الخميس 25 أبريل 2024 08:11 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقنية ”البلوك - تشين” في ندوة بالمجلس الأعلى للثقافة

الدكتور هشام عزمي في ندوة تقنية "البلوك - تشين".
الدكتور هشام عزمي في ندوة تقنية "البلوك - تشين".

أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، عصر أمس الخميس، ندوة بعنوان "البلوك - تشين" والملكية الأدبية والفنية، نظمتها لجنة حماية الملكية الفكرية بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدارها مقرر اللجنة الدكتور حسام لطفى.

تحدث فى الندوة الدكتور أشرف جابر مرسى الأستاذ بكلية الحقوق جامعة حلوان، وقد اقتصر الحضور على المشاركين فى الندوة وأعضاء لجنة حماية الملكية الفكرية وذلك بجانب تطبيق سائر الإجراءات الاحترازية للوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا، كما أتاح المجلس الأعلى للثقافة متابعة هذه الفاعلية لجميع متابعى أنشطته، من خلال تقنية البث المباشر عبر صفحاته بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك".

أكد الدكتور أشرف جابر أهمية موضوع الندوة، المستمدة مباشرة من أهمية تقنية "البلوك - تشين"؛ حيث تعتبر واحدة من أبرز التقنايات الحديثة، التى فرضت نفسها بقوة، ومازال العالم يتجه نحو استكشاف تطبيقاتها المتطورة فى جوانب متعددة، موضحًا أن تلك التقنية ببساطة تتيح لنا العمل فى إطار نظام لقواعد البيانات أشبة بسجل إلكترونى، يعمل على معالجة المدخلات وتدوينها بما يتيح لكل الأطراف تتبع المعلومات، عبر شبكة آمنة لا تستدعى التحقق من طرف ثالث، وبالتالى فهى تعمل على إعادة صياغة هياكل المعاملات التى قد تتمثل فيما يخص الجوانب المالية والتجارية والخدمية، كل القطاعات الاقتصادية.

وتُمثل تقنية "البلوك - تشين" أو سلسلة الكتل، أكبر قاعدة بيانات رقمية آمنة وشفافة وفائقة كما تمتاز بالسرعة، والتكلفة المنخفضة اللا مركزية؛ حيث تدار تلك التقنية بواسطة مستخدميها بلا وسيط، بشكل غير قابل للتعديل أو الإزالة، وكذلك تتولى إدارة قائمة متزايدة من الكتل التى تحتوى كلًا منها على عدد من البيانات والمعلومات، وتقوم آلية عمل هذه التقنية على تجميع البيانات والمعلومات الخاصة بكل ما يتم من معاملات داخل كتل مسلسلة زمنيًا من الأقدم إلى الأحدث؛ بحيث تشكل هذه الكتل سلسلة، تعرف بسلسلة الكتل، تحتوی کلا منها على معلومات ذات صلة بالكتلة السابقة عليها؛ فيصير من المستحيل تعديل أى كتلة دون إحداث تعديل فى السلسلة بأكملها، وهو الأمر الذى يجعل القرصنة على تلك المعلومات أمرًا شديد التعقيد، لذا فهى ليست وسيلة تخزين رقمى للمستندات، بل إنها سجل يهدف إلى إثبات وجود هذه المستندات، وتتبع المعاملات التى تتم بشأنها، وتتميز هذه الكتل بأنها تقوم على ثلاثة مبادئ، وهى: الثقة، والشفافية، والرقابة المتبادلة، إذ يكون بوسع كل مستخدم لها أن يقوم بتثبيت البيانات الخاصة به والتحقق من سلامتها فى كل وقت، الأمر الذى يحقق التكافؤ بين المستخدمين فى ممارسة رقابة جماعية متبادلة على ما يتم تداوله من بيانات، وقد ظهرت "البلوك - تشين" في مجال التمويل كمنصة رقمية للمعاملات المالية بحيث يتم من خلالها إجراء تحويلات النقود الرقمية أو الافتراضية بين المتعاملين، بلا وسيط بديل عن سوق الأوراق المالية، وتعد تقنية "البلوك - تشين" المنصة الداعمة "لأتمتة" المسار العقدی، بدءًا من المراحل التمهيدية للعقد إلى إبرامه، انتهاءً بتنفيذه وتطبيق بعض جزاءات الإخلال بهذا التنفيذ، وتكون إدارة العقد إدارة ذكية ذاتية.

ثم تابع فى مختتم كلمته موضحًا أن اصطلاح العقود الذكية يرتبط بشكل وثيق مع تقنية "البلوك - تشين"؛ فمن خلال هذا النوع من العقود يتم تخزين المعاملات التجارية المبرمة، والمعلومات المخزنة بها تكون غير قابلة للتغيير أو التعديل أو التحريف، وذلك بفضل تمتعها بتقنية التوقيع الرقمى الذى يضمن قيد المعاملة وإثباتها بختم وقت إتمامها؛ حيث أن حدوث أى إضافة أو سحب أو تعديل للمعاملة سيتسبب فى إبطال بصمة تشفير السلسلة بأكملها، مما يحقق الأمان مع التقليل من التعقيدات وبالتالى يوفر الوقت، وعن وتوفر تقنية "البلوك - تشين" حماية أفضل لحقوق الملكية الفكرية؛ حيث أن الاحتفاظ بالسجلات عبر هذه التقنية يدعم بشكل كبير تتبع كل تفاصيل حقوق الملكية الفكرية، مما يسهل تتبع عمليات التزييف، وبلا أدنى شك سيمثل هذا الأمر حماية أفضل لحقوق أصحاب البراءات، كما أصبح التحديث والتزامن المستمر لكل من قواعد البيانات الخارجية والداخلية ممكنًا بواسطة تقنية "البلوك - تشين".