بدء تفريغ «الصندوق الأسود» للطائرة الروسية

بدأ فريق عمل يضم خبراء من وزارة الطيران المدنى وأعضاء من النيابة العامة وخبراء من فرنسا وروسيا، الأحد، تفريغ الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية التى سقطت، صباح السبت، بمنطقة الحسنة وسط سيناء، بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وأسفر الحادث عن مقتل جميع ركابها وطاقمها وعددهم 224 شخصاً.

وقالت مصادر قضائية وأمنية إن العمل بدأ الساعة 12 ظهراً بمقر وزارة الطيران المدنى، ولم ينته حتى مثول الجريدة للطبع، لأن التفريغ يستغرق أكثر من 5 ساعات، موضحة أن الصندوق الأول يضم الاتصالات التى أجريت طوال الرحلة بين قائد الطائرة ومساعديه، وغرفة المراقبة بالمطارات المختلفة، فيما يحتوى الثانى على تحركات الطائرة من سرعة وارتفاع وهبوط وصعود خلال الرحلة.

وأضافت أنه من المقرر مقارنة بيانات الصندوقين بعضهما البعض، ومقارنتهما بأقوال مسؤولى غرف المراقبة فى مطارات شرم الشيخ، القاهرة، والعريش، لتحديد ما إذا كانت الطائرة أصدرت أى استغاثات من عدمه لغرف المراقبة قبل سقوطها، لافتة إلى أن مسؤولى غرف المراقبة فى مطارات القاهرة، شرم الشيخ، والعريش، أدلوا بأقوالهم فى محضر التحريات، وأمام إحدى الجهات السيادية، وكلهم أجمعوا على عدم تلقيهم أى إشارات استغاثة من الطائرة قبل سقوطها، موضحين أن الإشارات يتم تخزينها على أجهزة محددة فى غرفة المراقبة ويمكن الرجوع إليها فى أى وقت، وأنهم فوجئوا باختفائها من شاشات المراقبة، فأبلغوا المسؤولين لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وطلبت النيابة من المسؤولين بوزارة الطيران المدنى، التحفظ على أجهزة تلقى الإشارات، لبيان ما إذا كانت تلقت استغاثات من الطائرة من عدمه.

وتابعت المصادر أن فريق النيابة العامة عاين موقع الحادث مرتين، الأولى بعد 3 ساعات من الحادث، والثانية صباح الأحد، وقرر معاينة الموقع مرة ثالثة، بعد وصول إشارة من فرق الإنقاذ تفيد بالعثور على أجزاء صغيرة من حطام الطائرة على بعد 2.5 كيلومتر من مسرح الحادث، مشيرة إلى أنه لم يتم العثور فى المساحات التى جرت معاينتها، حتى الآن، على أجسام غريبة قد تشير إلى تعرض الطائرة لأى عمل إرهابى، فيما صرح النائب العام لمسؤولين روس بمرافقة اللجنة الفنية أثناء معاينة مسرح الحادث. وتبين من المعاينة أن أبعد جثة تم العثور عليها كانت على بعد 800 متر تقريبا حطام الطائرة، وتلقت النيابة إخطاراً، صباح الأحد، بالعثور على 13 جثة فى مناطق متفرقة على مسافات مختلفة من مسرح الحادث وتم نقلهم بواسطة طائرات حربية للقاهرة.

وكلفت نيابة جنوب القاهرة، بإشراف المستشار هشام حمدى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب، فريقاً من النيابات المختلفة، بمناظرة جثث الضحايا وإعداد تقرير حول كل حالة، تمهيدا لأخذ عينات من الحامض النووى «DNA» لإرسالها إلى روسيا للتوصل إلى هوياتهم.

وقال مصدر قضائى إن مصلحة الطب الشرعى قاربت على الانتهاء من كافة الإجراءات الطبية المتبعة فى التعامل مع الجثامين بتصويرها طبيا باستخدام الأجهزة المخصصة، وسحب العينات اللازمة بالتعاون مع مصلحة الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية لتحديد هوية الضحايا.