النهار
الأحد 16 يونيو 2024 08:06 صـ 10 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوادث

رئيس مباحث بولاق يكشف تفاصيل جريمة الثلاث ساعات

 

دقات الساعة تُشير إلى الخامسة مساءً، بدأ يلملم أوراقه ومتعلقاته الشخصية مذكرًا نفسه بألا ينسى هاتفه المحمول وعلبة السجائر والقداحة، وقبل أن يغادر مكتبه، فوجئ بأمين شرطة يخبره بالعثور على جثة طفلة داخل كيس بلاستيك مُلقاة أمام مصنع أكياس بمنطقة بولاق الدكرور.

أيقن الرائد هاني الحسيني، رئيس مباحث بولاق الدكرور، أن هذا اليوم الطويل من العمل لم ينته بعد، ليستقل سيارته رفقة قوة من مباحث قسم بولاق الدكرور لاستكشاف البلاغ.

وفور وصول القوة، عُثر على جثة الطفلة حبيبة وليد محمد 4 أعوام، داخل كيس بلاستيك، وبها كدمات متفرقة بالجسم أمام أحد العقارات، وبدأ معاونو المباحث في سماع أقوال قاطني العقار وبعض الأهالي محل البلاغ.

وتوصل ضباط المباحث إلى أن زوجة خال المجني عليها "ناهد. ع"، 24عامًا، ربة منزل، كانت أول من اكتشف الواقعة، وبالتزامن مع ذلك الاستجواب السريع، عكف الرائد هاني الحسيني على فحص مسرح الجريمة، على أمل العثور على خيط بسيط يقوده لحل لغز الجريمة.

تسقط نظرات رئيس المباحث على الكيس البلاستيك الذي عُثر بداخله على جثة الطفلة، فوجد قطعة مقطوعة، وبتجوله بالعقار، قادته الصدفة إلى تلك القطعة في المنطقة الواقعة بين الطابقين الثاني والثالث، ليبدأ الشك الذي كان بداخله يتحول ليقين بأن القاتل من قاطني المنزل.

رويدًا رويدًا، بدأ الرائد هاني الحسيني، يجمع بعض الأدلة والشواهد البسيطة، التي قادته في النهاية إلى نتيجة صادمة، بأن الجاني هو أول شخص عثر على الجثة، وأبلغ عنها، ليستطيع فك طلاسم تلك الواقعة خلال 3 ساعات.

تم اصطحاب "ناهد" إلى ديوان قسم بولاق الدكرور، المشهور عنها "السرقة" لتنكر طوال نصف ساعة تورطها بأي شكل من الأشكال في الجريمة، وسط محولات عدة من ضباط المباحث في إيصالها لمرحلة الاعتراف بجريمتها.

وكشفت التحريات، أن أهل المتهمة قاموا بمقاطعتها منذ 3 أيام؛ بسبب سرقتها مبلغ 30 جنيهًا، وأنها ليست المرة الأولى التي تختلس بعض الأموال من قاطني المنزل.

وبتطوير مناقشتها وتضييق الخناق عليها، اعترفت المتهمة بارتكاب الجريمة، وبدأت في سرد تفاصيل ودوافع ارتكابها لتلك الفعلة، وسر تخلصها من الطفلة التي لم تتعد الـ4 أعوام طوال ساعتين.

وقالت المتهمة: "أهل الطفلة كانوا مقاطعني من 3 أيام، وكانوا بيعاملوني وحش، وزوجي كان يعشق الضحية، لكني قررت الانتقام منهم والتخلص منها، فقمت باستدراجها لشقة تحت الإنشاء بالطابق الثالث بالعقار محل سكني، وخنقتها بواسطة فانلة قطن حتى تأكدت من وفاتها".

وأضافات المتهمة: "قمت بالاستيلاء على قرطها الذهبي، ووضعت الجثة بكيس بلاستيك أسود اللون، وقررت تركها أمام المنزل حيث مكان العثور عليها، وأخذت في إطلاق صرخات الاستغاثة لإيهام الجميع بأني حزينة على الواقعة".