ندوة الإدارة وثقافة الإنتخاب وتوقيع كتاب أصحاب الكاريزما بمكتبة أ

كتبت: نورهان عبداللهتعقد مكتبة أ يوم السبت 9 أبريل 2011 في تمام الساعة السادسة مساءاً ندوة بعنوان الإدارة وثقافة الانتخاب وصرح وائل عبدالله المسئول الإعلامي بالمكتبة عن توقيع كتاب أصحاب الكاريزما تأليف د إيهاب فكري والصادر عن دار دون للنشر والتوزيع على هامش الندوة وذلك بفرع المكتبة بالمرغني .ويقول د إيهاب فكري في كتابه أين صلاح الدين ؟ لم أستطع أبدًا الانسجام مع هذا السؤال الشهير، والذي نسمعه كثيرًا هذه الأيام في بعض الخُطب والمواعظ والدروس، والذي نجده كثرًا في مقالات وكتابات بعض الحالمين بمستقبل أفضل لهذه الأُمة.. نراهم ونسمعهم في البرامج الحوارية يتحدثون عن كيفية ظهور )الناصر)، ونجد هذا السؤال الأشهر كذلك في الأغاني الحماسية التي غالبًا ما تواكب حدث عربي كئيب، مثل العدوان الدوري والمتكرر على الأطفال والشيوخ في فلسطين وغيرها.. ربي ابنك ليكون صلاح الدين.. هذه الجملة تكون أحيانًا هي عنوان الخطة العملية من وجهة نظر بعض الحالمين بمستقبل أفضل للأمة، ولكن مع الأسف، إن هذا العنوان قد يكون واحدًا من عدة أسباب ساهمت في أكبر إخفاقات هذه الأمة! قبل أن تختلف معي بشدة - وأنا أحترم هذا الاختلاف على كل حال - تعالَ لنقوم بتحليل هذا العنوان.. ما هي السمة الأساسية لصلاح الدين؟.. لقد كان قائدًا عظيمًا، إذن، فالصفة الأساسية التي يريدنا البعض أن نُربي أبنائنا عليها هي، القيادة!ولو كانت صفات صلاح الدين الأخري التي اشتهر بها هي المقصودة، كالتقوى والزهد والمثابرة والبطولة والنجاح، لكان المثال قد ضُرب بآخرين عرف عنهم من الزهد والتقى أكثر مما عُرف به صلاح الدين! ولكن السمة الأساسية والمميزة لصلاح الدين في التاريخ، مع المعروف عنه من تقوى وصلاح وزهد وبطولة ومثابرة، هي أنه كان قائدًا لا يُشَقُ له غُبار، فإذا كان المطلوب أن نُربي الجيل القادم اقتداءً بصلاح الدين، فلا أرى أي مشكلة في ذلك؛ لأن وجود القدوة مطلوب لتحفيز أفراد أي مجتمع، ولكن إذا كان المطلوب هو جيل كامل يتم إعداده من الصغر ليكون كل فرد فيه قائدًا، فهنا تكمن المشكلة، والتي من الممكن أن تتحول إلى مأساة .ماذا تعني كلمة كاريزما ؟عندما سألتهم، كان تعريف الكاريزما يختلف من شخص لآخر بين أفراد المجموعة التي قامت بالترشيحات في أوسكار الكاريزما المصرية.. كما اختلفت كذلك تعريفات الكاريزما عند بعض المتخصصين.. فنجد تعريفًا للكاريزما يقول: كلمة الكاريزما Charisma)) في أصلها اليوناني تعني الهدية أو التفضيل الإلهي، وتعني الهيبة والتأثير، أو هيسلًطة فوق العادة .وتعريف آخر يقول: هي صـفة أو سـمـة غـير عـادية تتـحقق لـدى الـفرد، فتـجعـل قـدراتـه في التأثير على الغير خـارقة للـعـادة. وتعريف ثالث: هي مجموعة من الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفردٍ دون آخر. وأما بالنسبة لتعريف الكاريزما عندي، فإني أُفضل أن أختزله في كلمتينفقط , الكاريزما هى الحضور الطاغي !إذا سألت بعض عامة الناس، بل وبعض الخاصة من النخبة المثقفة: من يصلُح لقيادة (مصر)؟ ستجد أن منهم من يُرشح عمرو موسى، وإذا سألتهم: لماذا؟، سيقولون: لأنه راجل، وعنده كاريزما، وخبرة، وصاحب مواقف ومابيخافش ...وإذا سألتهم: ما بيخافش من إيه؟.. طب، ما بيخافش من مين؟ ما هي أهم مواقفه السياسية؟.. ما هو أقوى عمل لعمرو موسى كانت له نتيجة إيجابية لشعب مصر؟.. أو للعرب؟.. ما هي السمة الأساسية لفكر هذا الرجل؟ بمعنى أنه إذا قال أحد إننا لا بد وأن نتبع طريق عمرو موسى، هل يستطيع الإنسان العادي أن يصف هذا الطريق؟ أو أن يحدد أين قد يصل بمصر مع نهاية هذا الطريق .أنا شخصيًّا لا أعرف الإجابة على هذه الأسئلة، ولكن المفاجأة، أنه لا أحد من الذين أظهروا لي تحمسهم الشديد له كقائد للبلد، استطاع ان يجيب بثقة على سؤال واحد !!والسؤال هو: كيف كان يؤثر المهاتما (غاندي)، وهو المثل الأعلى لمانديلا، في واحدة من أعقد بلاد الأرض، الهند، بهذا العدد الهائل من البشر، وبكل هذه الطوائف والأديان والعقائد المختلفة والمتعددة؟ وذلك كله في ظل الاحتلال الإنجليزي العنيد، كيف كان يؤثر عليهم حتي يسيروا جميعًا في ظل أفكاره، وحتى يخرج الإنجليز من بلاده بلا رجعة؟ إن التاريخ يؤكد أن السلطة لم تكن أبدًا هي مصدر قوة غاندي، ولكن قوته كانت في أقواله وأفعاله التي ينقلها الناس عنه في غيابه. هذه هي القضية بالنسبة لصاحب الكاريزما (الزعيم).. هو ليس القائد في ذاته، وإنما كل عناصر القيادة والبطولة والكاريزما موجودة بقوة في أفكاره وكلامه، ويكون هو غالبًا الموصل الجيد لهذا الكلام، وأكثر الناس إخلاصًا لهذه الأفكار حتى آخر لحظة له في هذه الحياة، هو ليس قائدًا بذاته، بلبأفكاره، ليس بطلًا بقوته، بل بكلماته، ليس مؤثرًا بالضرورة لتواجده، بل يكون غالبًا تأثيره أقوى وأشد، بغيابه!!