الجمعة 17 مايو 2024 06:26 مـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

بالفيديو.. منزل الشاب الفيومي المنتمي لـ«داعش»

على بعد 70 كيلو متر من محافظة الفيوم، في منزل بسيط مكون من ثلاث حجرات، تعيش أسرة الشاب المصري مجدي عبد التواب أحمد محمد محرم، الذي تم إلقاء القبض عليه في ليبيا، عقب فشله في تفجير أحد الكمائن التابعة للجيش الليبي، الأب يبلغ من العمر 65 عاما ويعمل فلاح بسيط، وأجرى عملتين جراحيتين في العمود الفقري، وقلب مفتوح، الأم ربة منزل، ولديهما ثلاثة أشقاء أكبرهم أيمن "32 سنة" مدرس، وعادل "29 سنة" عامل، وصبري "21 سنة" ما زال يؤدى الخدمة العسكرية بالقوات المسلحة.

حالة من الذهول انتابت أهالي القرية، عقب مشاهدتهم الفيديو الذي تم نشره، وأكدوا أنه كان يعيش منطويا على نفسه، وفي عزلة تماما من الناس.

يقول عاطف حلمي أحمد، سكرتير بمدرسة ابتدائي، وابن عم مجدي لـ"التحرير"، إن مجدي من مواليد القرية، وحاصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية، وإنه عقب تخرجه من مدرسته أدى الخدمة العسكرية، ثم انتقل للعمل في مصر كعامل عادي يعمل 15 يوما ويأتى 3 أيام إلى القرية ليرى والده ووالدته وأشقاؤه، لافتا إلى أنه سافر إلى ليبيا لمدة 3 سنوات، وبعد قيام الثورة الليبية عاد إلى قريته وعمل في مصر لفترة، وعقب شهر رمضان الماضي، وعيد الفطر أجرى إتصالا هاتفيا على شقيقه الأصغر، وأكد له أنه سافر إلى السعودية، مؤكدًا أنهم فوجئوا بالفيديو المنتشر على الإنترنت، وهم على قناعة تامة بأن مجدى فى الأراضي السعودية وليست الليبية.

وأوضح أن والد مجدي فلاح بسيط، و"مريض وملازم الفراش" ووالدته ربة منزل، وله 6 أشقاء هم أيمن "32 سنة" متوفي في حادث في مصر، وأحمد يعمل مدرس، وترتيبه الثالث بين أشقاؤه، ويليه عماد يعمل فى سوبر ماركت فى 6 أكتوبر، وله شقيقة متزوجة، وشقيقه الأخير صابر وهو مجند حاليا فى الجيش، مشيرًا إلى أن والد مجدي مريض، وتم إجراء جراحتين له فى الغضروف ويحتاج إلى الثالثة، فضلا عن إنه أجرى جراحة قلب مفتوح، ويعاني من مشاكل فى المسالك البولية.

وقال إنهم ليس لهم علاقة بالسياسة، ولا ينتمون لأي تيارات دينية، وأن مجدي ليس له أي علاقة بالجماعات الإرهابية، وإنه كان دائما في حاله، علاقته بالمواطنين محدودة، لأنه كان منطويا على نفسه دائما، وليس له معارف على اعتبار أنه غير متواجد فى القرية باستمرار.

وأوضح أن احساسه الشخصي يؤكد أن مجدي تعرض لضغوط ليعترف بانضمامه لهذا التنظيم الإرهابي، موضحا أنهم لم يتلقوا أي اتصالات من أى جهة فى الدولة وأنهم علموا بأمر مجدي من خلال الإنترنت، وجميع عائلته تعلم إنه في السعودية وليس في ليبيا، حتى جيرانهم الذين شاهدوا الفيديو أكدوا أنه يتحدث تحت تهديد السلاح.

وأضاف عبد التواب أحمد محمد محرم "والد مجدي" أن نجله كان يعمل فى الأراضى الليبية، ثم أخبرهم إنه انتقل للعمل فى الأراضي السعودية، وإنهم يحاولون الاتصال به دائما ولكن دون جدوى، لافتًا إلى أنه لا يعلم شيئا عن انضمامه إلى تنظيمات إرهابية، وأن نجله كان يرسل له كل فترة من 500 إلى 1000 جنيه ليعالج بها وينفق على المنزل، وبعد ذلك انقطعت كل أخباره تماما ولا يعرف عنه شيئا، مطالبا السلطات المصرية بسرعة كشف حقيقة الفيديو المنسوب لنجله.

أما والدته "حكمات محمد محمد محرم" فهي لا تعرف شيئا عن قصة نجلها، وتعتقد أنه تم اختطافه مع بعض الشباب العاملين فى ليبيا فقط، حتى زوجها وأقاربهم ينكرون أمامها مشاهدته فى الفيديو خوفا عليها لأنها تعاني من بعض الأمراض وكل ما على لسانها "هو مجدي فين هو جراله حاجة يا ريت لو تعرف حاجة يا ابنى تقولى هو ابنى فيه حاجة".

كان فيديو قد انتشر يؤكد "إلقاء قوات الجيش الليبية القبض على شاب مصري انضم للتنظيم الإرهابى "داعش" في ليبيا، حيث تضمن الفيديو قيام عدد من قوات الجيش الليبي بتوجيه أسئلة له عقب إخراجه من سيارة مفخخة بعد فشل محاولته تفجير أحد الكمائن التابعة للجيش الليبي، واعترف خلالها عن كيفية طريقة تجنيده بالتنظيم، ودخوله الأراضي الليبية، وأن التنظيم قام بإدخاله للأراضى الليبية عن طريق التهريب، وكان يقيم فى منطقة درنة، موضحا تلقيه التدريبات على استخدام الأسلحة الآلية و"الآربيجي" في أحد المعسكرات التابعة للتنظيم الإرهابي داخل الأراضي الليبية وسط مجموعات قتالية مكونة من عشرة أفراد، لافتا إلى إن أمير الجماعة يدعى "أبو حبيب" وكان يتلقى التدريبات القتالية من قبل شخص يدعى "أبو حمزة".