البناء المخالف يهدد ”كوم الدكة” المنطقة الأقدم بالإسكندرية

على الرغم من أهميتها التاريخية وموقعها المتميز بوسط الإسكندرية، فإن منطقة "كوم الدكة" المجاورة لشارع فؤاد والحي اللاتيني، لم تسلم من معاول الهدم لمبانيها التراثية ذات الطابع المعماري المتميز واستبدالها بعقارات شاهقة الارتفاعات ومشوهة المنظر.
كما أنها تمثل خطورة داهمة على بقاء المنطقة المقامة على أعمدة وصهاريج مدينة أثرية كاملة أسفلها.
ولمنطقة كوم الدكة التي تعتبر الأقدم في تاريخ المدينة الساحلية التي أسسها الإسكندر الأكبر، طبيعة خاصة تختلف بها عن باقي مناطق المدينة، حيث تم إنشاؤها علي تل مرتفع عن منسوب البحر بحوالي 8 إلى 12 مترا بوسط المدينة وهي الأعلى بالمدينة، كما تتميز بطبيعة تخطيطها على النمط التقليدي القديم ذي الشوارع والحواري المتعرجة الضيقة، وعمارة مبانيها، التي تم بناؤها في القرن التاسع عشر، وولد وعاش الموسيقار سيد درويش بأحد منازلها تلك.
ويرجح الكثير من المهتمين بالشأن التراثي بالمدينة والآثار، وجود قبر الإسكندر الأكبر أسفل تلك المنطقة بسبب قدمها ووجودها بمركز مدينة الإسكندرية اليونانية، كما تم خلال الفترة السابقة العديد من الاستكشافات لمقابر ومعابد تعود للعصرين الرماني والبطالمي.
فوسط مطالبات كثيرة بتحويلها لمحمية تراثية محظور الهدم بها إلا أنه وخلال الفترة الأخيرة التي أعقبت الثورة شهدت المنطقة أكبر مليات للهدم والبناء المخالف في تاريخها من جانب المقاولين، الأمر الذي ينذر بكارثة محققة.
يقول محمد عوض،رئيس لجنة حماية التراث بالإسكندرية، أن المنطقة تحتوي على عدد كبيرة من المباني المقيدة بمجلد التراث، نظراً أهميتها التاريخية.
وأضاف وعلى الرغم من أهمية المنطقة التاريخية، إلا أنها تعرضت خلال الفترة الأخيرة لعمليات تشويه معماري من جانب المقاولين، الذين استغلوا الغياب الأمني وضعف الأجهزة التنفيذية بالمدينة، وقاموا بهدم العديد من مبانيها حتى منزل الموسيقار الراحل سيد درويش تم هدمه.
وأضاف عوض خلال تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام": "المنطقة مبنية بالأساس على أعمدة وصهاريج لمدينة أثرية كاملة تقبع أسفلها ولن تتحمل مع الوقت ضغط المباني الجديدة، مطالباً المسئولين التدخل لإنقاذ المنطقة ليس مبانيها فقط ولكن من التصرفات الناتجة عن آلاف المواطنين من قاطنيها".