مصدر دبلوماسي ينفي وجود أزمة بين مصر وألمانيا

نفي مصدر دبلوماسي مطلع وجود أزمة بين مصر وألمانيا علي خلفية استدعاء الخارجية الألمانية لسفير مصر ببرلين الدكتور بدر عبد العاطي أمس لنزاع بين مؤسسة "فريدريش ناومان" الألمانية، المقربة من الحزب الديمقراطي الحر والحكومة المصرية.

المصدر أوضح، أن مصر قالت إن هذه المؤسسة غادرت القاهرة وأغلقت مكتبها ونقلته إلى عمان، بناء على رغبتها في يناير الماضي رغم مطالبة مصر لها بالبقاء، إلا أنها أصرت على الرحيل ثم عادت وطلبت الإبقاء على تمثيل لها بالقاهرة بعد إغلاق المكتب وهو ينافي القوانين المصرية لعدم وجود وضعية قانونية لهذا التمثيل بعد إغلاق المكتب.

وأشار إلى أن اللقاء الذي جرى بين بدر عبد العاطي سفير مصر ببرلين وماركوس ايدرر نائب وزير الخارجية الألماني أمس حول هذا الموضوع تحديدا لم يتناول موضوعات أخرى وأبلغت مصر الخارجية الألمانية أن القاهرة كانت ولا تزال ترحب بعمل المؤسسات الألمانية على الأراضي المصرية في إطار من التنظيم القانوني والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وأنها تحرص على تقنين أوضاع المؤسسات الألمانية في مصر وقدّمت عدة مبادرات لهذا الغرض، غير أن الجانب الألمانى لم يجد فيها ما يناسبه.

وأشار المصدر الدبلوماسي إلى حرص مصر على علاقات وطيدة مع ألمانيا بصفتها أكبر داعم للسياحة المصرية وأنها الدولة الوحيدة التي لم تحظر السياحة لمصر بعد حادث الطائرة الروسية فضلا عن قيام وفد أمني بزيارات مطارات شرم الشيخ والغردقة واطمأنت على التأمين بتلك المطارات ولذلك قامت برفع الحظر على سفر السائحين لديها على متن مصر للطيران إلى جانب تكثيف الزيارات للمسؤليين الألمان لمصر في شهر إبريل الماضي وتوقيع عدد من الاتفاقيات الأمنية بين البلدين.

وأكدت مصر في بيان أصدرته سفارة مصر ببرلين في ساعة متأخرة من مساء أمس، أن عمل المؤسسات أو المنظمات الحكومية وغير الحكومية في مصر سواء كانت مصرية أو أجنبية لابد وأن يكون في إطار قانونى سواء من خلال قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية الصادر برقم 84 لسنة 2002 بالنسبة للمنظمات غير الحكومية، أو في إطار اتفاقية ثنائية كما هو معمول به مع دول أخرى وتجدد السفارة أن مصر على أتم الاستعداد لتقنين أوضاع المؤسسات الألمانية وفقاً لهذه الضوابط. 

وكانت الخارجية الألمانية أصدرت بيانا أوضحت فيه أن «المؤسسات السياسية الألمانية تؤدي عملاً مهماً في الدول التي تستضيفها، مشيراً إلى أن هذا الأمر ينبغي أن يكون متاحاً حتى في ظل الضغوط السياسية المتزايدة على المجتمع المدني».

كانت مؤسسة "فريدريش ناومان" نقلت مقرها الرئيسي في الشرق الأوسط من مصر بعد نزاع مع السلطات في القاهرة إلى العاصمة الأردنية عمان، وقالت المؤسسة، إن وزارة الخارجية المصرية رفضت السماح بأعمال الصيانة لمكتب المؤسسة في القاهرة.

وأوضح رئيس المؤسسة فولفجانج جيرهارت، أنه «من المحزن ألا يكون ممكن التوصل إلى حل للمشاكل عبر الطرق الدبلوماسية»، مشيراً إلى أنه «كان من مصلحة مصر أيضا أن يتم الإبقاء على مكتب صغير للحوار وتبادل المعلومات».