هي مع أبناء الجماعة الجدد في المرحلة المقبلة.زمن الخلايا النائمة انتهيأما الدكتور محمد الجوادي، المفكر والمؤرخ السياسي، فإستبعد فكرة تنظيم خلايا داخل المؤسسات العسكرية لعمل إنقلابات مستقبلية، موضحا أن زمن تكوين خلايا نائمة داخل المؤسسات العسكرية إنتهي منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ويصعب أن تعود.وأضاف أن الإخوان سيطرت علي مقاليد الحكم في البلاد حتي ولو لم تصل إلي الحكم، وليس من المعقول أن تقوم الجماعة بعمل تشكيلات إخوانية سرية لتنقلب علي نفسها وهي التي تدير شئون البلاد.وفي ذات السياق أكد الناشط السياسي والحقوقي صالح حسب الله المستشار القانوني لحركة إستقلال جامعة عين شمس، أن الشرطه دائما تخدم أي نظام يحكم البلد رغم محاولة الإخوان المسلمين الإستحواذ علي الشرطة، ففي المقابل فإن الشرطة تسعي جاهدة أن تخدم الاخوان في الفترة الحالية.وتابع أن الشرطة هي العصي التي تقمع بها الأنظمه الشعوب، ففي النظام السابق كانت الشرطة هي يد النظام التي يبطش بها فجرائم النظام السابق هي أوامر لجهاز الشرطة.وشدد علي أن الجيش أو الشرطة فكان قسم التخرج ان يكون ولاؤه لله ومن بعده الوطن ومن بعده رئيس الجمهورية سواء أكان فلوليا فهو يخدمه او كان إخوانيا فهو ايضا يخدمه فجهاز الشرطة يمكن الاستحواذ عليه بسهولة، اما عن الجيش فإنه سوف يكون هناك صراع حول السلطة ومن يستحوذ علي من، فكل منهم يحاول أن يستحوذ علي الآخر، وأصبح الشعب هو الكارت الذي يستخدمه كلا الطرفين لتحقيق مكاسب فئوية، علي حد قوله.