الأحد 5 مايو 2024 06:21 مـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تشيلسي يدك شباك وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي نقابة الصحفيين الفلسطينيين : اغلاق حكومة نتنياهو لمكاتب الجزيرة إمعان في مواصلة الإبادة الجماعية دون شهود بيتزا المانجا العويسي والبطارخ .. اخر تقاليع شم النسيم بالإسماعيلية وكيل الصحة بالشرقية يتفقد الخدمات الطبية بمستشفى القنايات المركزي تشكيل الزمالك لمواجهة سموحة في الدوري الممتاز تشكيل توتنهام في مواجهة ليفربول بالدوري الإنجليزي محمد صلاح يقود هجوم ليفربول لمواجهة توتنهام في الدوري الإنجليزي حب الفيسبوك ينتهي بتحرش ومحاولة اختطاف.. كواليس قفز فتاة من سيارة حبيبها بعد أول لقاء على صحراوي كرداسة الشعب الجمهوري: تعديل وكالة فيتش نظرتها المستقبلية للاقتصاد المصري يؤكد نجاح مصر في تنفيذ برامج الإصلاح الزراعة : حديقة الأسماك تستعد لاستقبال المواطنين في عيد شم النسيم والإجازات والعطلات الرسمية بحوث الصحراء ينظم قافلة بيطرية مجانية في واحة سيوة بمحافظة مطروح في إطار مبادرة حياة كريمة الزراعة: بالصور معامل مشروع مكافحة العفن البنى في البطاطس تواصل فحص عينات التصدير خلال إجازة شم النسيم وعيد العمال

تقارير ومتابعات

صائد الدبابات فى حواره مع "النهار":

روسيا تحتفل سنويا بصائدي الدبابات المصريين



ـ أقول للشباب المصري اصبروا على بلدكم لأنها فى حرب شرسة

 

رجل بطعم الكرامة والعزة المصرية، جالسته لساعات أستمع إليه وكأننى أجالس بطلا من الحواديت التى تربينا عليها صغارا، أسطورة فى الوطنية والمصرية، عميق فى بساطة، وبسيط فى عمق، تمنيت لو أننى اصطحبته إلى كل شباب مصر ليروه ويتحدثوا إليه فيعرفوا معنى كونهم مصريون بهذا الطعم الرائق بلا شوائب، قابلت صائد الدبابات وأحد أساطير جيشنا المصري المقاتل "إبراهيم عبد العال" وكان حوارا كتبت منه أقل بكثير مما قال:
لم ينتظر الرجل سؤالا بل راح يتدفق قائلا:
= ألوم إعلامنا أنهم لا يتكلمون عن حرب اكتوبر الا مرتين فى العام بشهر أكتوبر وشهر رمضان، وأنا أقول لهم الكرامة الوطنية يجب الاحتفاء بها طوال العام من أوله لآخره.
ــ المقاتل إبراهيم عبد العال كيف تقدم نفسك لقراء "النهار"؟
= إبراهيم عبد العال من قرية توب طريف مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية .
ــ لماذا لقبت صائد الدبابات؟
= لأننى بحرب أكتوبر وفقنى الله ودمرت رقم قياسى 18 دبابة ومصفحتين وهو الرقم التالى لصائد الدبابات البطل الراحل عبد العاطى الذى دمر 23دبابة وثلاث عربات مدرعة ، ونحن أبناء كتيبة المقدم عبد الجابر قائد "35" فهد وقد اذقنا دبابات العدو الويل من خلال منظومة الأسلحة المضادة للدبابات.
ــ متى تم تجنيدك؟
= فى أوائل 1969 كان عمرى 16 عاما بعد ما حصلت على دبلوم التجارة وقضيت "5" سنوات فى التجنيد حتى شاركت فى حرب أكتوبر 73وحصلت على بكالوريوس التجارة 85، ودبلومة فى المراجعة فى التمويل المحاسبى .

ــ حدثنى عن  فترة التجنيد وأين تم تجنيدك؟
= تجنيدى كان فى التل الكبير بالإسماعيلية وبعدها تم ترحيلي للكيلو 45 بالقاهرة، فى هذا الوقت سمعنا عن وصول تشكيل جديد من الصواريخ ويحتاج لأفراد ذو طبيعة خاصة وتم اختيار خمس كتائب تم توزيعهم على القوات المسلحة تضم الكتيبة الواحدة 36 فردا. تم نقلهم للكتيبة 35 فهد بقيادة الرائد جلال الجيار ، وتوالت التنقلات حتى استقرينا خلف البحيرات المرة فى أواخر72 وكان وقتها قائد الكتيبة الرائد عبد الجابر أحمد وكان قوى الشخصية وهو صعيدي وهذا القائد غير أشياء كثيرة فارتبط الجميع به بسرعة وأحبوه بصدق لدرجة إننا نرفض نزول الإجازات لحبنا فى البقاء معه بالكتيبة، وهذا رفع من روحنا المعنوية .
ــ كيف تم إعدادكم للمعركة؟
= كنا نتدرب عمليا على السلاح "الفهد الروسى" وهذا السلاح شارك فى الحرب العالمية الأولى. فهو بالنسبة لنا سلاح متطور ونعلم أن إسرائيل لديها أسلحة أكثر تطورا وطول السلاح 86 سم ويزن 15 كيلو يصل طوله مداه من 300 متر الى 3كيلو متر ويظل الصاروخ من انطلاقه حتى يبلغ الهدف يتلقى أوامره منى عن طريق التحكم فيه بعصا التحكم وهذا يحتاج قوة تركيز وثبات وهو ما أذهل الخبراء الروس بسرعة استيعابنا للسلاح وتفوقنا فى استخدامه، كنت ملحقا على كتيبة مشاة ونحن كنا نعامل معاملة خاصة وكنا نقدم عروضا أمام القادة الكبار ومن أهم القادة فى هذا الوقت اللواء سعد الشاذلى والفريق صادق وكان الهدف من ذلك رفع الروح المعنوية والتشجيع، وتم اختيارنا قبل تجربة الصاروخ بشكل عملى بعد التدريب بحضور الفريق الشاذلي والذى طلب من زميلنا عبد العاطى صائد الدبابات التقدم وإصابة هدف يبعد مسافة 4كيلو ولكنه رفض وبعد التأكد من ان رفض عبد العاطى لإصابة الهدف لبعد المسافة عن مرمى نيران الصاروخ كافأه القائد، وتم تقليل المسافة الى المسافة المطلوبة وهى 3كيلو مترات فأصاب الهدف.

ــ هل تتذكر جملة مهمة قيلت في هذا التوقيت؟
= نعم جملة لن أنساها وقالها العميد أبو غزالة قائد مدفعية الجيش الثاني الميدانى والعميد عبد رب النبى حافظ "من منكم سينجح فى تدمير 3 دبابات لإسرائيل فى الحرب سنقيم له تمثالا في ميدان التحرير وسنمنحه نجمة الشرف العسكرية" وقد أسهمت هذه الجملة فى رفع معنوياتنا كثيرا وخصوصا أن عددنا 36 ولو تمكن كل واحد فينا من تدمير دباباتين هيكون المجموع أكثر من 72 ويكون بمثابة إنجاز كبير لان أعلى نسبة تدمير دبابات من الجنود فى الحروب لم تتجاوز 7دبابات، هناك جندى روسي يحتفلون به كل عام لنجاحه فى تدمير 7 دبابات فى الحرب العالمية!!!
ــ  حدثنى عن يوم الحرب او يوم السادس من أكتوبر؟
= اليوم كان فى بدايته عادى جدا حتى وقت الظهر طلب منا القادة وهم قائد الفصيلة حسين السويسى والملازم أول فؤاد الحسيني تناول الإفطار فى رمضان استعدادا للحرب .الكثير لم يستجب وأكملنا صيامنا والجميع يتحدث ممكن نحارب بجد ولا تدريب وخلاص .. تحركنا وإذا بنا  نرى الطيران المصرى 220 طائرة يمرون فوق رؤسنا ليضربوا النقاط الحصينة فى سيناء  وقيلت لنا صراحة "هنعبر لو طائرتنا عبرت واذا بالجميع يهتف الله اكبر .. الله اكبر نجحت الطيارات فى ضرب النقاط القوية للعدو هنعبر"، ومع أن الجميع كان يدرك وجود خط بارليف المنيع ولم نكن نعرف شيئا عن خراطيم المياه التى سينهار معها  الساتر الترابى، ولم نكن نعرف أن مواسير النبالم قد أغلقت .. لم يكن أحد يتخيل أن نعبر القناة مع كل هذه الصعوبات التى تمثل أمامنا مستحيلات، تم الدفع بنا بعد صدور الأوامر للتحرك لم نشعر بثقل السلاح رغم الصيام وحرارة الجو وتوقيت الحرب فى وقت الذروة يعلن فتح مساحة ووقت المعركة وطولها ودخلت المعركة وأول مارأيت دبابتين لم اشتبك معهما وتعامل معهما المشاه.
ــ ماذا حدث فى اليوم الثانى ؟
= اشتبكنا بعد ما الطائرات الإسرائيلية ضربتها والمدفعية بدأت ترد وكنا نرد بصواريخ سام والتى كانت تسقط الطائرات كالعصافير واشتبكنا عندما حاولت 30 دبابة للعدو الاشتباك معنا وبدأ زملائى فى تدمير الدبابات بواقع دبابتين لكل فرد ودمرناهم بالكامل إلى اليوم التاسع تمكنت من تدمير 6 دبابات فى نصف ساعة ودمر زميلى عبد العاطى "7" فى نصف ساعة.
ــ وهل استمريت فى تدمير الدبابات ؟
= لا كنت فى الأيام التالية أدمر دبابتين وثلاثة لان العدو كان يدرك المسافة التى يصوب منها الصاروخ ويبدأ فى ضربنا بعدها مباشرتنا على بعد كيلو متر فكنا نتراجع ونغير الأماكن.
ــ هل كان من الممكن  تدمير عدد اكبر من الدبابات ؟
= نعم ... ولكن قلة الذخيرة منعتنى من ذلك ، فلو كنت امتلك الذخيرة الكثيرة لكنت دمرت اكثر من 40دبابة، وقد نجحت بفضل الله فى تدمير "18" دبابة وعربتين مصفحتين لاحتل المرتبة الثانية بعد زميلى عبد العاطى الذى نجح فى تدمير 23دبابة. وهنا أقول لكم أن روسيا تحتفل كل عام بصائد دبابات روسي دمر 7 دبابات فقط فى الحرب العالمية وتحتفل ايضا بالمقاتل المصرى الذى حقق المعجزة بسلاحها الروسى ودمر كل هذه الدبابات وفاق التوقعات.3دبابة.

ما أكثر المشاهد التى شاهدتها فى المعركة وأثرت فيك؟

هناك مشاهد  كثيرة وأذكر منها اننى لم  إرى جندى إسرائيل واحد يمشى فى ارض المعركة
مما يشعر اننناارهبنهم ،  الله اكبر ذلذلتهم  وهناك مشاهد صعبة وبكى وهو يصفها وصوته مرتعش زميلى "حامد عيد " اللى دمر اربع دبابات واصيب اصابة مباشرة ورفض انه يترك عصا التوجيه الا بعد ان دمرالدبابة التى اصابته بقذائفهاواستشهد وسط فرحة زملائه.ومنهم من استشهد وهو ينقل الصواريخ لزملائه فى الموقع لتدمير الدبابات، ولن أنسى جعفر بيومى ،  وصبحى يعقوب الأول مسلم والثانى مسيحى عندما هاجمتهمادبابة من الخلف اراد كلا منهما ان ينبه الاخر وفى منتصف المسافة بين الموقعين التقيا الا ان الدبابة نالت منهما بنيرانهاواحتضناوسالت دماؤهما على ارض سينا ء
وأصيب زميلى "طلعت شتا "وجرى عليه زميلنا "يحيى حسانين" ودمر دبابة من موقعه ثم جرى مرة أخرى وضرب دبابة أخرى من مكانه كنا نتسابق فى اصطياد الدبابات زميلى البطل بكر اسماعيل العدل حطم 8 دبابات فى 10 دقائق، كل واحد فينا كان كتيبة لوحده .

ــ ما التكريم الذى حصلت عليه ؟
= لقد كرمت كثيرا ومازلت أكرم حتى الآن من كل مكان، وقد حصلت على وسام الجمهورية العسكرى من الدرجة الأولى من الرئيس السادات رحمه الله ومن المشير طنطاوى ومن القادة العسكرين ، أما المؤسسات المدنية فأنا لدي مكتبة كاملة مليئة بالأوسمة والدروع .

ــ كيف ترى مصر الآن بعد مرور هذه السنين من حرب أكتوبر؟
= هناك إنجازات وهناك مشاريع حققت على ارض سيناء وفى القناة قناة السويس الجديدة وغيرها من المشاريع العملاقة بلدنا جميلة فيها أبطال عظماء وهى ولادة واصبروا وسترونها من أكبر وأقوى بلاد العالم.

ــ كلمة توجهها للمصريين ؟
= أقول لهم تمسكوا ببلادكم والتفوا حول جيشكم واصبروا على المحن أيام حرب أكتوبر كان الذي يمتلك كيلو أرز كان بيبعت نصفه للجيش ... اليوم نحن في حالة حرب ضد الإرهاب وهى أخطر من حرب أكتوبر لأن العدو خفى غير منظور، فيجب التكاتف والالتحام بالقيادة أكثر، بلادنا تخوض حرب أصعب واشرس .. ويجب ألا يتذمر الشباب من قلة الوظائف وضيق الرزق وهو لا يعنيه ما يخوضه جيشه والناس لا تصبر ... اقول للشباب فلتعمل أى عمل حتى تجد العمل المناسب لك واصبر مع بلدك وجيشك حتى تستعيد البلد توازنها من جديد، ساعدوا بلدكم بقلة تذمركم وصبركم، ومحاربتكم للفساد والإخلاص فى العمل وربنا يحفظ مصر والمصريين .