«السلفيون» و«العلمانيون» إيد واحدة

نقلا عن العدد الأسبوعىريهام الصوافترددت الأقاويل داخل البرلمان بعد قرار الدكتور الكتاتني، رئيس مجلس الشعب، بتعليق جلسات البرلمان حول وجود بدايات للتحالف بين حزب النور السلفي والليبراليين، لمواجهة غطرسة جماعة الإخوان المسلمين وسيطرتهم علي البرلمان .. هذا ما أكدته الكاتبة الأمريكية ماجي مايكل في مقال بجريدة واشنطن تايمز، قالت فيه: إنه وعلي غير المعتاد هناك اتجاه من حزب النور لفتح باب التحاور والتحالف مع الليبراليين ، لكسر شوكة الإخوان داخل البرلمان.وقال الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات السياسية: نحن نعيش حالياً مناخا تختلط فيه كل الأمور ، وكل شيء أصبح محتملا ، فنحن في فترة عك دستوري ولخبطة سياسية ، ومن المحتمل جداً أن يعقد بالفعل حزب النور اتفاقات مبدئية مع القوي الليبرالية في البرلمان ، بعد تراجع شعبية الإخوان نتيجة الأخطاء السياسية المتكررة لهم .وأضاف أن علي رأس هذه الأخطاء محاولتهم الاستحواذ علي رئاسة لجان مجلس الشعب ، وتسرعهم في الحصول علي المكاسب دون انتظار استقرار الثورة والوصول لأهدافها .وتابع: ستكون الاتفاقات بين النور والليبراليين تكتيكية وليست استراتيجية لاختلاف أيديولوجيات التيارين وتباين توجهاتهم.وعن مدي تأثير هذا التحالف علي أداء البرلمان أكد رفعت أنه لن نستطيع لمس نتائج هذا التحالف لأن الوقت ليس في صالحهم ، فالبرلمان سيتم حله ، ولن تكون هناك فرصة لجني ثمار هذا التحالف ، فالجميع حالياً في مهب الريح بما فيهم الإخوان.وقال الدكتور جمال عبد الجواد رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن سياسة الإخوان الفترة الأخيرة ومحاولاتهم المستمرة للسيطرة علي البرلمان وراء تفكير حزب النور والقوي الليبرالية في التحالف فيما بينهما.وأضاف أن الإخوان في الفترة الأخيرة خالفوا وعودهم التي خرجوا بها للناس منذ 19 مارس حينما أعلنوا أنهم بتوع الاستقرار ، وبالفعل الشعب انتخبهم من أجل الاستقرار ، لكنهم منذ أن حصلوا علي البرلمان وتركزت جهودهم في الصراع من اجل السلطة ، ونسوا الاستقرار الذي وعدوا به المصريين ، بل وكأنهم حصلوا علي القوة السياسية للقضاء علي الاستقرار .حالياً وتابع عبد الجواد الإخوان سيطروا علي البرلمان ما دفع السلفيين لمواجهة هذه السيطرة وتحجيمها من خلال التحالف مع القوي الليبرالية ، وإن كان هذا التحالف سيكون محدود المواقف ، وقصير المدي لتحقيق مصالح محددة ، حيث أن رؤية الطرفين مختلفة تماما ، ولكن اجتمعت مصالحهم في معارضة السيطرة الإخوانية علي البرلمان .وشدد علي أن الإخوان لن يستطيعوا تكرار القرارات الأحادية التي اعتادوا عليها كقرار تعليقهم لجلسات مجلس الشعب ، وستتاح الفرصة لتعدد الآراء ، خاصة وأن أداء البرلمان الفترة الماضية كان غير مشجع إجمالا وكان يسيطر عليه حزب الحرية والعدالة فقط.أما النائب أبو العز الحريري أحد مرشحي الرئاسة، فقال: يتزايد يوما بعد يوم الخلاف السلفي الاخواني تحت قبة البرلمان ، نتيجة سوء تصرفات الإخوان منذ أن سيطروا علي البرلمان ، وتعددت الصدامات بين الطرفين ، وما زاد من توجه السلفيين إلي الانفصال عن الكتلة الإخوانية أن المجتمع المصري بدأ ينفض يده من الاخوان ، وكذلك المجلس العسكري بالرغم من التحالف الأصيل بين القوتين منذ اندلاع ثورة يناير ، وحتي تصريح المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، مؤخرا حينما أعلن أنهم لن يسمحوا أن يكون الحكم في قبضة إحدي الجماعات ، وبالطبع يقصد الإخوان المسلمين .وأوضح: هذا يأتي في صالح القوي المدنية فابتعاد السلفيين عن الإخوان واقترابهم من الليبراليين، وإن كان لمصالح خاصة بالتصدي للإخوان، سيحافظ هذا بشكل أكبر علي مدنية الدولة التي لن يتنازل عنها الليبراليون .وقال الحريري: لكن هذا التحالف لن يكون مكتملاً لتمسك السلفيين بمعتقداتهم واقتناعهم بأنهم أولي الناس برعاية أمور الشعب المصري، لأنهم الأكثر تديناً وتمسكاً بشرع الله ، علي جانب قلة خبرتهم السياسية.ومن جهة أخري صلاحية البرلمان انتهت فبالتالي هذا التحاف لن يكون مؤثرا بشكل كبير ، لكن علي كل حال الابتعاد عن الإخوان سيعطي السلفيين، فرصة للتفكير بشكل حيادي، وأكثر تفاعلاً مع المجتمع المدني ، وأحد ثمار ذلك ظهرت بإعلان د.أحمد يسري، الذي نادي العام الماضي بالدستور الاسلامي، انضمامه إلي حزب الدستور، الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي .