النهار
الأحد 16 يونيو 2024 12:43 صـ 9 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

إيران تسعى لإفساد الحج وتقود حملة «تدويل الأماكن المقدسة»

السعودية وايران
السعودية وايران

بيان مريب لخامنئى يتهم فيه حكام المملكة بغير المؤمنين ويصف سلوكهم تجاه الحجاج بالظالم

رفنسجانى: لو كنت رئيساً للجمهورية الإيرانية لمنعت حدوث المشكلة بين طهران والرياض

شعبان خليفة

بالتزامن مع أيام الحج الأكبر بدأت إيران هجوماً عنيفاً ومنظماً باتجاه المملكة العربية السعودية مطالبة بتدويل مكة والمدينة، وقد قاد الهجوم على المسئولين السعوديين، مرشد ايران على خامنئى،  مستغلا فى ذلك ما جرى العام الماضى من حوادث كبرى للحجاج  ودعا المرشد الإيرانى إلى التفكير فى حل لإدارة السعودية للأماكن المقدسة.

وتعد ايران هى الدولة الوحيدة التى تقود هذا الهجوم بمناصرة من الشيعة فى عدد من البلدان العربية التى بها شيعة مثل العراق واليمن والبحرين، كما أنها الدولة الوحيدة التى تثير مشكلات أمنية ضخمة سنويا فى موسم الحج. وقد حدث فى مواسم حج سابقة ان اثار حجاج من ايران اضطرابات على خلفيات سياسية فى الحرمين المكى والنبوى.

بيان خامنئى

والموقف الإيرانى من السعودية وتدويل الأماكن المقدسة ليس سراً فقد أعلنه المرشد على خامنئى فى بيان له نشره على موقعه الإلكترونى والذى جاء فى نصه: «على العالم الإسلامى، سواء الحكومات أو الشعوب المسلمة، أن يعرف حكام السعودية، ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم غير المؤمنة"، مضيفا "على المسلمين أن يفكروا تفكيراً جاداً بحل لإدارة الحرمين الشريفين وقضية الحج بسبب سلوكهم الظالم ضد ضيوف الرحمن»، مضيفاً أن تقصير حكام المملكة فى هذا الواجب سيعرض الأمة الإسلامية مستقبلاً لمشكلات أكبر". وقد حرصت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية على نشر البيان باهتمام كبير ومقصود كما لو كان إصراراً على وصول الهجوم الى كافة دول العالم مع التركيز على اتهام خامنئى العائلة السعودية الحاكمة بحسب تعبير البيان  بـ"تسييس الحج".

يأتى هذا الهجوم متزامناً مع غياب الحجاج الايرانيين عن الحج هذا العام وهو حدث كان وقع آخر مرة منذ ثلاث سنوات، ولهذا جاء فى بيان مرشد ايران قوله إن "الحكام السعوديين الذين صدّوا هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام، وسدّوا طرق الحجاج الإيرانيين الغيارى المؤمنين عن بيت الحبيب، هم ضالون مخزوْن يعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهناً بالدفاع عن مستكبرى العالم، والتحالف مع الصهيونية وأمريكا، والسعى لتحقيق مطالبهم، ولا يتورّعون فى هذا السبيل عن أية خيانة".

أكاذيب المرشد

وبالطبع ما ورد فى بيان مرشد إيران يخلط حقاً بباطل ويروج لبعض الأكاذيب، فمن الصحيح أن الحجاج الإيرانيين لن يتواجدوا بالحج هذا العام لكن ليس حكام السعودية هم سبب هذا الغياب، فالعالم كله يعلم أن ايران هى التى اعلنت فى مايو الماضى ان مواطنيها لن يؤدوا فريضة الحج الى مكة المكرمة هذه السنة، متهمة السعودية بوضع "العراقيل" ومنع الإيرانيين "من التوجه الى بيت الله الحرام"، فى حين اعتبرت الرياض ان بعض مطالب ايران "غير مقبولة" وهى كذلك قد حاولت استغلال حادث التدافع الذى شهدته مراسم الحج السنة الماضية وأسفر عن مقتل 2300 حاج بينهم 464 ايرانيا تقريبا فى الحديث عن تدويل الأماكن المقدسة وهو أمر ضد سيادة المملكة على أراضيها ويفتح الباب لمخاطر عظيمة تريدها ايران.. أقلها تحول الحج إلى ساحة عراك سياسى بدلاً من كونه شعيرة مقدسة وفريضة إسلامية على من استطاع اليه سبيلا.

رفسنجانى ضد المرشد

على الجانب الآخر خالف الرئيس السابق لإيران، رئيس تشخيص مصلحة النظام فى إيران، على أكبر هاشمى رفسنجانى، تصريحات المرشد الإيرانى وطالب الحكومة الإيرانية بمد يدها للسعودية وإنهاء حالة التوتر بين البلدين، معتبراً أنه ليس من الصعب جدا إقناع السعودية بضرورة إعادة ترتيب العلاقات مع إيران.

وقال رفسنجانى، على موقعه الرسمى “لو كنت رئيساً للجمهورية الإيرانية لمنعت حدوث المشكلة بين طهران والرياض”، فالمملكة  بحسب رأيه “تدرك عدم جدوى قطع العلاقات والتوتر مع إيران، لكنه كمن يضع السم فى العسل عاد ليقول “لقد أصبحت السعودية فى ورطة حالياً باليمن”.

الأمر الذى يجعل ملف الخلاف الإيرانى يستمر فى تصاعد منتقلا من خلافات وصراعات حول سوريا وفى اليمن إلى ساحة الأماكن المقدسة والشعائر الدينية ليمتزج الخلاف بخليط من الدين والسياسة معاً ويزداد تعقيداً، حيث لا بوادر لتقارب بين طهران والرياض فى المدى القريب.