الثلاثاء 23 أبريل 2024 12:19 مـ 14 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

علماء الدين: إلغاء التربية الدينية يؤدى لـ«التطرف والإلحاد»

تسبب تجدد الدعوات لعدد من أعضاء مجلس النواب وعلى رأسهم الدكتورة نادية هنرى، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، بإلغاء مادة التربية الدينية من المناهج الدراسية واستبدالها بمادة الأخلاق لمنع التمييز الدينى والتطرف بين الطلاب، فى حالة من الجدل بين رجال الدين الاسلامى والمسيحى وخبراء التربية باعتبارها كارثة تدمر الأجيال حال تطبيقها.


وهاجم القمص صليب متى، راعى كنيسة مارجرجس بشبرا، دعوات إلغاء مادة التربية الدينية واستبدالها بمادة الأخلاق، مؤكدا أن الأخلاق والسلوك يتم اكتسابها فى المنزل ومن خلال مادة التربية الوطنية، أما العبادات ومعرفة الأديان يتم من خلال التربية الدينية، وعندما يدرس الطفل تعاليم دينه فى المدرسة يصبح شخصا سويا، وليس من حق أى شخص منع الأفراد من تعليم دينهم طالما يتم تدريسه بشكل سليم ومعتدل.

وأضاف «متى» أن تعاليم التربية الدينية والفرائض والقيم ثابتة فى الإسلام والمسيحية وغالبية السلوكيات والآداب متطابقة، وإلغاء التربية الدينية له بالغ الأثر على النشء وجعله عرضة للاستقطاب والتطرف أو يصبح فريسة للإلحاد.

وأوضح «متى» أن تدريس التربية الدينية يجب أن يتم من مختصين من الأزهر والكنيسة كتيار وسطى معتدل وبلغة تنويرية مبسطة تواكب العصر والعودة للنص المقدس والقران وعدم الاعتماد على التفسيرات المحرفة للنصوص، مشيرا إلى أن الدين يطور المجتمع وليس العكس، ويجب التركيز على قيم المحبة والوطنية والبعد عن التمييز والموضوعات الخلافية التى تثير الطائفية.

بينما يرى القمص عبدالمسيح بسيط، راعى كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد، أن تعليم الدين يتم فى دور العبادة المسجد والكنيسة على حد سواء، خاصة أن تدريس مادة التربية الدينية يتأثر بميول وأفكار الشخص الذى يقوم بتدريسها وبعضهم يحمل أفكارا متطرفة.

وأضاف أن استعانة وزارة التربية والتعليم بخبراء الأزهر والكنيسة فى وضع المناهج لا يحل المشكلة، خاصة مع قلة عدد مدرسى التربية الدينية المسيحية ولا يقوم رجال الكنيسة بتدريسها، ويتم تدريس المناهج بالكنيسة.

وأضاف أن الأسرة والمسجد والكنيسة عليها تدريس الدين ومواجهة التطرف والإلحاد، خاصة أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب يتم تسريبهم من التعليم فى المرحلة الابتدائية والإعدادية ويكونون عرضن للاستقطاب الفكرى.

ويرى الدكتور أحمد كريمة ، أستاذ الفقه المقارن والشريعة بجامعة الأزهر، أن هذا الموضوع مرفوض شكلا وموضوعا، لأن مادة التربية الدينية لازمة لتربية النشء ولابد أن يتعرف التلميذ على أحكام العبادات والمعاملات، وإلا سيكون فريسة سهلة للتجنيد فى فصائل التطرف والعنف لأنه يعانى فراغا روحيا كبيرا ويجد من يملؤه من تيارات الإخوان والسلفية والشيعة، أو يكون فريسة سهلة للإلحاد لأنه ليس لديه مناعة وحصانة من تلك الأفكار الهدامة.

وطالب كريمة بأن تصبح مادة التربية الدينية أصلية لها احترامها ولا تقل عن أى مادة تضاف للمجموع، واعتبار مادة الأخلاق تكميلية وليست بديلا عن الأصل.

وأضاف أن إهمال المكون التعليمى الدينى سبب وجود الفراغ الروحانى الذى يعانى منه المجتمع، ويجب اختيار لجنة من المختصين والتربويين لوضع المناهج، خاصة أن المنظومة التعليمية كلها خلل الأزهرية والمدنية، ويجب إعادة تأهيل المدرسين المكلفين بتدريس التربية الدينية، وإخضاعهم لاختبارات قدرات واختبارات نفسية لمنع طغيان التوجهات والانتماءات للطلاب.

وطالب الدكتور حسين عويضة، رئيس نادى أعضاء هيئة التدريس جامعة الأزهر، بتدريس الكتب الوسطية المعتدلة بالمدارس مثل كتب «هذا بيان للناس»، للدكتور جاد الحق على جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق، نظرا لأنه يتضمن كافة المعاملات والفقه والسلوكيات باعتباره أحد رواد التنوير والتحضر والوسطية.

بينما يرى الدكتور محمد الدسوقى، أستاذ التربية جامعة حلوان ورئيس مركز التعليم المفتوح، أن دعوات إلغاء مادة التربية الدينية واستبدالها بمادة الأخلاق هو فصل للدين عن المبادئ وزيادة عددية فى المقررات فقط.

وأضاف الدسوقى أن الدين المعاملة ويتضمن القيم والأخلاق باعتبار الدين والعقيدة أساس المحتوى، ويمكن إعادة مفهوم الوطنية والانتماء للطلاب من خلال مادة التربية والوطنية، لافتا إلى أنه يجب وجود مفهوم واضح للبنية القيمية التى يجب زرعها فى المناهج بمعنى وجود مصفوفة قيم تدرس للطلاب، مع وجود منظومة موحدة لتدريب وتأهيل المعلمين، وإيجاد منظومة قوية للإدارة والمتابعة للتأكد من عدم طغيان ميول المعلمين وتوجهاتهم على الطلاب.