بدء هدم فيلا «شيكوريل» الأثرية فى الإسكندرية

استيقظ أهالى مدينة الإسكندرية ، أمس، على أصوات بدء أعمال هدم فيلا «شيكوريل» الأثرية رقم 404 طريق «الحرية- رشدى»، حيث فوجئوا بانتشار عدد من العمال بمحيط الفيلا، حاملين معاول الهدم و«المرزبات»، لتفريغ الحوائط، تمهيداً لإزالتها.

وأعرب الأهالى عن استيائهم من بدء أعمال إزالة الفيلا، التى تم إخراجها من مجلد التراث وكشوف الحصر الصادر بها قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 278 لسنة 2008 فى عهد الدكتور أحمد نظيف.

وقال الدكتور محمد عوض، رئيس لجنة الحفاظ على تراث الإسكندرية إنه تم رصد هدم الفيلا، إلا أنه لا يستطيع فعل شىء لوقفه، مشيراً إلى أن الأحكام التى حصل عليها ملاك الفيلا وغيرها من المبانى الأثرية أحكام قضائية، لكنها ليست نهائية، ولايزال مطعوناً عليها أمام «الإدارية العليا»، لذا يجب على الأحياء ألا تصدر تصريح بناء لهذه العقارات، حتى لو تم هدمها.

وفجّر «عوض» مفاجأة كبيرة عندما قال إن مَن اشترى فيلا شيكوريل ويشرع فى هدمها جهة سيادية، وإنها اشترت منذ فترة فيلا وهدمتها، لإقامة برج عليها.

وأشار إلى هدم فيلا عبود باشا، الكائنة بجوار قصر عائشة فهمى فى سابا باشا، وأصبحت الآن أرضا، وعندما أُلقى القبض على المالك خرج من النيابة، وكذلك تم هدم فيلا أثرية أمام منزل المحافظ منذ أيام، بعد إخراجها من مجلد التراث.

وشدد على أن هناك فتوى من هيئة قضايا الدولة تؤكد أن هذه الأحكام ليست باتة وغير نهائية، ومطعون عليها بالمحكمة الإدارية العليا، ويجب على الأحياء وقف التعامل معها.

يُذكر أن الفيلا التاريخية تعود للثرى اليهودى «شيكوريل»، وأخرجها الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، من قائمة التراث المعمارى، الذى يضم الفيلات والقصور والمبانى الأثرية فى الثغر، ليفك الحظر بهدمها، فى قرار أثار زوبعة فى صفوف الأثريين، ودفع عدداً من أعضاء لجنة التراث العمرانى بالإسكندرية إلى تعليق جميع أعمالهم فى اللجنة، اعتراضاً عليه آنذاك.

والمبنى التاريخى، الذى تمتلكه حالياً الشركة العربية للملاحة البحرية، يطل على شارع أبوقير فى المنطقة ما بين «رشدى» و«مصطفى كامل»، وبناه الثرى اليهودى شيكوريل عام 1930، بتصميمات 4 مهندسين فرنسيين، على طراز يسمى «آرت ديكو»، Art Deco، ويرجع إلى الفترة من 1925 فى النصف الأول من القرن العشرين.