الدول المتورطة فى اعتداءات باريس

 
 
قررت فرنسا الاستمرار والتصعيد فى حملتها على تنظيم داعش فى سوريا، رداً على اعتداءات باريس التى أوقعت 129 قتيلاً ومئات الجرحى، وبدأت تفاصيل الهجمات فى التكشف، بشكل أثار مخاوف المحققين من وجود شبكات إرهابية عابرة لحدود الدول الأوروبية، بسبب قدوم المهاجمين من عواصم أوروبية عدة، منها بلجيكا وصربيا واليونان، وفقا للتحريات المبدئية، وتعمل أجهزة الاستخبارات الأوروبية على قدم وساق لكشف الأطراف المتورطة فى الهجمات، بينما وافق وزراء داخلية الاتحاد الأوروبى على طلب باريس بعقد اجتماع طارئ، الجمعة المقبل، لبحث كيفية مواجهة الإرهاب.
 
وعلى صعيد التحقيقات التى تجرى على مستوى أوروبا كلها، احتجزت الشرطة الفرنسية 6 من أقرباء الجزائرى عمر إسماعيل مصطفى، ويعتقد أنه من المتورطين فى هجمات باريس الدامية، وتم استجواب أسرته بوصفه واحداً من منفذى الهجمات فى قاعة "باتاكلان" الموسيقية من خلال بصمة أحد أصابعه التى تم العثور عليها، طبقا لما ذكرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية. ومن بين الستة المعتقلين والده وشقيقه، اللذان اعتقلا، بالإضافة إلى زوجة شقيقه. وتم اعتقالهم بموجب إجراء فرنسى للحصول على أقوال الشهود، لكنهم ليسوا مشتبها بهم رسميين.
 
وذكرت تقارير إخبارية أن الشرطة عثرت على سيارة من طراز "سيات ليون" سوداء اللون فى ضاحية مونتيريال شرق البلاد، ويعتقد أنه تم استخدامها من قبل مسلحين آخرين هاجموا مقاهٍ ومطاعم فى المنطقتين الإداريتين العاشرة والحادية عشرة خلال الهجمات، وربما تم استخدام السيارة من قبل مهاجمين بقوا على قيد الحياة للفرار، طبقا لما ذكره موقع "يوروبيل دوت إف.آ".
 
وفى بروكسل، ذكرت المتحدثة باسم وزارة العدل البلجيكية، كوين جينز، أنه تم العثور فى باريس على سيارة مؤجرة "مسجلة" فى حى مولنبيك ببروكسل فى أعقاب الهجمات الدموية التى وقعت بها.
 
وأفادت تقارير لقناة "آر. تى فى. بى" البلجيكية أنه تم إلقاء القبض على 5 أشخاص خلال حملات مداهمة للشرطة فى الحى، وتبين أن 3 من منفذى هجمات باريس جاءوا من مولنبيك، حسبما ذكرت صحيفة "لا ديرنيير أور". وقال رئيس الوزراء البلجيكى، تشارلز ميشيل، إن أحد الأشخاص المقبوض عليهم فى ضاحية مولنبيك فى بروكسل كان فى باريس ليلة الجمعة الماضية التى شهدت الحوادث الإرهابية فى باريس.
 
وقال رئيس وزراء فرنسا، مانويل فالس، إن بلاده ستواصل تدخلها فى سوريا بهدف ضرب "داعش" بعد أن أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات، وأضاف "فالس" أن الحكومة تنوى أيضا تمديد حالة الطوارئ المفروضة فى أنحاء فرنسا بعد الهجمات داخل باريس وبالقرب منها، مما يمنح السلطات مجالا أكبر لمحاربة ما وصفه بعدو "منظم للغاية"، مضيفا أنه تم التعرف على 103 جثث من الضحايا الذين قتلوا، بينما لا تزال من 20-30 جثة آخرين فى عداد المجهولين، وأكدت وزارة الداخلية الفرنسية أنها طلبت عقد اجتماع طارئ لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبى.
 
وقالت رئيسة حزب (الجبهة الوطنية) اليمين المتطرف، مارين لوبان، الأحد ، إن "فرنسا والفرنسيين ليسوا فى أمان"، مطالبة باستعادة السيطرة الكاملة على حدود البلاد وتطبيق إجراءات مثل إغلاق المساجد المتطرفة.