بدأية النهاية لـ ” داعش ” أزمة مالية طاحنة ونقص كبير فى المقاتلين

 

تقارير للمخابرات الأمريكية تؤكد أن تنظيم العراق والشام فقد  20%  من عدد مقاتليه و40 % من الاراضى التى كان يسيطر عليها

 

ضربات روسيا وانخفاض اسعار البترول وتراجع القدرة على التجنيد عبر الانترنت اضعفت الدواعش

الضربات المصرية لدواعش سيناء تنجح فى تجفيف منابع التنظيم وقطع شريانه

 

مواقع التواصل والمدونات وغرف الدردشة ابرز وسائل التجنيد  بقيادة خبراء فى تقنية المعلومات

 

مصادر بريطانية : تنظيم الدولة عرض على السجناء وعائلاتهم دفع مبلغ 500 دولار من أجل إطلاق سراحهم لمواجهة أزمته المالية

 

غارات جوية استهدفت  منشآت نفطية و بنوك ومستودعات للعملة الصعبة لإضعاف القدرة الاقتصادية لداعش

 

 

شعبان خليفة

 

" تجفيف المنابع " هى الاستراتيجية الأبرز فى القضاء على التنظيمات الارهابية الكبيرة والعنيفة وتقوم هذه الاستراتيجة على ضرب مقدرات التنظيم المالية ومنع انضمام مجندين جدد  اليه مع استهداف قادته وقد جرى منذ العام 2016 تطبيق صارم لهذه الاستراتيجة التى جاءت نتائجها ببداية أزمة مالية لدى تنظيم داعش خلال شهر فبراير ما دفعه لتخفيض رواتب مقاتليه للنصف مع ملاحظة أن الرواتب التى كان يدفعها هى التى جذبت اليه مقاتلين أجانب وعرب كثر من بلاد تعانى من البطالة والأزمات الاقتصادية ثم وصلت قمتها مع مطلع أبريل الحالى حيث لم يكن التنظيم " داعش " من دفع مرتبات مقاتليه مما أدى إلى هروب بعضهم خاصة وأن احتمالات انفراجة اقتصادية للتنظيم غير وارده فى ظل انخفاض اسعار  البترول والضربات الروسية التى اسهمت فى كسر التنظيم لصالح الجيش السورى الذى حرر مناطق بارزة منها مدينة تدمر الاثرية التى كانت تحت السيطرة الكاملة لداعش .. كيف تطورت الاحداث ؟ وما هو مصير داعش فى الأيام المقبلة ؟

هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها فى السطور التالية :- 

 

بشائر انهيار داعش

 

انتهى العام 2015 وأخبار الهزائم والتراجعات فى تنظيم داعش هى الأبرز ، ومع مطلع العام 2016 تصاعدت خسائر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، مستمرة، خاصة بعد تراجع عدد المجندين في التنظيم، ودخوله في أزمة مالية خانقة قد تعجّل باندحاره وتشتته فى الجبال والمغارات بعد أن احتل المدن وسيطر على بعض مصادر الثروة بما فى ذلك بعض المنشآت البترولية ، يتزامن مع هذا رغبة دولية للعمل من أجل إيقاف توسع التنظيم في ليبيا.

فى  الأسبوع الماضي،  توفرت تقارير تفيد بأن تنظيم "داعش" دخل في أزمة مالية خانقة، دفعته إلى تخفيض أجور المقاتلين في صفوفه، بكل من العراق وسوريا.

وبحسب مصادر بريطانية فإن تنظيم الدولة عرض على السجناء وعائلاتهم دفع مبلغ 500 دولار من أجل إطلاق سراحهم، مشترطا أن يتم تقديم المبلغ بالدولار، وليس العملات المحلية كالليرة السورية أو الدينار العراقي، اللذين وصلا إلى أدنى مستويات قيمتهما، وهو ما يمكن أن يقرأ على أن التنظيم يسعى من خلال الأموال التي يحصل عليها من احتجاز الرهائن إلى اقتناء أسلحة، وتمويل عمليات إرهابية في الخارج.

كما كشفت مصادر غربية أن عدد المقاتلين الأجانب في تنظيم  داعش شهد  تراجعا كبيرا مع بداية العام 2016 ، وصلت نسبته إلى 20 في المائة، حيث تؤكد التقارير الصادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" أن عدد مقاتلى التنظيم الآن  يتراوح بين 25 ألف مقاتل و30 ألفا كأقصى تقدير.

 

تضيق الخناق على التنظيم الارهابى

 

تضييق الخناق المالي على تنظيم داعش وفقاً لمسؤولين في الإدارة الأمريكية يعود بأسبابه إلى الحملة العسكرية التي شنها التحالف الدولي ، وأدت إلى تدمير الأسس الاقتصادية للتنظيم، حيث استهدفت عدة غارات منشآت نفطية و بنوك ومستودعات للعملة الصعبة

وقد أدت هذه الضربات إلى إصابة القطاع النفطي، المصدر الرئيس للثروة لدى التنظيم، بالشلل حيث انخفضت الواردات النفطية إلى نحو 50%، هذا بالإضافة إلى الانخفاض العالمي لأسعار البترول، الذي دفع ثمنه التنظيم أيضاً.

وبحسب دانييل جلاسر مساعد وزير الخزانة الأمريكية  لشئون تمويل الإرهاب أنه للمرة الأولى يمكن الحديث عن الأوضاع الاقتصادية للتنظيم سيئة، لقد حدث تأثير كبير على مصادر تمويل التنظيم، إلا أنه الطريق أمام قطع موارد التنظيم  كاملة ما زال طويلاً.

كما أن العمليات العسكرية ضد داعش أدت أيضاً إلى قتل العديد من المسؤولين الماليين رفيعي المستوى لدى تنظيم الدولة الإسلامية، وكان آخرهم حجي يمان

وبحسب خبراء الشبكات المالية الإرهابية فإن النكسة المالية لداعش مع فقد التنظيم المزيد من الأراضي ضاعف من أزمة التنظيم لأن عملية استغلال السكان لزياد أموال التنظيم لن تكون ممكنة، كما أن استغلال الأراضي للزراعة وبقية الموارد الطبيعية لن تكون قادرة على سد العجز المالي لدى التنظيم".

ويعتقد خبراء ، أن الهجمات الأخيرة للتنظيم في أوروبا إنما هي جزء من تفاقم أزمة التنظيم في الأراضي التي يسيطر عليها، مؤكدين أن "الفرق بين تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية يكمن في الموارد المالية التي يحصل عليها كل تنظيم، ففي حين أن موارد تنظيم القاعدة خارجية فإن موارد تنظيم الدولة تأتي من الأراضي التي يسيطرون عليها.

 

اسراراً خطيرة عن التجنيد في داعش

 

من الأمور  التى كشفت أسرار التجنيد فى داعش  سقوط  الإرهابي يوسف السلفي وهو أمير من أمراء تنظيم داعش في باكستان بقبضة المخبارات الباكستانية  فخلال التحقيقات التي اجرتها معه السلطات الباكستانيه كشف أمور في غاية الخطورة ومنها من يمول تنظيم داعش وكيف قام بتجنيد الكثير من الشبان و ارسالهم الى سورية للقتال.

بعد عدة أشهر من الاعترافات التي قدمها يوسف السلفي للسطات الباكستانيه , خرج المدير السابق للاستخبارات الامريكية مايكل فلين الى العلن و قال اننا “حذرنا ادارة الرئيس اوباما قبل ثلاث سنوات ان المجموعات التي تمولها الولايات المتحده هي مجموعات ارهابية متطرفة”. وتابع بالقول ان “ما يقارب ال 50 محلل كانوا يعملون سابقا للاستخبارات الامريكية شكلوا مركز دراسات تابع للقيادة المركزية للجيش الامريكي ليقومو بدراسة تنظيم داعش و بقية المجموعات المترطرفة في سوريا و العراق ورفع تقارير الى المسؤولين الامريكين ولكن الغريب في الامر كان يتم تحريف تقاريرنا قبل ان تصل الى كبار المسؤولين بما فيهم اوباما ”.

ووفقا لدراسة أكاديمية بحثية حديثة كسب تنظيم داعش أعدادا كبيرة من المنتمين له ممن يحملون جنسيات غربية أو شرق آسيوية عبر نشاطه الإعلامي من خلال العمل في المدونات والتي تلقى رواجا واقبالا في عدد من الدول المستهدفة، ومن أهمها مدونات باللغتين الروسية والإنجليزية؛ إذ تقوم الهيئة الإعلامية للتنظيم بترجمة الإصدارات الإعلامية إلى لغات أجنبية عديدة، كالإنجليزية والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والأوردو، وغيرها إضافة إلى مجلات بلغات متعددة وهو ما أكسبه الكثير من الأفراد من مختلف الجنسيات وأوضحت الدراسة التي كان عنوانها "القوى الخفية لداعش في الإعلام الجديد"وقد عكف عليها فريق بحثي لباحثين في الإعلام الرقمي من جامعة الملك سعود وبإشراف الدكتور مطلق المطيري وإعداد كل من مبارك القحطاني ومحمد القحطاني وعبدالرحمن العابسي أن التنظيم بات يستهدف الشباب السعودي عبر (غرف الدردشة) لعلمهم بأنهم يقضون معظم وقتهم على الإنترنت إضافة إلى قيامهم باستغلال "تويتر" لمناقشة أحدث القضايا على الساحة الفكرية والإسلامية ومنها حث العامة على المشاركة في المظاهرات بنية الجهاد مع استغلالهم للمرأة وتوظيفها في نشر أطروحاته الشاذة لتحريكها بشكل أفضل وسط المجتمعات.

وأشارت ذات الدراسة بأن التنظيم يلجأ إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر- فيس بوك- انستغرام) لتدبير الهجمات الإرهابية وتنسيق الأعمال والمهام لكل عنصر إرهابي بلغة مفهومة لهم وغالبا تكون عبارة عن رموز لها دلالات معينة، كما أوضحت أن عناصر داعش يلجأون إلى الحصول على المعلومات للمنشآت التي يسعون إلى استهدافها من خلال شبكة الإنترنت حيث إن 80% من مخزونهم المعلوماتي معتمدا في الأساس على المواقع الإلكترونية.

 

 

الإرهاب يمتلك وسائل آمنه فى التواصل مع عناصره

 

ووفقا للدراسة يمتلك داعش فريقا من الخبراء التقنيين مهمتهم الرئيسة تتمحور حول اختراق البريد الإلكتروني للآخرين وهتك أسرارهم والاطلاع على معلوماتهم وبياناتهم التجسس عليها لمعرفة مراسلاتهم ومخاطباتهم والاستفادة منها في عملياتهم الإرهابية مبينة الدراسة أن هذه الطريقة باتت وسيلة سهلة وآمنة للتواصل بين الإرهابيين وتبادل المعلومات فيما بينهم والتخطيط لعملياته كما يستخدمونها أيضا لدى بعض المتطرفين دينيا أو سياسيا في نشر أفكارهم والترويج لها وكسب تعاطف الآخرين إضافة إلى اختراق البريد الإلكتروني للآخرين لتتبع مراسلاتهم والاطلاع على بياناتهم وأسرارهم للاستفادة منها في التخطيط لعملياتهم الإرهابية وقد تحولت وسائل التجسس من الطرق التقليدية إلى الطرق الإلكترونية خاصة مع استخدام الإنترنت وانتشاره عربيا وعالميا.

 

دواعش ليبيا وسيناء

وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا فأن دواعش ليبيا وسيناء وهم الخطر الأقرب والكثر تاثيراً على مصر حيث المواجهات المباشرة باتوا فى حالة ضعف حيث أن الضربات الجوية المصرية وحملات المداهمات فى إطار عمليه حق الشهيد افقدت التنظيم معظم مصادره المالية خاصة التى كانت تأتى عبر الانفاق كما سقط من افراد تنظيم داعش فى مصر وكذا فى ليبيا اعداد لا يمكن تعويضها حيث أن عملية تجنيد عناصر جدد باتت تواجه صعوبات بعد القضاء على العديد من الانفاق والبؤر الاجرامية فضلاً عن قناعة أهالى سيناء المتزايدة بأن الدولة وجودها ضرورة لحمايتهم من الارهاب ومخاطره .

وثمة توقعات متزايدة بأن يكون العام الجارى 2016 عاماً حاسماً فى المواجهة مع تنظيم " ولاية سيناء " وهى المجموعة التى تدين بالولاء لأبى بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش .