الجمعة 19 أبريل 2024 04:57 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

محمد بن زايد آل نهيان: رجل الإمارات القوى العاشق لمصر

منذ الثلاثين من يونيو 2013 والموقف الاماراتى الواضح تجاه مصر هو الانحياز لما قرره الشعب ومساندة مصر فى الظرف الذى تمر به بلا حدود وهو موقف جسدته الأفعال وليس الأقوال فقط كما أنه موقف ينسجم مع تاريخ العلاقة بين البلدين والشعبين ومع المواقف التاريخية لحكيم العرب حاكم الامارات الشيخ زايد آل نهيان وهو الموقف الذى يسير على دربه من جاءوا بعده وقد جاءت مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى فى تنصيب الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى منسجمة مع هذا الخط الواضح والصريح فى مسار العلاقة بين الشقيقتين مصر والإمارات.

وفى الساعات التى سبقت تنصيب السيسى رئيساً وما تلاها أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى أن بلاده ماضية فى دعم مصر خلال المرحلة المقبلة التى تسعى فيها الى ترسيخ ركائز الاستقرار وتعزيز مقومات النمو والتطور لمواجهة مختلف التحديات بما يكفل تحقيق الطموحات والتطلعات التى يصبو إليها الشعب المصرى الشقيق.

مشروعات عملاقة      

وهى تصريحات أكدها ولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد خلال اطلاعه على عرض قدمه فريق المكتب التنسيقى للمشاريع التنموية التى تنفذها الإمارات فى مصر بحضور إبراهيم محلب، رئيس الوزراء كما اكدها فى اللقاء الذى جمعه بالرئيس السيسى عقب تنصيبه رئيساً حيث شاركت الإمارات فى مناسبة التنصيب بوفد رفيع المستوى ترأسه ولى عهد أبوظبى وضم الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير الدولة وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشئون التنفيذية ومحمد بن نخيرة الظاهرى سفير الإمارات لدى مصر ومحمد مبارك المزروعى وكيل ديوان ولى عهد أبوظبى.

ومن المعروف أن الإمارات العربية تساهم فى مجموعة من المشروعات التنموية والخدمية لمصر ضمن حزمة من المساعدات التى تهدف إلى دعم البلاد فى مجالات: الإسكان والتعليم والصحة والطاقة المتجددة والنقل وغيرها.

سمات رجل دولة

 تتسم شخصية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى بسمات رجل الدولة إضافة إلى حرصه على الإنصاف واعطاء كل ذى حق حقه وانزال الناس منازلهم وهو ما تجلى فى آخر لقاء جمعه بالرئيس المؤقت، عدلى منصور، فى قصر الاتحادية خلال تسليم وتسلم السلطة حيث تقدم ولى عهد أبو ظبى بأسمى آيات الشكر والتقدير للرئيس عدلى منصور على قيادته الحكيمة للمرحلة الانتقالية وعبوره الآمن بمصر الذى اعتبره مكسبا حقيقياً للوطن العربى بأسره.

ونقل ولى عهد أبوظبى للرئيس عدلى منصور تحيات وتقدير الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وتمنياته لمصر دولة وشعبا بكل الخير والازدهار، وعاود التأكيد على استمرار دعم بلاده الكامل لمصر ثلث الأمة العربية ومرجعيتها الدينية الوسطية خلال المرحلة المقبلة، منوها إلى أن الإمارات ستستمر فى إسهامها إيجابيا وبفعالية فى دعم مسيرة الشعب المصرى فى مرحلة التنمية والبناء المقبلة.

 منصور يرد التحية

ومن جهته، رد الرئيس منصور التحية حيث طلب من الشيخ محمد بن زايد نقل تحياته وتقديره للشيخ خليفة بن زايد، متمنيا للإمارات دولة وشعبا دوام الوحدة والتقدم، ومؤكدا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ولاسيما المكانة التى يحظى بها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فى مصر وذلك على المستويين الرسمى والشعبى.

كما أشار منصور إلى أن تعميق العلاقات بين البلدين والدفع بها قدما فى مرحلة ما بعد 30 يونيو يعد استثمارا استراتيجيا للجانبين يساهم فى الحفاظ على أمنهما القومى ويحقق مصالحهما كما يدعم الموقف العربى فى مواجهة التهديدات التى يواجهها الوطن العربى ولاسيما فيما يتعلق بالأمن القومى.

مستشار أمنى للشيخ زايد

من المعروف عن سمو الشيخ محمد أنه تخرج فى أكاديمية ساند هيرست الملكية العسكرية بلندن فى العام 1979.

واشتمل تدريب سموه العسكرى على دورة دروع تأسيسية ودورة طيران تأسيسية وتحويل طائرات عمودية وطيران تكتيكى ودورة مظليين، كما أتم دورة كلية القيادة والأركان. وخبرة سموه العسكرية تشمل قيادة فصيلة دروع، وسرب طائرات "غزال" العمودية، وقيادة مدرسة الطيران، وقيادة الكلية الجوية. وكان سموه قد تولى منصبى قائد القوات الجوية والدفاع الجوى، ونائب رئيس أركان القوات المسلحة، قبل أن يصير رئيساً للأركان.

بالإضافة إلى مسئولياته العسكرية، كان سمو الشيخ محمد المستشار الرئيس للمغفور له- بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فى الموضوعات الأمنية. كما أنه عضو مشارك وفاعل فى المناقشات المتعلقة بالقرارات السياسية والتشريعية فى الدولة.

دور اقتصادى وسياسى

ويرأس سموه أيضاً "مجلس أبوظبى للتنمية الاقتصادية"، الذى يتمتع بمسئوليات مهمة فى التخطيط الاقتصادى فى الإمارة. كما عين رئيساً للمجلس التعليمى فى إمارة أبوظبى، حيث يولى سموه أولوية قصوى للتعليم النوعى فى أبوظبى بشكل خاص ودولة الإمارات بشكل عام. ويرأس سمو الشيخ محمد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. وسموه عضو نشط فى المجلس الأعلى للبترول، الذى يمتلك سلطة واسعة فى مجال البترول والطاقة. ويشغل أيضاً منصب رئيس "مجموعة أوفست" فى دولة الإمارات العربية المتحدة. كما يرأس شركة "مبادلة للتنمية" التى تأسست فى أكتوبر 2002، وهى تمثل الذراع الاستثمارية الرئيسة لحكومة أبوظبي، وتسعى إلى جلب منافع اجتماعية واقتصادية مستدامة للإمارة. تقلد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العديد من الأوسمة والميداليات من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ودولة قطر، والمملكة المغربية، وباكستان، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وإيطاليا

 

وصية الشيخ زايد

لقد كانت الإمارات ولا تزال تحرص على مصر واسقرارها، فهذه وصية الشيخ زايد لأبنائه الذى رأى فى مصر امتداداً للعروبة وسنداً لها وقال: " نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، والشيخ زايد هو الذى قال: إن البترول العربى لن يكون أغلى من الدم العربى وذلك حينما أعلن القرار التاريخى بوقف النفط للغرب فى حرب أكتوبر، وكانت وقفته مع مصر وبناء مصر على كافة الأصعدة، كان حكيم العرب سنداً قوياً لأبناء المحروسة وانتقلت هذه المحبة إلى أبنائه، وأصبحت مصر فى قلب كل إماراتى، ولهذا ومع احداث 30 يونيو سرعان ما قامت الإمارات بأداء الواجب تجاه الشعب المصرى كى يعبر إلى بر الأمان، فالعلاقة راسخة بين الشعبين، وليست وليدة اللحظة.

العائلة

والشيخ محمد بن زايد من مواليد عام 1961، ومتزوج، وله تسعة من الأبناء.

 

رجل الإمارات القوى

هذا ويوصف الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأنه رجل الإمارات القوى حيث خلفه تاريخ متميز ومتفرد توجه تولى سموه منصب ولاية العهد فى نوفمبر 2004، حيث ينهض سموه بعدد واسع من المسئوليات السياسية والتشريعية والاقتصادية فى إمارة أبوظبى ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم تعيينه نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة فى دولة الإمارات العربية المتحدة فى الأول من شهر يناير 2005، قبل ترفيعه إلى رتبة فريق أول فى السابع من الشهر نفسه. كما يشغل منصب رئيس المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبي، منذ شهر ديسمبر 2004 ولسمو الشيخ محمد حياة عملية حافلة بالإنجازات والمهام؛ فقد شغل منصب رئيس أركان القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة فى الفترة من يناير 1993 إلى يناير 2005، وتقلد رتبة الفريق فى 24 يناير 1994 وعُين بمنصب نائب ولى عهد أبوظبى فى 30 نوفمبر 2003 وفى 6 يناير 2004، عُين سموه نائباً لرئيس المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبى.