”ادفنونى فى مصر ” وصية زويل التى اذهلت العالم
العالم الكبير نشأ فى أسرة دينية وكان يذاكر دروسه فى مسجد ابراهيم الدسوقى مع زملائه
صاحب نوبل .. اعتبر السيسي منقذا للبلاد ولهذا كرهه الإخوان حياً وميتاً
جمع زويل بين حب الحياة والاستمتاع بالفنون وقمة الاتقان والاخلاص فى العمل
هنا كان الميلاد ..و هنا لعب و تعلم الطفل والشاب أحمد زويل .. وهناك فى أمريكا حقق الشهرة وصنع الانجازات ..حتى إذا حان الممات ابهر العالم بعباراته التى كشفت عشقه لتراب هذا الوطن وعظمة هذا التراب .." ادفنونى فى مصر " وصية خالدة خلود علم من كتبها بحبر المحبة للوطن ...درس فى حب الأوطان لكل أعداء الوطن .. لقد احتل الراحل أحمد زويل المكانة العلمية العالمية الكبيرة التي وصل إليها عن جداره ، و بلغت هذه الجدارة قمتها بحصوله على جائزة نوبل في الكيمياء عن تصويره جزيئات المواد الكيميائية أثناء تفاعلها " الفيمتو ثانية " ، خاصة أن المجال الذي كرمه العالَم فيه نادراً ما تدور حوله الشكوك بوجود محاباة في منح الجوائز الخاصة به، على عكس الحال فيما يخص جوائز نوبل للسلام والأدب مثلا .. فى هذه السطور نكشف بعضاً من جوانب زويل الكاشفة والشهادة لدوره ولقيمته وقامته .
لقد كان الطموح العلمي الكبير للدكتور زويل و الذى يؤكده انجازاته العلمية الحافلة من اسباب تفوقه وتعلقه الفطري بالعلم والتحليل وهو ما قاد خطوات حياته ليصبح أسماً اشهر من نار على علم فى مجاله ، كما دفعه هذا الطموح للتغلّب على كل الصعوبات التى واجهها وهى كثيرة حيث لم يكن الطيق للقمة مفروشاً بالورود كما يعتقد البعض .
طموح و تدين
فقبل أن ينتقل إلى امريكا تربى في مصر وسط أسرة متدينة بشكل قوي سواء في داخل البيت حيث يقول عن ذلك "اتسمت والدتي بالورع والتقوى، وحرصها على أداء الصلوات الخمس في ميعادها، وهي بالفعل اسم على مسمى؛ فاسمها روحية، وهي روحانية بكل ما تعني الكلمة" . أمْ في الحي الذي عاش فيها قريبا من مسجد الصوفي الشهير إبراهيم الدسوقي فأن كتب عنه يقول : "ولمسجد سيدي إبراهيم الدسوقي أهمية خاصة في حياتي؛ فقد حدد هذا المسجد معالم طفولتي المبكرة، فقد كنت ورفاقي من الأطفال نجد أنفسنا منجذبين إلى المسجد للصلاة والمذاكرة، وقد شكل هذا المسجد بالفعل نواة للدراسة الجدية في ذلك العمر.. ومن ثم شكل المسجد محور حياتي وحياة أهل المدينة كلها، وكان بمثابة القوة الجاذبة لنا جميعا على العمل والحياة معا في جو من التناسق والوئام" .
كما أن والده كان متديناً وتعلم منه أحمد زويل الكثير وقد قال عن ذلك : "ربما كان أعظم شيء تعلمته من والدي هو أنه لا يوجد تناقض البتة بين الحب الشديد للعمل والإخلاص له وبين حب الحياة والاستمتاع بها" و لهذا نال زويل من متع الحياة فأحب الموسيقى، وعشق غناء أم كلثوم، وآمن بضرورة الابتعاد عن منغصات الحياة، وآمن بأن الإنجاز العلمي هو أكثر شيء يمكن أن يبدع فيه، وتتحقق له من خلاله السعادة، حتى بدت أميركا في عينيه "أرض الفرص"
تشكيك
كل محاولات التشكيك فى حب الدكتور زويل لوطنه مصر ثبت أنها أكاذيب للتشكيك فى وطنيته ، فالواقع كشف لنا كيف ظل زويل متعلقا بمصر إلى آخر حياته وهو الأمر الذى حستمه وصيته التى طلب فيه أن يدفن في ترابها، لكنها لم تكن هي الأرض التي يمكن أن تستوعب طموحه في الظروف التي تعيشها؛ فـ "الخروج من مصر حسب تعبيره يكون صعبا لأسباب الارتباط الوجداني بالوطن الأم.. وهو شعور يملأ القلب بالمواجع والعيون بالدموع. وكان لابد للأيام أن تسير، ويبحث المرء عن مستقبل يجعل منه إنسانا قادرا على العطاء في مجاله، وقادرا أيضا على التعايش في منظومة تصقل المواهب، وتهيئ حرية الفكر والإبداع"
الثمن الغالى
ما من شك فى أن زويل دفع ثمناً غالياً مقابل الفرصة التي أعطيت له فى أمريكا من الجهد والتعب ومحاربته أحياناً فلم يكن طريق النجاح مفروشاً بالورد كما يظن البعض وعندما نال زويل شهرته العلمية الواسعة عاد إلى المشاركة في الحياة السياسية المصرية فاعلاً ومؤثراً ، وحصل على ارفع الجوائز " قلادة النيل " وبدأ دوره واضحاً خلال ثورتى يناير ويونيو
وليس خافياً أنه فكر في المنافسة على منصب الرئاسة بعد ثورة يناير ثم تراجع عن ذلك بعد التقلبات التى شهدتها الساحة السياسية ووصول الإخوان للسلطة ، و عندما حدثت ثورة يونيو ضد الإخوان أيدها واعتبر السيسي منقذا للبلاد وقد تعرض على أثر ذلك لهجوم اخوانى متكرر حتى فى موته حيث افتى بعض الجماعة الاإرهابية وانصارها بتكفيره وعدم جواز الصلاة عليه أو دفنه فى مصر .. لقد اتعب زويل الإخوان وحلفائهم حياً وميتاً .
.... ...........
زويل يشخص عيوب التعليم فى مصر
تعلم أحمد زووبل فى مدارس حكومية قادته الى العالمية وهو لذلك يعرف عيوب التعليم فى مصر وقد لخصها فى أمرين ، أولها اعتماد النظام التعليمي الكبيرعلى كثرة الحفظ و تدريس المناهج بأسلوب جاف وصارم.
وقد اعترف فى اكثر من مناسبة أن حِفْظ المواد الدراسية لم يكن محبباً اليه في مدرسته، ما أن كان يمقت العقاب البدني داخل أروقة المدارس الابتدائية فى عهده ، رغم اعترافه أن هذا العقاب لم يكن قاسيًا أو مؤذيًا جسديًّا للطلاب الذين يقع عليهم هذا العقاب، ولكن فكرة العقاب الجسدى نفسها كانت مهينة.. ووصف العقاب البدنى بأنه سلوك لم يكن ليتفق مع رسالة ووظيفة المدرسة أو سلوك المدرس .
مفآجات وأسرارالساعات الأخيرة فى حياة زويل ..
بحسبما كشف الدكتور شريف فؤاد، المستشار الإعلامي لمدينة زويل، فأن الراحل الدكتور أحمد زويل تعرض لنزلة برد في آخر أيامه عند زيارة ابنته الكبيرة في مدينة سان فرانسيسكو وسرعان ما تطور الأمر إلى أصابة بالتهاب رئوي دخل على إثره إلى المستشفى وقد فقد "زويل" صوته في الأيام الأخيرة نتيجة المرض لكنه رفض الإفصاح عن الأمر حتى لا يدخل التوتر والقلق إلى محبيه وتلاميذه، موضحاً أن الراحل طلب منه التواصل عبر الرسائل النصية والإيميل لترتيب زيارته القادمة لمصر التى وقد كان مقررًا أن يزور مصر منتصف الشهر الجاري لمتابعة العمل داخل مدينة زويل لكن الموت كان اقرب اليه من موعد الزيارة .
و قبل ان يصاب الدكتور زويل بالمضاعفات الأخيرة كلف اللواء صلاح عزازي مدير مشروع المدينة بشراء مدفن له قبل 6 أشهر، وهو بالفعل ما تم، و أرسل له الدتور عزازى صورة المدفن قبل أيام قليلة من الوفاة، وكان الدفن فى مصر من اسمى أمانيه
........
نص الوصية الأخيرة لعاشق تراب الوطن
قبل الرحيل إلى العالم الأخر فى رحلة ذهاب بلا عودة .. كتب عالم الكيمياء المصري أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل عام 1996 وصيته واعطاها لزوجته ... ملخصها ثلاث عبارات أولها " ادفنونى في مصر " والثانية " اهتموا بمشروعى " أما الثالثة فإنها موجهة للشعب المصرى الذى طالبه أحمد زويل بالدعاء له بالمغفرة والرحمة وهذا لقيت وصيته اهتماما عالمياً اثار دهشة الكثيرين خاصة ما يتعلق بمطلبه الذى تحقق بالدفن فى مصر و ليس فى امريكا التى قضى بها عقوداً عديده ، وفيها وافته المنية .
و قد استجابت الزوجة للوصية وتم نقل جثمان زويل من الولايات المتحدة إلى القاهرة، وتم دفنه مصحوباً بالدعاء له بالرحمة من المصريين


.jpg)

.png)



.jpg)



