الجمعة 3 مايو 2024 01:19 صـ 23 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

اقتصاد

اتهامات متبادلة بالإغراق بين الحديد التركي والصيني خلال قمة الصلب العربي

كشفت قمة الصلب العربي ، التي عقدت على مدار يومين بمدينة شرم الشيخ، عن امتداد تأثير إغراق الحديد الصيني المدعوم من الحكومة الصينية إلى أسواق المنطقة العربية من الجزائر والمغرب غربا إلى الخليج العربي شرقًا، كما أن تركيا استطاعت الاستفادة من هذه الممارسات الصينية المغرقة من خلال تحويل جزء من مصانعها للقيام بأعمال درفلة لخام البليت الصيني وإعادة تصديره لأسواق المنطقة العربية على أنه حديد تركي، رغم أن القيمة المضافة لا تتعدى 15% وهو ما يخالف قواعد بلد المنشأ.
وخلال جلسات القمة حاول ناميك أكنجي، رئيس اتحاد مصدري الحديد التركي ، الإيهام بوقوف تركيا بجانب الدول العربية حيث عرض المساعدة لمواجهة آثار الإغراق الصيني إقليميا ودوليا، مدعيا أن انتاج تركيا من الحديد انخفض بنسبة 8% في التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، ولم يذكر حقيقة أن نقص الإنتاج هذا كان في الصلب الخام، والذي توقف بسبب الزيادة الكبيرة في واردات تركيا من البليت الصيني رخيص الثمن، ما يسمح لها بالتصدير لأسواق المنطقة بأسعار متدنية للغاية مستفيدة من انخفاض أسعار البليت الصيني وفي نفس الوقت تحمي أسواقها المحلية من الحديد الصيني تام الصنع بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 30 إلى 40%.
واعترف بأن معظم الدول الأوروبية وأمريكا وكندا تشهد شكاوى عديدة من الإغراق الصيني، ما دفع حكومات تلك الدول لاقرار اجراءات لوقف هذا الإغراق والأثر السلبي على صناعاتها، كما أن هناك جهودًا دولية لإلزام الصين باحترام مبدأ التجارة العادلة وإيقاف سياسات دعم الإنتاج من خلال تعويض خسائر منتجيها، التي تقدر بنحو 4.4 مليار دولار في قطاع الحديد فقط.
من جانبه أكد جورج متى، رئيس قطاع التسويق بمجموعة حديد عز ورئيس جلسة المناقشات، أن ممثل تركيا تجاهل أيضا أن صناعة الصلب التركية حاليًا متورطة في قضايا إغراق تعد من حيث الكم الثانية بعد الصين، وهو ما يوضح حجم الاغراق التركي في مناطق عديدة بالعالم.
وقال إن مناقشات اليوم الثاني للقمة هيمنت عليها مخاطر الزيادة الكبيرة في واردات المنطقة من الحديد الصيني حيث عبر كثير من المنتجين العرب عن مخاوفهم من الاثار الضارة من الواردات الصينية الرخيصة على صناعة الصلب المحلية.
وأضاف إن هيئة الاستشارات الدولية للمعادن بإنجلترا (CRU) والمشاركة في الاجتماعات، أكدت وجود زيادة ضخمة في الصادرات الصينية خلال العامين الماضيين بفضل تحويل 70% من مصانعها لاستخدام خام الحديد منخفض التكلفة.
وكشف العديد من المنتجين العرب عن تقديم الصين حوافز لمنتجيها بنسبة 17% على انتاج الحديد مخلوط وهو ما يعادل دعما بقيمة 50 دولارًا لكل طن.
من جانبها أشارت نوال علام، المدير العام لإحدى مجموعات إنتاج الحديد والصلب بالجزائر، إلى أن بلادها تعاني أيضًا من الواردات الصينية التي يتزايد حجمها بصورة سريعة وبأسعار تقل عن التكلفة الحقيقية، ما يعد منافسة غير عادلة مع المنتجين المحليين.