النهار تكشف الأسباب الحقيقية لإقالة زعزوع
تكشف النهار في التقرير التالي كيف رد الرئيس عبدالفتاح السيسى الصاع صاعين لهشام زعزوع وزير السياحة الذى سرب للصحافة أواخر شهر ديسمبر من العام الماضى أنه ينوى التقدم باستقالته إلى رئيس الوزراء ليتولى منصب رئيس لجنة الإشراف على تنفيذ إستراتيجية السياحة العربية التابعة لمجلس وزراء السياحة العرب، لمدة 3 سنوات بصفته خبيرا سياحيا ز أو الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأمر الذى اغضب المسئولين على زعزوع الذى سارع بتقديم اعتذار ونفى صدور تصريحات منه بهذا المعنى خاصة أن هذا المنصب معروض عليه منذ عام 2013 ولم يتخذ فيه قرارا إلى الآن كما أن قيمة التمويل المطلوب لانجاز تلك الاستراتيجية والمقدر بـ 6 ملايين يورو لم يتم توفيره، لم تنس القيادة السياسية لزعزوع تلك الواقعة التى أراد بها وزير السياحة تحريك المياه الراكدة بعد تردد أنباء عن قرب رحيله عن الوزارة، فمع تأجيل الانتخابات البرلمانية جمع معه بعض الوزراء ممن اثبتت التقارير المقدمة لرئاسة الجمهورية سوء أداء وزاراتهم وعدم قدرتهم خلال المرحلة المقبلة وكان بالطبع زعزوع على رأسهم فتم السماح له برئاسة الوفد المصرى المسافر إلى بورصة برلين السياحية المقامة خلال الفترة من 4 إلى 8 مارس الجارى والتى تعد أكبر التجمعات السياحية فى العالم والتى يعول عليها القطاع السياحى العديد من الآمال لعودة الحركة السياحية الوافدة لمعدلاتها الطبيعية خاصة إلى الأقصر وأسوان ، ثم تم استدعاره على عجل بعد منتصف ليل الخميس الماضى بحجة العودة لمناقشة ترتيبات المؤتمر الاقتصادى ومراجعة استعدادات فنادق شرم الشيخ لاستقبال الوفود المشاركة فضلا عن مناقشة قانون الاستثمار الذى صدر الأسبوع الماضى وتأثيره على المشروعات السياحية المقدمة خلال المؤتمر، وفى الوقت الذى استقل فيه زعزوع الطائرة من برلين عائدا إلى مصر كان خالد رامى وزير السياحة الجديد يؤدى اليمين الدستورية أمام عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، وعند وصول زعزوع للمطار أبلغه طاقم الحراسة والمراسم الخاص به انه تمت اقالته فتوجه غاضبا إلى مكتبه بالعباسية لجمع متعلقاته ومكث به نحو ساعتين وبدت عليه علامات الحزن والكآبة الشديدين من الموقف الذى تعرض له، وأخبر بعض المقربين منه أن طريقة إقالته تمت بصورة مهينة ولم يكن يليق به أن تتم معاملته بهذه الطريقة خاصة أنه الوزير الوحيد ضمن الحكومة الحالية الذى قدم استقالته مرتين ابان فترة الرئيس المعزول محمد مرسى الأولى حين تم تعيين المهندس عادل الخياط المنتمى للجماعة الإسلامية محافظا للأقصر والأخرى يوم 30 يونيو 2013 باعتبار أن شرعية مرسى سقطت بنزول الملايين ضده .
مصادر بالوزارة أكدت أن السيسى تعمد إهانة زعزوع من خلال إقالته وهو فى ألمانيا وكان عليه ان ينتظر حتى يعود من ألمانيا وبعدها تتم إقالته خاصة أنه كان من المفترض أن يوقع خلال الزيارة العديد من الاتفاقات المهمة كاستضافة مصر للنسخة الإفريقية لمعرض برلين فبراير من العام المقبل .
محطات قبل الإقالة
كان زعزوع هو آخر وزير يتأكد بقاءه فى الوزارة خلال آخر تعديل وزارى جرى خلال شهر يونيو 2014 فبعد جمع الوزير لمتعلقاته ومقابلة محلب لأمانى الترجمان المدير التنفيذى لشركة ترافكو للسياحة وإعلامها بموعد حلف اليمين تدخل اللواء سامح سيف اليزل (صديق زعزوع المقرب) لدى المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق الذى طالب محلب بالابقاء على زعزوع وهو ما تمت الاستجابة له .
الرئيس السيسى ووفقا لمصادر حكومية كان معجبا جدا بأفكار هشام زعزوع وزير السياحة إبان توليه منصب وزير الدفاع وتواجده معه باجتماعات مجلس الوزراء، إلا أن التقارير التى وصلت إلى رئاسة الوزراء أكدت على أن زعزوع كثير الكلام قليل الإنجاز ما جعل السيسى لا يثق فى التقارير التى يقدمها زعزوع حول تعافى القطاع السياحى .
بعض الصقور فى الحكومة الحالية وبعض مسئولى الأجهزة السيادية لم يظهروا ارتياحهم لتواجد زعزوع فى الوزارة خاصة أنه أول من فتح الباب أمام السياحة الإيرانية لدخولها مصر إبان فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين، فضلا عن تأكيده على أهمية هذه السياحة الإيرانية لمصر رغم الانتقادات التى وجهت له وقتها من بعض الأجهزة السيادية ومن قبل الجماعات السنية وخبراء السياحة من المخاطر التى تعود لمصر من جراء انتشار المد الشيعى فى مصر.
كما فشل زعزوع فى استعادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر قبل ثورة 25 يناير 2011 على الرغم من الوعود التى قدمها للرأى العام وللمسئولين عن قرب تعافى السياحة، فضلا عن إدارته العشوائية للقطاع السياحى داخلياً، وإنشائه ما يسمى بالمجلس الاستشارى للسياحة دون صلاحيات محددة على الرغم من وجود اتحاد للغرف وجمعيات لمستثمرى السياحة، ووجود مجاملات كثيرة فى التعيينات داخل قيادات وزارة السياحة وإطاحته بالسفير ناصر حمدى رئيس هيئة التنشيط السياحى .


.jpg)




.jpg)


.jpg)
.jpg)
