الثلاثاء 23 أبريل 2024 09:45 صـ 14 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

متحدث «الرئاسة» يكشف تفاصيل مباحثات «السيسي» ونظيره الصيني ببكين

قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس الصيني، شي جين بينج، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، بمقر قاعة الشعب الكبرى، بالعاصمة الصينية بكين، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وعزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

وأضاف «راضي»، في بيان نشره بموقع «فيسبوك»، اليوم، أن الرئيسين عقدا جلسة مشاورات ثنائية أعقبها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، استهلها الرئيس الصيني بالترحيب بالرئيس «السيسي»، وأعرب عن سعادته بالالتقاء به مجددًا، ومشيدًا بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين ووصولها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ومؤكدًا ثقته في مستقبل تلك الشراكة لما فيه صالح البلدين الصديقين، وبما يعكس حضارة وعراقة تاريخيهما.

وأوضح الرئيس الصيني، أن ما حققته مصر من إنجازات خاصة على صعيد الإصلاح الاقتصادي والاستقرار الأمني، وتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبري خلال فترة وجيزة أدى إلى تشجيع كبرى الشركات الصينية للعمل فى مصر والمساهمة فى تنفيذ تلك المشروعات، مؤكدًا فى هذا الإطار دعم الحكومة الصينية لمصر على مختلف الأصعدة خاصة فى المجال الاقتصادي والتجاري، ومشيرًا إلى أهمية العمل على زيادة التبادل التجاري بين البلدين، خاصة وأن مصر تعد أحدى ضيوف الشرف فى مؤتمر شنغهاى للاستيراد المقرر عقده فى نوفمبر المقبل، وهو ما يعد فرصة طيبة للترويج للمنتجات المصرية وسد العجز فى الميزان التجارى بين البلدين.

وأكد الرئيس الصيني، أن مستوى التنسيق الجاري على المستوى السياسي بين البلدين فيما يخص عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك يعكس حرصهما على تعميق وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما، مرحبًا بمشاركة الرئيس «السيسي»، فى قمة «منتدى التعاون الصين أفريقيا»، ومشيرًا إلى ما تمثله مصر باعتبارها إحدى أهم الدول الأفريقية، فضلًا عن توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، وهو ما يدفع بأهمية استمرار التنسيق والتشاور عالي المستوي القائم بين البلدين للعمل على تطوير العلاقات مع القارة الأفريقية، والتى تحظى باهتمام بالغ من جانب الصين، خاصة مع إطلاق الصين لمبادرة «الحزام والطريق» لتعزيز التعاون والتكامل بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وتعزيز الربط بين تلك الدول لدفع التبادل التجاري بينها.

وذكر المتحدث الرسمي، أن الرئيس «السيسي»، أعرب عن ترحيبه بتطور العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر والصين وارتقائها إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، مشيرًا إلى التقدم الكبير الذي شهده التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، خاصة بعد التوقيع على اتفاقية «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، وكذا «البرنامج التنفيذي لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة» بين البلدين، مشيدًا بالمشاركة الصينية في دعم التنمية في مصر وخاصة في العديد من المشروعات التنموية الكبري الجارى تنفيذها.

وأكد الرئيس «السيسي»، أهمية العمل على دفع وتعزيز الاستثمارات الصينية المباشرة فى مصر وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، فضلًا عن التعاون فى العديد من المجالات الأخرى خاصة مشروعات توطين التكنولوجيا وتكنولوجيا الفضاء، بما يساهم فى الانتقال بالشراكة القائمة بينهما إلى مستوى جديد يحقق المزيد من المصالح المشتركة لكلا الجانبين.

و أعرب الرئيس «السيسي»، عن ترحيبه بالمشاركة فى قمة «منتدى التعاون الصين أفريقيا»، مؤكدًا الثقة فى أنها ستسفر عن نتائج تخدم المصالح الأفريقية والصينية على ضوء اهتمام الجانبين باستغلال الفرص المتوفرة لديهما لتطوير علاقات التعاون المشتركة، مشيرًا إلى حرص مصر على مواصلة تعزيز وتفعيل آليات منتدى التعاون الصين أفريقيا خاصة خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي عام 2019، فى ظل ما هو متوفر من توافق فى الرؤي حول أولويات التنمية فى الدول الأفريقية والصين، فضلًا عن حرص مصر على تطوير التعاون الثلاثى فى هذا الإطار.

وذكر المتخدث الرسمي، أن الرئيس «السيسي»، أكد دعم مصر لمبادرة الرئيس الصيني «الحزام والطريق»، خاصة وأن مصر تعد شريكًا حضاريًا وتاريخيًا للصين فى تلك المبادرة التى تمثل إعادة لإحياء طريق «الحرير»، كما أن المبادرة تتجاوز بعدها التجاري لتشكل عددًا آخر من المحاور الثقافية والحضارية التي تهدف إلى تحقيق الترابط بين الشعوب، وهى الأهداف التى طالما أيدتها مصر وسعت إلى تعزيزها.

ولفت «السيسي»، إلى أهمية الدور المصري فى إطار المبادرة أخذًا فى الاعتبار موقعها الجغرافي المتميز الذى يربط بين قارات أسيا وأوروبا وأفريقيا، فضلًا عن تواجد قناة السويس بها والتى تعد مسارًا تجاريًا محوريًا في تعزيز وتيسير حركة التجارة عالميا بما يتوافق مع مبادئ وأهداف مبادرة الحزام والطريق.

وأوضح السفير بسام راضي، أن المباحثات تطرقت إلى عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مشيرًا إلى إعراب الرئيس الصيني عن دعم بلاده للجهود المصرية فى إطار مكافحة الإرهاب واقتلاع التطرف من منطقة الشرق الأوسط، كما توافقت وجهات النظر بين البلدين إزاء أهمية العمل على التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، واتفقا على استمرار التشاور التنسيق بينهما في الأُطر والمحافل الدولية.

وعقب انتهاء المباحثات شهد الرئيسان التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين حكومتي البلدين للتعاون فى المجال الاقتصادي.