أمام المؤتمر العربي السابع للعمل التطوعي
الجمل : استطعنا بثورة يناير أن نهدم نظاما جبارا

عقدت اليوم بمقر الامانة العامة للجامعة العربية اعمال المؤتمر السابع للعمل العربي التطوعي بمشاركة وفود من 17 دولة عربية ومؤسسات العمل الطوعي ، و أكد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية أن الزخم الذي يشهده هذا المؤتمر في دورته السابعة يعكس رغبة وطنية في ضرورة أن يكون للعمل التطوعي دوره في مجتمعاتنا خاصة في ظل هذه المرحلة التي يمر بها العالم العربي ، ومصر من تغيير جذري في الحياة السياسية .وشدد موسى أنه في ضوء المعطيات الراهنة وفي ظل التغيير الحادث فان الطريق واضح بأنه لا عودة للماضي وللحكم الديكتاتوري بل الكل يتطلع الى الحكم الديمقراطي بيد الشعب واختياره لرؤسائه ومن يمثله بما يتيح للمجتمع التحرك للأمام .وأشار موسى الى أنه على الرغم من الفساد الكبير الذي شهدته مصر وتم مجابهته ، والصعوبات البالغة في الوقت الراهن الا انه لا يمكن القول بأننا عدنا لنقطة الصفر ، فرغم الاخطاء الكبيرة لكن لابد أن نبني على ما تبقى من أجل العبور نحو مستقبل أفضل .وأكد موسى أهمية تضافر جهود المجتمع المدني ومؤسسات العمل الطوعي لدعم الشرارة التي انطلقت من تونس الى باقي البلدان العربية تحت بند التغيير ، لافتا الى أهمية التناغم الحادث بين منظمات المجتمع المدني ومؤسسات العمل الطوعي للنهوض بأوضاع المجتمعات وهو ما تدعمه الجامعة العربية من خلال اهتمامها المتزايد بهذه المنظمات.ومن جانبه أشاد نائب د. يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء المصري بالدور الذي يلعبه العمل التطوعي العربي والذي يعكس رغبة حقيقية في تعميق الانتماء والدفع قدما بالعمل العربي المشترك في كل المجالات ، لافتا الى أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية كونه يأتي في ظل الربيع العربي الذي قاده الشباب من اجل التغيير ، واستطعنا من خلاله أن نهدم نظاما جبارا عفنا ونأمل مواصلة المسيرة وصولا للتقدم واقامة الدولة المدنية وتحقيق سيادة القانون .وأشار د. الجمل الى أهمية العمل الطوعي باعتباره أفضل الأعمال التي لا ينتظر الانسان عليها جزاءا الا من ربه ووطنه ، معربا عن أمله في نشر الوعي به لتحقيق الازدهار للأمة العربية ومواجهة التحديات الراهنة وفي مقدمتها مكافحة الأمية .ومن جانبه أكد يوسف علي الكاظم الأمين العام للاتحاد العربي للعمل التطوعي أهمية تضافر الجهود العربية لتعزيز العمل التطوعي ، مشددا على ضرورة مساندة الشباب العربي والذي قاد ثورات الربيع العربي من اجل التغيير والاصلاح الديمقراطي .وأكد الكاظم أهمية هذا المؤتمر باعتباره يشكل احتفاءا بكل متطوع عربي ، لافتا الى أن عدد الدول في الاتحاد العربي للعمل التطوعي وصل الى 18 دولة عربية كما فاق عدد الجمعيات والمراكز المنضمة للاتحاد ال23 جمعية تطوعية ، مما يكسبه قوة على قوته ، وهو خير دليل على أن الاتحاد العربي للعمل التطوعي يسير في الطريق الصحيح لنشر ثقافة العمل التطوعي بين ارجاء الوطن العربي .وثمن الكاظم في كلمته جهود سلطنة عمان حيث تعكف حاليا على تنظيم جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي والتي تعد الجائزة الاولى في الوطن العربي التي تحمل اسم حاكم دولة عربية ، معربا عن أمله في ان تحذو باقي الدول العربية حذو سلطنة عمان في رفع اداء المتطوعين ، كما ثمن جهود مركز التدريب السوداني والمختص بتدريب المتطوعين على الاغاثة والكوارث وطرق التعامل مع المعاقين والمسنين ، وكذلك مركز التدريب اللبناني المختص بتدريب المتطوعين على التشريفات والمراسم والعلاقات العامة والاكاديمية العربية للتطوع بدولة الامارات بمبادرة من زيد العطاء المختصة في مجال القوافل الطبية وتدريب وتأهيل الاطباء والصيادلة والممرضين ، موضحا أن هذه المراكز انشئت للعمل على تدريب الشباب وغرس روح العمل التطوعي لديهم وصقل خبراتهم ومهاراتهم ليكونوا دائما على استعداد تام في أي وقت لتلبية نداء واجب التطوع في أي بقعة من بقاع الوطن العربي .واستعرض د.الكاظم جهود الاتحاد منذ نشأته في 2003 لافتا الى أن يسعى الى تعزيز ثقافة العمل الطوعي بين مختلف فئات المجتمع العربي وبالتالي أصبح لكلمة التطوع ثقل وللمتطوع كيان يحترم من قبل الجميع.ونبه الكاظم الى دور التطوع لافتا الى أن الأمة العربية اليوم غي حالة مخاض وتصنع مستقبلها بأيدي شبابها وهنا يأتي دور التطوع من أجل النهوض بالبلاد العربية ومن هذا المنطلق بدأ الاتحاد العربي للعمل التطوعي بمبادرات من الدول العربية لعقد شراكات وبروتوكولات تعاون بين الوزارات للعمل على توفير فرص عمل جديدة للشباب والحد من البطالة ، والعمل على ادماج الشباب في مسيرة النهوض والتقدم .وقال ان المهمة الاساسية اليوم هي المحافظة على الشباب باعتبارهم طاقة المستقبل ، ومساندتهم لتحقيق الاستقرار وتسيير حركة العمل للنهوض بالمستقبل .وعبر الكاظم عن شكر الاتحاد للسيد عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية لدعمه اللامحدود للاتحاد مما ساهم في دفع العمل به بقوة لتحقيق اهدافه ، معربا عن أمله في ان يتواصل هذا الجهد من قبل د. نبيل العربي الامين العام الجديد للجامعة وقيادات الجامعة خلال الفترة المقبلة .من جانبه أكد د. عمرو عزت سلامة، وزير التعليم العالى والبحث العلمى والتكنولوجيا أن المؤتمر يشكل تظاهرة بمشاركة عربية واسعة لمناقشة حاضر ومستقبل العمل الطوعي العربي ، والي يشكل الاساس المتين للنهضة الشاملة ، لافتا الى أن الثورة المصرية جسدت نموذجا رائعا للعمل التطوعي ، وشكل الشباب نواة صلبة للثورة المطالبة بالعدالة والاصلاح ونجحت في تحقيق التغيير الشامل عبر عمل تطوعي أكسب الشباب المصري احترام العالم .ودعا سلامة الى تكاتف قوى المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية للنهوض بالعمل الطوعي وتحقيق التنمية القائمة على القيم الرفيعة للمجتمعات العربية ونشر التوعية بهذا العمل .وأشار الى أهمية تكثيف الجهود عبر العمل الطوعي لمكافحة الامية التي تشكل 30 بالمائة من عدد سكان الوطن العربي الذين قد يتضاعف عددهم اذا تم اهمالهم ، مؤكدا اهمية وضع اجراءات للتصدي للأمية ووضع اطار زمني للتخلص من هذه المشكلة ومكافحة ظاهرة التسرب من التعليم والتوجه بقوة نحو بناء مجتمع المعرفة ونشر ثقافة الجودة .شهد المؤتمر تكريم رموز العمل التطوعي العربي تقديرا لجهودهم البناءة في هذا المجال من بينهم السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية و يوسف الكاظم الامين العام للاتحاد العربي للعمل التطوعي ، و لطيفة يوسف البحرين ، وعلي بن عبد الله الامارات ، ومحمد موالدي الجزائر ، ومحمد عبد اللطيف الجميلالسعودية ، الشيخ محمد عمر بن شموس اليمن ، مؤسسة الملك خالد الخيرية السعودية، اسم رجل الاعمال الكويتي الراحل ناصر الخرافي ، ود. مصطفى حمزة لبنان ، د. صلاح عرفة ، و عصام الهلالي مصر ، ومعز الشهدي المدير التنفيذي لبنك الطعام المصري ، ود. عصمت محمد أنور مصر ومجدي سليم رئيس قطاع السياحة الداخلية نائبا عن وزير السياحة .