النهار
الجمعة 26 ديسمبر 2025 02:53 صـ 6 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بعد مناشدة السنبسي.. نجيب ساويرس يتدخل لإنقاذ الطفل عمر بعد فقدان عينه داخل مدرسته بنجع حمادي ماس كهربائي يشعل حريقًا هائلًا بمحل ملابس بالخصوص.. والحماية المدنية تسيطر بـ3 سيارات إطفاء سوق المزارعين بالإسكندرية يحتفل برأس السنة الجديدة شمس البارودي: بعد وفاة زوجي أصبح اهتمامي بكتاب الله والدعاء وأختم القرآن مرتين شهريًا 150 كيلو جرام لحم مفروم وكبدة مجهولة المصدر في قبضة تموين الخانكة حريق مفاجئ داخل شقة سكنية بالعبور.. و الحماية المدنية تسيطر علي الموقف في اللحظات الأخيرة حادث مأساوي بمستشفى أطفال المنصورة ..مصرع فرد أمن زوجين وأبنائهم الأربعة.. إصابة 6 أشخاص إثر نشوب مشاجرة بين عائلتين في قنا هل يكون 2026 هو عام الحسم في الحرب الروسية الأوكرانية؟.. كواليس مهمة الصين تكشف عن بروفة حرب بالقرب من حدود أمريكا واليابان وتايوان دلالات تنفيذ إيران لمناورات صاروخية.. هل تشن حرباً على إسرائيل؟ التأثيرات الإقليمية والدولية لتوتر العلاقة الحالية بين إيران وإسرائيل.. كارثة إقليمية منتظرة

مقالات

عز وجمال وليل طويل وحزين

سنوات طويله قضاها الحزب الوطنى فى السلطة لم تكن عن جدارة واستحقاق غير أنها كانت مغلفة فى اعتقادى بأمرين رئيسيين أولهما الاعتماد على المناورة وثانيهما اللجوء إلى المحاورة ما بين الحين والأخر وعلى فترات متباعدة فقد كان أمين التنظيم السابق المرحوم كمال الشاذلى والأمين العام الحالى صفوت الشريف يمارسان المناورة والمحاورة مع ما يطلق عليه أحزاب المعارضة الشرعية باساليب الحواة حيث يتم استخدام وربما استخراج كل ورقة بما يجعلها مسكن للسرطان الذى كان يسرى فى جسد الوطن وهو الفساد الذى كانت أبرز ملامحة التحالفات بين الثروة والسلطة والتى وصلت قمتها فى مرحلة تجهيز الوريث ورغم كل ما قيل عن استفزاز كمال الشاذلى للمعارضة وهو لم يكن قليلاً إلا أنه لم يضبط متلبساً بمقالات تحليلية كتلك التى استفز بها الباشمهندس عز ضحاياه فى الانتخابات الأخيرة التى أديرت باقصى درجات الحمق السياسى فزادت من الغاضبين والناقمين من سلطة قال هيكل فى العام 95 إنها شاخت فى مواقعها لاحظ أن الشاذلى محامى وعز مهندس والأول قدرته اللغوية واساليبة التعبيرية اعمق من الثانى ومع هذا لم يتربع على صفحات الأهرام كما أن صفوت الشريف وهذا اعتقاد شخصى كان اكثر دهاءاً فى عهد الشاذلى عنه فى عهد عز ذلك المهندس الذى ضبطه الشعب والجهاز المركزى للمحاسبات والنائب أبو العز الحريرى بنهب ثروة مصر واحتكار سلعة استراتيجية كالحديد عز هذا أعطت لغته فى الحديث مادة دسمة للشباب للاندهاش احياناً والتنكيت أحياناً أخرى لما يحتويه خطابه من تناقضات هى توحى بذلك كونها خليط هجين من أراء مدهشة ومعجزة فى التوصيف والتفسير والتحليل الذى لم يتركه الباشمهندس لأهله ويا ويل نظام يفاخر مجرم فيه بجرائمه وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال كل أمتى معافى إلا المجانة ( المجاهرين بالمعاصى .وفى اعتقادى أن الحزب الوطنى فقد عنصرى المناورة والمحاورة خاصة مع الجيل الجديد الذى حاول جمال مبارك أن يقدم ايحاء بفهمه واستيعابه له غير أن حقيقة الأمر أنه لم يمتلك القدرة على اقناع الشباب بأنه منهم وأنه يفهمهم فقد كان فى كل مره يظهر فيه تحمل ملامحه عبارة لا ينطق بها وهى أنه يريد من هؤلاء الشباب أن يحمدوا الله على أنه يتحدث اليهم رغم أن أحداً منهم لم يستجدى هذا الحديث كما أن ما كان يجرى لم يكن حواراً بل كان استعلاء أو استعراضاً أكثر منه حواراً ينطبق عليه شروط الحوار كونه مناقشة بين متحاورين لا مسعى لاستاذ يطلب التلاميذ منه توضيحاً وشرحاً لمنهج استعصى عليهم فهمه فحقيقة الأمر ما كان يعرضه الشباب على جمال مبارك كان منهجاً استعصى عليهم هضمه لا فهمه وكان فى بعض الأحيان يعطى الإيحاء بأن رسالة الشباب وصلته وسيوصلها للنظام لكن سرعان ما كان هذا الإيحاء يتبدد حين يتمم لكن الأمر ليس كما تقولون أو كما تفهمون وهنا كان الأمل فى وصول الرسالة من الشباب للنظام عبر جمال يتبدد ثم بظهور عز الذى ينظر اليه الشباب كأقرب المقربين لجمال كان الأمل يموت ومأزق الحزب الوطنى يزداد واكتملت الكارثة قمتها باستبدال المناورة والمحاورة بالبلطجة كما تجسدت فى الانتخابات الأخيرة التى أدارها عز وفريقه بحمق سياسى لا مثيل ولا يتناسب مع العصر الذى نعيشه والتى من شأنها أن تدخل بمصر ليل طويل حزين لا عز ولا جمال ولا حزبهما يعرفان فيه طعم الأمن ولا الأمان