مديون يوصى أمه قبل الانتحار

«معلش يا أمى الدنيا ضاقت والديون تقلت عليا.. ومفيش قدامى غير الموت.. هنتحر.. سامحينى وادعى ربنا يرحمنى»، كانت هذه الكلمات رسالته الأخيرة التى تركها إلى جوار ما تبقى من إنسانيته، مربوطاً فى مشنقة داخل منزله، بعد دخوله دائرة سوداء من ضيق الحال والأزمات المالية وتفاقم الديون، ويأسه من العثور على سبيل للخروج منها.

اللواء مليجى فتوح، مساعد وزير الداخلية لأمن الشرقية، تلقى إخطاراً من مأمور مركز شرطة مشتول السوق، يفيد بورود بلاغ من سعيد محمود محمد، الموظف المقيم بعزبة الزهار، يفيد بانبعاث رائحة كريهة من الشقة الكائنة بالطابق الأرضى من العقار الذى يملكه، وعند توجهه لاستطلاع الأمر لاحظ أن باب الشقة غير محكم الإغلاق فدخل على الفور ليشاهد جثة الساكن الجديد.

قوة من المباحث سارعت إلى المنزل، وعثروا على الجثة، وتبين أنها للمدعو شريف على محمد أحمد، 41 سنة، عاطل، كان يقيم فى 4 شارع ابن الرومى بالعجوزة، ثم انتقل منذ فترة للإقامة بالطابق الأرضى من العقار الذى انتحر فيه، وبمعاينة الجثة تبين أن المتوفى شنق نفسه باستخدام «كوفية» ربطها حول عنقه وثبتها بمسمار أعلى باب الشقة، وبتفتيش الغرفة عثر رجال المباحث على خطاب من المتوفى لوالدته اعترف فيه بانتحاره لمروره بضائقة مالية، وطلب منها أن تسامحه وأن تدعو له بالرحمة. الشرطة من جهتها حررت محضراً بالواقعة وأخطرت النيابة التى انتقلت إلى موقع الحادث للمعاينة ومناظرة الجثة وأمرت بنقلها إلى مشرحة مستشفى الأحرار العام لتشريحها بمعرفة الطبيب الشرعى وإعداد تقرير عن أسباب الوفاة.