خلال حكومة نظيف
القائمة السوداء لأباطرة إستيراد القمح الفاسد

كتبت : هاله عبد اللطيف علي رجبكانت مصر قديما من أكبر الدول المنتجة للقمح في الشرق الأوسط إلا أنه سرعان ما تغير الحال لتتحول من أكبر الدول المستورده للقمح ليصل حجم الاستيراد لأكثر من 80 % وذلك لسد احتياجات المصريين من القمح خاصة مع تزايد عدد السكان ، ومع التوسع في سياسة الاستيراد ظهرت كيانات تجارية عملاقة تخصصت في استيراد القمح وهم من أطلق عليهم أباطرة القمح وهم مجموعة من رجال الاعمال احتكروا سياسة الأستيراد في ظل حكومة نظيف السابقة السابقة حيث استطاع هؤلاء تحقيق ثروات هائلة علي حساب الشعب المصري المطحونفمصر كانت تستورد 8 ملايين طن سنوياً يصل ثمنها إلي 5 مليارات دولار، فالمستورد الواحد كان يحقق مكاسب قدرها مليار دولار ، ورغم كل هذه المكاسب فهؤلاء الاباطرة لم يعرف احد عنهم شيئا حيث كانت جميع تعاملاتهم في السر إلا أن جريدة النهار قامت بفتح الملف للكشف عن أسماء أباطرة القمح وأسماء شركاتهم وحجم أعمالهم، إلي جانب الشركات الأجنبية التي تعملفي هذا المجال، وذلك بعدما تردد مؤخراً عن دخول شحنات ضخمة من القمح الأمريكي الفاسد إلي البلاد خاصة بعد أن سقطت الحكومة السابقة .يأتي علي رأس هذه القائمة رجل الاعمال رفعت الجميل صاحب شركة حورس وهي من الشركات التي احتكرت صفقات استيراد القمح ، حيث بدأ جميل في هذا المجال بعد تخرجه في كلية التجارةعام 1983 حيث كان يعمل في سمسرة الغلال في مدينة الإسكندرية واستطاع تحقيق مبالغ مالية ضخمة في هذا الوقت ساعدته في الوصول إلي ما هو عليه الآن، بجانب حصوله علي بعض القروض البنكية، وبهذه المبالغ بدأ في تأسيس امبراطوريته في بداية التسعينيات وكانت يواجه مجموعة من المنافسين له إلا أنه استطاع التغلب علي ذلك حتي أصبحت شركته تستورد ما يقرب من مليون طن سنوياً من القمح، بجانب استيراد الذرة وبعض المحاصيل الأخري، وتقدر الأرباح السنوية لرفعت الجميل بما يقرب من نصف المليار جنيه.تورط نظيف ورشيد في صفقات استيراد القمحلكن الرجل القوي في بورصة القمح المصرية، والمسيطر علي نصيب الأسد بها هو محمد علي عبد الفضيل مستشار وزير التجارة والصناعة السابق رشيد محمد رشيد حيث يمتلك ثلاث شركات هي فينوس انترنشينال وتوبفر وميدي ترانيم ويقوم بتوريد 3 ملايين و50 ألف طن قمح سنويا لهيئة السلع التموينية.عبد الفضيل كان صديقا لرشيد ومقرباً من رئيس الحكومة الأسبق احمد نظيف خريج الهندسة عام 1986 دخل عالم البيزنس من باب تجارة الملابس الحريمي ثم صناعة الحديد سنة 1990 وقد تحول لتجارة القمح عن طريق شركة تدعي سام جرين ونجح في أن يصبح الوسيط التجاري لها فحصل علي كمية من القمح بموجب القسط لتوزيعها علي مزارعيه.. بعدها نجح في تأسيس شركة فينوس برأسمال 100 الف جنيه، حتي ساقه قدره لرجل أعمال اجنبي يعمل بشركة ايطالية تدعي فرودز وفي منتصف التسعينيات وبعد تأسيس الشركة بعامين حصل علي صفقة ذرة بسعر أقل 20 جنيها من بالسوق المحلية بالاضافة إلي عمولة في الطن بلغت 5 جنيهات اي مليون و200 الف جنيه لأن هذه الشركة كانت تورد لمصر سنويا 240 ألف طن.وبمرور السنوات دخل الرجل في علاقة صداقة مع احمد نظيف ورشيد محمد رشيد اللذين يواجهان حزمة ضخمة من الاتهامات حالياً وبهذه الصداقة دخل عبد الفضيل في شراكة مع الحكومة بلغت ملياري جنيه استثمارات علي موافقة من هيئة الاستثمار ببناء مصنع لمواد التعبئة بميناء الدخيلة.ولم تتوقف صداقة عبد الفضيل عند هذا الحد ولكن هناك سبب آخر مكنه من صناعة امبراطوريته المحاطة بسياج النفوذ هو والده علي عبد الفضيل الحاصل علي دبلوم تجارة والذي كان يعمل في ادارة الحسابات برئاسة الجمهورية ايام الرئيس حسني مبارك المخلوع، الذي سيطر علي مقعد مجلس الشعب عن دائرة الفشن بمحافظة بني سويف لخمس دورات متتالية انتهت عام 2000 ويعتبر محمد عبد الفضيل حامل مفتاح صفقات القمح الكازاخستاني الذي كان اخر صفقاته مع التجارة والصناعة في عصر الوزير رشيد توريد مليون و600 الف طن قمح كازاخستاني علي ثلاث دفعات شهرية، والغريب ان محمد علي عبد الفضيل دخل في علاقة تجارية مع جمال الدين عبد العزيز سكرتير رئاسة الجمهورية في النظام البائد جعلت من عبد الفضيل الامبراطور المتحكم في قوت الشعب المصري حيث استطاع ان يحصل علي 70٪ من حجم القمح المورد لهيئة السلع التموينية والبالغ حجم الكمية الداخلة لها من القمح المستورد 5 ملايين طن يستخدم منها نحو 3 ملايين طن لصناعة الخبز المدعم.ممنوع الاقتراب من عبدونأما رجل الاعمال علوي عبدون صاحب شركة الاتحاد التجارية في المركز الثالث بمليون طن سنوياً، ويعتبر هذا الرجل هو الأكثر غموضاً بين مستوردي القمح، حيث تعتبر كافة المعلوماتالشخصية عنه شبة سرية ويحظر الاقتراب منها .أما رجل الأعمال حمدي النجار صاحب شركة النجار لاستيرادالحبوب فهو الابن الوحيد لرجل الأعمال مصطفي النجار الرئيس السابق للغرفةالتجارية بالإسكندرية، ويمتلك بجانب ذلك 18 شركة أخري تعمل في مجال استيراد وإنتاج اللحوم والعصائر والمواد الغذائية، كما أنه يتولي حالياً رئاسة الشعبة العامةللمستوردين منذ عام 2000.أما عاطف أحمدحسن فيعتبر هو رجل الاعمال الوحيد الذي يمتلك أكثر من شركة لتجارة الغلال فبجانب ملكيته لشركة الوحدة لتجارة الحبوب فهو رئيس مجلس إدارة شركة مطاحن الأصدقاء والتي يساهم فيها أيضاً رجل الأعمال محمد يوسف نصار والتي تتخذ من منطقة سهل بركة بمدينة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد مقراً لها، حيث إن هذه الشركة لا تعتمد علي الاستيراد فقط وإنما تقوم بإنتاجه في الأراضي الصحراوية التي حصلت عليها من الدولةلاستصلاحها.ويعتبر رجل الأعمال صلاح أبودنقل رئيس مجلس إدارة شركة أبودنقل للتجارة من أباطرة إستيراد القمح أيضا حيث بدأاختراق هذا المجال في بداية الألفية الثالثة، وهذا ما ينطبق علي رجل الأعمال سامي سعد صاحب توكيل مرسيدس في مصر، والذي يمتلك شركة سامكريت وتتميز هذه الشركةبأنها تقوم بتصنيع وتخزين الحبوب، ونقلها وتوزيع منتجاتها وبدائلها مثل: الدقيق، وتمتلك الشركة 12 وحدة تستورد ما يزيد علي 600 ألف طن سنوياً.وينضم للقائمة السوداء أيضا سيد همام صاحب مخازن القمح والفول بمدينة السادس من اكتوبر وحجازي اسماعيل مالك الشركة العالمية لاستيراد الحبوب الذي يورد قمح لهيئة السلع التموينية سنوياً بكمية تصل الي مليون و100 الف طن وقد اسس هذه الشركة برأسمال لا يتجاوز 50 ألف جنيه عام 1992 بادئا مشواره مع الملايين من ساحل الغلال بروض الفرج، ومتولي قمر وريث الملياردير القديم جيوشي حلبي أحد ملوك الساحل القدامي، وكان قمر يعمل كاتباً في مخازن حلبي، وبعد وفاته ورث هذه الثروة بعد زواجه من ابنته في منتصف الستينيات حتي أصبح متولي قمر الذي يتجاوز السبعين عاما يمتلك امبراطورية للقمح والحبوب تتجاوز استثماراتها 275 مليون جنيه، كما انه يدير سلة القمح المصرية من مدن العاشر من رمضان والعبور و6 أكتوبر، حيث تتواجد المعاقل الرئيسية لكبار مستوردي القمح، كما انه يمتلك اكبر شون لتجميع القمح في روض الفرج وبالتحديد شارعي الساحل الجديد وحلمي علي.وهناك مجموعة أخري من رجال الاعمال هم: عبدالفتاح ادريس وعزت ويوسف عزيز ونعيم ناشد وهم يسيطرون علي 17٪ فقط من بورصة القمح المصرية ويمثلون الجيل الثاني من تجار القمح المحليين.المقاولات تتجه لاستيراد القمحولم يقتصر الأمر علي تلك الشركات فقط بل خصصت بعض شركات المقاولات فروعاً لها للعمل في هذا المجال ومنها شركة حسن علام أحد أكبر شركات المقاولات في مصر والوطن العربي والتي تأسست عام 1975، ولكنها لم تدخل مجال استيراد القمح إلا في بداية التسعينيات وهذا ما ينطبق أيضاً علي شركة المقاولونالعرب وشركة مصر لأعمال الأسمنت ولم تخل القائمة من شركات البترول حيث تعمل شركة بتروجيت في هذا المجال.الشركات الاجنبيةأما بالنسبة للشركات الأجنبية مصر تستورد أكثر من 80% من استهلاكها من القمح ويبلغ متوسط نصيب استهلاك الفرد بها 160 كجم سنويا تشجع الاجانب للمشاركة في بورصة القمح ومن أشهرهم مستر سيف التركي الذي استطاع بفضل صداقته بعلي شرف الدين رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية أن يؤسس مكتبين للوساطة التجارية بميناءي الدخيلة بالاسكندرية والادبية بالسويس في بداية التسعينيات للسمسرة في الفول والعدس القادم من تركيا وسوريا ثم تحول لانشاء شركة التجارة التركية لتوريد القمح كما أنه يقوم بشراء القمح من المزارعين ويسيطر علي نحو 27٪ من حجم قمح شون دير ب نجم بالشرقية حسب احصائية بالبرنامج القومي للقمح ، كما يوجد عشرات الشركات التي تعمل في استيراد القمح ومنها شركة تابلوقرطية و انداستري باسلوكيت و جوباص الأسبانية، وشركات ستيل و كارجل تريدنج المملوكة لشركة كارجل الأمريكية بجانبشركة gst و زيجلرا و نيرو و تينكوس الألمانية بجانب ذلك فهناك شركتا جينزا و جيركو الفرنسيتان، و كامبريا الدنماركية، و كيلر البرازيلية، و لينيكس الإيطالية، و نورما المجرية و gosa العربية .فهؤلاء المستوردون هم السبب الرئيسي وراء تراجع المساحة المزروعة من القمح، وهذا ما دفع معهد البحوث الحقلية التابع للمعهد القومي للبحوث الزراعية لرصد هذا التراجع وخرج بدراسة مفادها ان انتاج القمح تراجع من 8 ملايين و200 الف طن الي 6 ملايين و500 الف طن سنويا اي بتراجع بلغ حجمه 1.7 مليون طن وتراجع مساحته المزروعة من 3.5 مليون فدان الي 3.1 مليون فدان.حيث أكد مصطفي عزب مصطفي رئيس البرنامج القومي للقمح السابق ان الاستهلاك المحلي من القمح بلغ 12.5 مليون طن سنويا، وقد قدم معهد البحوث الحقلية منذ أكثر من عام دراسة هدفها التوسع الافقي من خلال استهداف زراعة 3 ملايين و400 ألف فدان بحلول عام 2013 وزيادة الانتاجية من القمح لـ 13 مليون طن بحلول نفس العالم لكن هذه الدراسة دخلت ادراج أمين اباظة وزير الزراعة السابق ولم تخرج الي الآن.