بمناسبة فوزه بجائزة القذافي العالمية للآداب
جابر عصفور يصدر كتابًا عن نجيب محفوظ

صدر كتاب نجيب محفوظ الرموز والقيمة للناقد الدكتور جابر عصفور، عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، بمناسبة فوزعصفور بجائزة القذافي العالمية للآداب، حيث منحت مؤسسة جائزة القذافي الدار حق نشر طبعة واحدة من الكتاب مدتها ثلاث سنوات، ويعدّ الكتاب أول منشورات الجائزة التي منحت له في دورتها الأولى لعام 2009 وذلك لجهده الخلاق في تنمية الفكر الأدبي وقيادة حركة التنوير لإعلاء قيم الحرية والتقدم، وإضافاته المعرفية لنظريات الأدب والنقد المعاصر وإثرائها في إطار الفكر الإنساني بالمتابعة والترجمة، ولدوره في مد الجسور بين الثقافة العربية والثقافات العالمية .و يقول د. محمد المدني الحضيري أمين عام جائزة القذافي العالمية للآداب أن هذا الكتاب بمناسبة الاحتفال بمنح الجائزة في دورتها الأولى ثم تقديم هذا الكتاب، فهو بمثابة دراسة عميقة عن الإنجاز الأدبي لنجيب محفوظ .وقد قسم الدكتور جابر عصفور كتابه بعد المقدمة إلى خمسة أجزاء : احتفاءات ، ملاحظات ، إضاءات ، في مرايا النقد ، أبعاد محاولة الاغتيال ، والجزء الأخير نال وحده مئة وثلاثين صفحة، وهو من الموضوعات الإشكالية التي شغلت فكر ورؤية الناقد الدكتور جابر عصفور الذي بات مصدرًا ومرجعًا في مشكلة الإرهاب الذي يمارس ضد الفكر والثقافة والإبداع من قبل الجماعات والتنظيمات والمؤسسات الدينية، حبث يسائل الإرهاب الديني مشيرًا إلى دلالات طعن نجيب محفوظ وحكاية روايته الشهيرة أولاد حارتنا ، متناولا كتب التكفير وخطابه .ونجيب محفوظ من وجهة نظر عصفور يعتبر مثالا يُقتدى ، ومنارا يتوجَّه إليه من يريد أن يفهم أعماق النفوس البشرية ودخائلها، ومن يريد أن يعرف التاريخ السياسي والاجتماعي وأسرار الحياة المصرية، بل الحياة الإنسانية على امتداد الوجود مكثفة في الحارة المصرية التي تحولت من مجرد فضاء صغير ضيق إلى كون متسع رحيب لا نهاية له ، تتكثف فيها وتتجسَّد بها قضايا الوجود وما بعد الوجود . ولا يكف صانع هذا الكون عن النقد الاجتماعي والسياسي الجسور الذي يضع كل شيء موضع المساءلة، حتى الحكام من عصر مينا إلى عصر السادات، إلا أنه النقد والمحاسبة التي تظهر الإيجابيات كما تظهر السلبيات .وفي توطئته لكتابه نجيب محفوظ الرمز والقيمة يشير عصفور إلى أن نجيب محفوظ المبدع ظل هو العقل الباهر الذي يستطيع أن يناوش بالرمز والإشارة كل المحرمات أو التابوهات التي تمتد من الذره (أصغر حبات التراب) إلى الذُرى (حيث أعالي الوجود وما بعد الوجود). فهو لا ترى تضادا بين العلم والدين.ويرى د. جابر عصفور أن الروايات الثلاث الأولى لمحفوظ (رادوبيس 1943 ) و (عبث الأقدار 1939) و(كفاح طيبة 1944) ظلت المكونات الأولى للمبادئ التي ظلت ثابتة في كل أعمال نجيب اللاحقة ابتداءً من (القاهرة الجديدة) في الأربعينيات وانتهاء بـ أحلام فترة النقاهة التي كانت آخر ما كتب (أو آخر ما أملى) .وكان على رأس هذه المبادئ الحرص على إقامة التوازن بين الأضداد ، بما يحيل علاقة التضاد العدائي الذي يقضي فيها النقيض على نقيضه، إلى علاقة التفاعل والتصالح التي تجاوز التعصب إلى التسامح، والأحادية إلى التعددية ، والإجماع إلى التنوع ، والديكتاتورية إلى الحرية ، والظلم إلى العدل .ويقول د. جابر عصفور في تقديمه للكتاب كتبت كثيرًا ، عن عالم نجيب محفوظ ونقاده على امتداد ربع القرن الأخير، وقد أثرت أن أجمع ما كتبته ونشرته عنه ، فيما عدا ما ضاع مني ، في كتاب واحد، يكون بداية لاحتفائي الخاص بنجيب محفوظ : الرمز والقيمة ، ووعدًا بدراسة شاملة معمقة عن رؤيته للعالم .ويتابع قائلا لقد سطعت دلالة عبارة لويس عوض التي قالها قبل الجائزة (نوبل في الآداب التي حصل عليها محفوظ عام 1988) بأكثر من ربع قرن، عندما وصف نجيب محفوظ بأنه قد أصبح مؤسسة أدبية ، شعبية ، شامخة ، تستقطب الاتجاهات كلها في الإعجاب بها ، ويجيئها السياح أو يؤتى بهم إليها ، ليتفقدوها فيما يتفقدون من معالم نهضتها الحديثة .