النهار
السبت 2 أغسطس 2025 05:17 مـ 7 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
منتخب شابات الكرة الطائرة يصل إلى الكاميرون للمشاركة في بطولة الأمم الإفريقية كومباني يعلن تشكيل بايرن ميونخ لمواجهة ليون وديًا استعدادًا للموسم الجديد مش هسكت عن حقي.. رحمة حسن تهدد بالشكوى بعد إصابتها بالصلع الزمالك يعلن التعاقد مع الكرواتية ماتيا ماجدتش لتدعيم فريق الطائرة الي محتاجة حاجة من المرور يكلمني.. وزارة الداخلية تضبط المتهمة بالادعاء باستخراج رخص مرور للمواطنين.. تفاصيل التحقيق مع ”سوزى الأردنية” بعد ضبطها بالقاهرة الجديدة بتهمة نشر فيديوهات مخلة للحياء إطلاق التقرير الوطني الثاني لمتابعة الخطة الحضرية الجديدة.. مصر تسرّع خطى التحول العمراني وفق رؤية 2030 الإسكان تعقد اجتماعا مع الشركات العاملة بمشروع ”صواري” بالإسكندرية وفاء عامر تنفى خبر القبض وسفرها للخارج وتؤكد متابعتها للتحقيقات وثقتها بنزاهة القضاء صور.. بعثة منتخب السلة الأولمبي في البحرين تشارك في انتخابات مجلس الشيوخ تجارة وتعاطى المخدرات.. تقود عامل للسجن المؤبد وغرامة مالية بقليوب بحجة حل خلافات.. المشدد 15 عام لعاطلين لاستدراجهم شخص وتعذيبه وهتك عرضه وتصويره بالخصوص

عربي ودولي

قمة السيسى وبوتين... انطلاقة جديدة للشراكة الاستراتيجية والاقتصادية والعسكرية

تكتسب زيارة الرئيس السيسى إلى روسيا والقمة التى سيعقدها مع الرئيس فلاديمير بوتين أهمية كبيرة، خاصة فى ظل التطورات الخطيرة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتفاقم الأزمات وتنامى حدة الإرهاب على أيدى تنظيم داعش والتنظيمات المتطرفة.
وأكد خبراء استراتيجيون أهمية تلك الزيارة والتى تأتى فى إطار التقارب المصرى الروسى، والدور الفاعل للجانبين على الساحة الدولية، حيث ستشمل الزيارة بحث العديد من الملفات إلى جانب مجالات التعاون بين القاهرة وموسكو اقتصاديا وعسكريا، وتطورات الأوضاع فى سوريا وسبل الدفع قدما نحو الحل السياسى للأزمة الراهنة، بالإضافة إلى الأوضاع فى ليبيا واليمن والقضية الفلسطينية.  
كان المتحدث باسم الرئاسة علاء يوسف قد أكد أن هذه الزيارة تأتى فى إطار العلاقات المتميزة التى تجمع بين القاهرة وموسكو، وتعكس الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وأضاف المتحدث أن "الزيارة ستتيح الفرصة لتعزيز التعاون مع روسيا فى مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادى، أخذاً فى الاعتبار أن روسيا تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر".
وأشار إلى أن لقاء الرئيسين سيعقبه غداء عمل موسع بحضور وفدى البلدين لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وجذب المزيد من الاستثمارات الروسية إلى مصر.
ولفت إلى أن السيسى سيعقد عدداً من اللقاءات مع كبار المسئولين الروس وعدد من رؤساء كبريات الشركات الروسية.
ومن المقرر أن تتناول المباحثات تكثيف التعاون العسكرى والتنسيق فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب. وفى هذا الإطار كانت روسيا قد أهدت الأسبوع الماضى لمصر أحد لنشات الصواريخ الهجومية من طراز "مولينيا"، وقالت إنها "استمرار للمواقف الروسية الداعمة لمصر خلال الفترة الماضية، وتطابق الرؤى بين القيادة السياسية لكلا البلدين نحو الحرب على الإرهاب، ودعم جهود الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط".
ويؤكد الخبير الاستراتيجى حامد السيد أهمية هذه الزيارة التى تؤكد تطابق الرؤى المصرية والروسية إزاء العديد من الملفات فى الوقت الذى تتراجع فيه شعبية أوباما والدور الأمريكى إزاء قضايا المنطقة.
وأوضح أن زيارة الرئيس السيسى لموسكو ستعقبها أيضا جولة بجنوب شرق آسيا تشمل سنغافورة والصين وإندونيسيا.
ولفت إلى أن الجانب الاقتصادى يتصدر هذه الزيارة ويرسخ توجه مصر لإقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم بما يحقق المصالح والأهداف المرجوة، خاصة ما يتعلق بالتنمية فى قناة السويس، وأيضا بحث التعاون العسكرى ومكافحة الإرهاب، كما ستشمل الزيارة بحث القضايا الإقليمية.
وأوضح أن العلاقات المصرية الروسية تشهد ازدهارا كبيرا وتعد موسكو من أكثر الدول الداعمة لعودة مصر بشكل قوى لدورها الإقليمى والدولى، حيث كانت من أكبر الداعمين لمصر عقب ثورة 30 يونيو ولخارطة الطريق.
وقد شهدت العلاقات بين مصر وروسيا تطورا ملحوظا عقب زيارة الرئيس السيسى روسيا أثناء توليه منصب وزير الدفاع مع وزير الخارجية، وهى الصيغة التى سميت بـ2+2، كما شارك الرئيس السيسى فى احتفالات الذكرى السنوية لعيد النصر بروسيا العام الجارى.
 وتم تفعيل الحوار الاستراتيجى خلال زيارة 2+2 لتصبح مصر الدولة السادسة على مستوى العالم التى ترتبط مع روسيا بهذه العلاقة الاستراتيجية، بعد الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا واليابان، وهى الدولة العربية الوحيدة التى فعّلت فيها موسكو هذه الصيغة.
 وفى هذا الإطار تم عقد 11 جولة للحوار الاستراتيجى بين مصر وروسيا على مستوى وزراء الخارجية منذ إقامة العلاقات بين مصر وروسيا، وكانت آخر جولة فى 2013.
 ومنذ العام 2006 تعقد مشاورات سياسية بصفة منتظمة بين البلدين على مستوى كبار المسئولين.
وعلى مستوى العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا فإن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ 5.48 مليار دولار منها 540 مليون دولار صادرات مصرية مقابل 4.9 مليار دولار واردات روسية، مما يعكس عجز الميزان التجارى لصالح روسيا بقيمة 4.4 مليار دولار.
 وتكشف الإحصائيات ارتفاع الصادرات المصرية لروسيا العام الماضى بنسبة 22.3 فى المائة نتيجة التقارب السياسى كما ارتفعت الواردات المصرية من روسيا بنسبة 97 فى المائة مقارنة بعام 2013. وبلغت الاستثمارات الروسية فى مصر 68 مليون دولار حتى 30 نوفمبر 2014، وعدد الشركات 700 شركة تعمل فى مجال الخدمات والسياحة، وتأتى روسيا فى المرتبة 43 للمستثمرين فى مصر العام الماضى، كما تبلغ الاستثمارات الروسية فى روسيا 9 ملايين دولار تتركز فى مخازن لتوريد الخشب والعقارات. وفى مجال السياحة يعتبر المجال السياحى من أكثر المجالات تطورا بين البلدين، حيث تأتى روسيا فى المرتبة الأولى للسياحة الوافدة لمصر فى الأعوام الخمسة الأخيرة وبلغت حتى نصف العام الحالى 1.3 مليون سائح، وفى عام 2014 بلغت 3.1 مليون سائح، وفى عام 2013 وصلت 2.3 مليون سائح. كما أن هناك تعاونا عسكريا كبيرا بين البلدين، إضافة إلى تعاون تقنى فى مجالى الطاقة والتعدين، ويدرس فى روسيا حوالى 100 دارس مصرى فيما بعد التعليم الجامعى، وثمانية مبعوثين من الأزهر.
ويحظى حفل افتتاح المسجد الكبير فى 25 سبتمبر 2015،  باهتمام روسى كبير، وهو ما يتزامن مع العيد الأضحى المبارك، حيث وجهت الدعوة لشخصيات مصرية إسلامية كبيرة للمشاركة فى هذا الحدث.
كما تحظى جولة السيسى لإندونيسيا والصين وسنغافورة بأهمية كبيرة من شأنها أن تنعكس على الأوضاع الاقتصادية فى مصر.
تعد إندونيسيا أكبر دولة إسلامية ومن الاقتصاديات الصاعدة فى آسيا، وتتميز بالصناعات المتوسطة والصغيرة، وعلى الصعيد السياسى اتخذت جاكرتا موقفا متوازنا من 30 يونيو، وأرسلت مبعوثين لمصر عقب الثورة وتدين الأعمال الإرهابية وآخرها حادث اغتيال النائب العام، لافتا إلى أن إندونيسيا أبلغت مصر رسميا دعمها لمرشحها لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة للعام 2016 - 2017.
أما الصين فقد تصدرت الدول الداعمة لخيارات الشعب المصرى ومع إجراء الانتخابات الرئاسية فى مصر شهدت العلاقات  المشتركة طفرة كبرى، وفى ديسمبر 2014 عززت الشراكة بزيارة الرئيس مما أعطى زخما كبيرا على صعيد العلاقات، وتم الاتفاق على إطلاق عام الدبلوماسية المصرية الصينية 2014، وتم إنشاء وحدة للصين تعقد بشكل دورى فى مجلس الوزراء. وفى 2014 شهدت العلاقات زيارات متبادلة بين مختلف الوزراء فى البلدين وترتكز الرؤية المصرية على الاستفادة من البنية التحتية فى الطاقة والتكنولوجيا، تمهيدا لبناء بنية صناعية متطورة، ويبلغ حجم التبادل التجارى 12 مليار دولار، وترتكز استثمارات الصين فى العين السخنة، وهناك عدد من الشركات تريد توسيع استثماراتها إضافة إلى مساهماتها فى العديد من الشركات العالمية فى مجال البترول. كما أكد المصدر أن زيارة الرئيس السيسى لسنغافورة تعد الزيارة الأولى لرئيس مصرى، وهى دولة استطاعت أن تحقق إنجازا اقتصاديا كبيرا، حيث أصبحت رابع تصنيف مالى فى العالم، وهى من أعلى الدول الجاذبة للاستثمارات فى العالم، ونشأت العلاقات بين مصر وسنغافورة فى 22 نوفمبر 1962 وهناك تنسيق كبير فى التجمعات الدولية.