زوجة أحمد شومان بعد الحكم بحبسه: زوجي يستحق التكريم وليس «البهدلة»

محمد شعت- هالة عبد اللطيف- رانيا فهمينقلا عت العدد الاسبوعيأثارت شخصية الرائد أحمد شومان الجدل علي الساحة السياسية منذ أن شارك في مظاهرات التحرير قبل تنحي الرئيس السابق حسني مبارك يوم 10 فبراير2011، وتم إلقاء القبض عليه، إلي أن أصدر بعد ذلك المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة، قراراً بالعفو عنه وقرر حفظ التحقيقات معه.شومان كرر نزوله بملابسه العسكرية مظاهرات التحرير فيما عرف بأحداث محمد محمود، وتم إلقاء القبض عليه أثناء توجهه لوحدته لتسليم نفسه، بعد أن سجل فيديو قال فيه رأيه عن الثورة ومسارها والقرارات العسكرية والسياسية، قضت المحكمة العسكرية بحبسه 6 سنوات مع الشغل والنفاذ.التقت النهار زوجة شومان لمعرفة ملابسات القضايا المتهم فيها، وكيف كان شعور عائلته بعد الحكم، وما الوسائل التي ستلجأ إليها بعد الحكم لتجعله يحصل علي البراءة وإلي نص الحوار..-ما التهم الموجهة لزوجك ؟وجهت المحكمة عدة تهم لـ شومان منها سلوك مضر بالضبط والربط ومقتضيات النظام العسكري حال كونه ضابطا وقيامه بتصوير مقاطع فيديو وهو مرتد زيا عسكريا ونشرها علي وسائل الإعلام المختلفة والإنترنت وغيابه عن الوحدة للمشاركة مع المتظاهرين بالتحرير.كما تم توجيه تهم إهمال إطاعة الأوامر العسكرية وإبداؤه آراء سياسية من خلال قنوات فضائية مخالفا للمادة 103 من القانون 232، الذي يحظر علي العسكريين إبداء آراء سياسية وكذلك ارتداء الزي المموه المحظور ارتداؤه خارج الوحدات العسكرية.كيف كان شعورك بعد صدور الحكم ضد زوجك؟- لم يتوقع أحد علي الإطلاق هذا الحكم ، وكل ما توقعته أنا وعائلته أن يتم تأجيل الحكم إلي أن يصدر بعدها قرار بالعفو عنه وحتي إن صدر الحكم سيكون 5 أو 6 أشهر بحد أقصي.و أقل وصف لهذا الحكم أنه قاس جداً ولا يتناسب مع التضحية التي قدمها زوجي لمصر خاصة وأنه كان أحد الأسباب التي عجلت بتنحي مبارك.و الحكم صدر في ظروف غريبة، وفي اليوم الذي صدر فيه الحكم كنت بالفعل في المحكمة لحضور دعوي أخري مقامة ضده وهي دعوي إخلال بالضبط والربط وانتهت جلسة هذه القضية الساعه 1.5 ظهراً وعندما عدت للمنزل فوجئت بأن زوجي صدر ضده حكم بالسجن 6 سنوات مع الشغل والنفاذ، إلا أنني لم أصدق الأمر وظللت أكذبه وبالفعل نشرت تكذيبا في جريدة الأهرام وعدد من الجرائد الأخري، لأن موعد الحكم في القضية الأولي وهي إهمال الأوامر العسكرية المرفوعة ضده هو 11 إبريل إلا أنه تم تبكير الحكم في هذه القضية.والتهمة الموجهة لزوجي كان يتم النظر لها في المحكمة علي أنها جنحة لكن عندما صدر الحكم فيها صدر علي أنها جناية وجنحة.بعد الحكم الذي صدر علي زوجك.. هل تجدينه مبالغا فيه؟- بالفعل هذا الحكم لا يستحقه أحمد علي الإطلاق، و زوجي لا يستحق السجن بل يستحق التكريم لأنه أول من شارك في ثورة 25 يناير ، تلك الثورة التي اعترف بها المجلس العسكري وساندها، و هل أصبح مصير من يطالب بالحق هذه الأيام السجن؟.و تقدمت بطلب لرئيس مجلس الشعب للتدخل للإفراج عن شومان قبل الحكم عليه لكن لم يحدث شيء، وسأسلك الطرق القانونية للإفراج عن زوجي حيث سأقدم تظلما للقضاء العسكري أطلب من خلاله الإفراج عن زوجي.كيف كان إحساس زوجي بعد الحكم بحبسه؟- رغم أن الحكم قاس جداً عليه، إلا أنه لازال قويا وصلبا، الأمر الذي جعلني في حالة استغراب ، إذ دائما يقول لي : إن قوة مصر في عزيمة شبابها ولابد علي الشباب أن يواصلوا الثورة التي بدأوها ، ويقول لي دائما أنه سيظل يدافع عن الثورة حتي لو كان مقابل ذلك التضحية بحياته، وذلك لقناعته الدائمة بأن اهتمام أي شاب علي أرض مصر يجب أن يكون الدفاع عنها.ماذا عن أبنائه بعد الحكم عليه؟- لدينا ثلاثة أبناء مريم في الصف الثاني الإبتدائي ، وملك وعمر، والأبنة الكبري مريم ظلت تبكي بعد صدور الحكم علي والدها إذ قالت لي: ازاي بابا يتسجن دا أشرف واحد في الدنيا.ومريم باتت مدركة تماماً للحكم الذي صدر علي أبيها والدليل علي ذلك أنها بعد صدور الحكم ظلت تهتف لوالدها ، وقالت إنها فخورة بوالدها خاصة أنها علي اقتناع بأن الوطنيين يضحون بالكثير من أجل وطنهم.ماذا فعل شومان بعد أن صدر قرار العفو عنه من قبل بعد أحداث فبراير وحتي أحداث محمد محمود؟- شومان قدم استقالته للفريق رضا حافظ قائد القوات الجوية ، بعد أن تم العفو عنه وقال له أنه وهب حياته لمصر، وبات نجاح الثورة أسمي هدف لديه، إلا أن الفريق رضا حافظ رفض استقالته وقال له: احنا منقدرش نتخلي عن حد وطني زيك.وحول التعديلات الدستورية .. ماذا قال زوجك؟رفض زوجي التعديلات الدستورية قائلاً وقتها: تعديلات ايه لازم يكون فيه تغيير كامل.ما السر وراء نزول شومان مرة أخري في أحداث محمد محمود بعدما صدر قرار بالعفو عنه من قبل؟- السر وراء نزوله مرة أخري ميدان التحرير جاء لشعوره بأن ثورة 25 يناير يتم اغتيالها، لذا فكر في النزول مرة أخري، وكان المطلب الأساسي له وقتها أن يكون هناك خطاب وطني موحد لجميع أطياف الشعب، يجمع كل القيادات في المجتمع وليس فئة بعينها.وشومان قال لي وقتها أن مشاركة بعض الضباط في مظاهرات التحرير لم يكن هدفها علي الإطلاق إحداث أي انقلاب عسكري، علي الرغم من أن مدنيين وعسكريين كانوا حرضوا زوجي علي الانقلاب إلا أنه رفض، وقال وقتها: عمري ما هنشق عن الجيش .الداعية صفوت حجازي كان متضامنا مع أحمد قبل الثورة.. هل ظل متمسكا بموقفه حيال أحمد بعد الحكم؟لا ، كل من تضامن مع شومان قبل الثورة انفض من حوله بعد صدور الحكم ، علي الرغم من قناعتهم الدائمة بأن أحمد من أشرف وأشجع الضباط ، وأنه أحد الأسباب التي جعلت الرئيس السابق حسني مبارك يعجل بقرار التنحي، فضلاً عن أنه لم يسع علي الإطلاق للشهرة والدليل عدم ظهوره في أي وسيلة إعلام بعد تنحي مبارك سوي في شهر نوفمبر الماضي.و التضامن مع زوجها هو تضامن معنوي و كل من تضامن معه من قبل اختفوا بسبب المصالح.ورغم الحكم الذي صدر ضد زوجي وتخلي الكل عنه، إلا أن أملي في ربنا لازال كبيراً بأن يحصل علي البراءة حتي لو تخلي الثوار عنه وتعرض لظلم بين من قبل الناس جميعاً، وحتي لو مأخدش عفو يكفيني ويكفي أولادنا أننا نراه اشرف الناس في البلد.