مفاجأة المثقفون يوجهون اتهامات لهيئة الكتاب بالفساد المالي

اندلعت شرارة الغضب لدى قطاع عريض من المثقفين والشعراء والمبدعين الشباب، عقب توزيع جوائز معرض القاهرة الدولى للكتاب، التى قام د. صابر عرب وزير الثقافة بتوزيعها منذ أيام.
وقام المثقفون باتهام هيئة الكتاب والوزارة بشكل عام بالفساد المالى والإداري، مطالبين بالإطاحة بقيادات الوزارة بمن فيهم وزير الثقافة ود. احمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب .
وبدت القضية مثل كرة الثلج التى تتزايد مع مرور الوقت إلى أن أزمع المثقفون المتضررون من الفساد والمحسوبية فى الوسط عقد مؤتمر ثقافى موسع الخميس المقبل فى أتيليه القاهرة، لمناقشة الأوضاع المتردية فى وزارة الثقافة بشكل عام حتى يخرج ببيان مشترك يتفق على جميع بنوده وليكن البيان الأول لمثقفى مصر للوقوف من خلاله على أرض صلبة يمكن أن التحرك عليها فى الخطوات القادمة.
حيث دشن الشاعر أحمد سراج مليونية إلكترونية لمهاجمة ما وصفه بفساد وزارة الثقافة، وذلك عبر صفحة «المحرر الثقافي»، التى يقوم بإدارتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
وجعل الشاعر عنوان المليونية «كارت أحمر: فضيحة جوائز معرض الكتاب تفجر الأزمة»، مطالبا كل زوار الصفحة أن يقوموا بوضع رابط أو حالة أو تعليق عما قال انه فساد بوزارة الثقافة.
جاء ذلك على خلفية إعلان جوائز معرض الكتاب مؤخراً والتى أثارت ضجة فى الأوساط الثقافية وبخاصة جائزة شعر العامية حيث اتهمها البعض بأنها منحت لأسباب غير نزيهة أو موضوعية وطالب عدد من الشعراء بسحبها لإعادة التقييم والنظر.
كما اجتمع، عدد من المثقفين المصريين، بمقر مركز وعد الثقافي، لمناقشة أوضاع جوائز معرض القاهرة الدولى للكتاب.
وتوصل المجتمعون، ومنهم الدكتور صلاح السروي، والشاعر عاطف عبدالعزيز والشاعر عادل جلال، والشاعر السعدنى السلموني، والناشر الجميلى أحمد، والحقوقى فهمى نديم، وغيرهم من الشعراء والكتاب الشباب، إلى الدعوة لمؤتمر موسع، يقام الخميس المقبل، على أن تخرج منه توصيات ترفع إلى مجلس الوزراء حول أوضاع وزارة الثقافة.
وأكدوا أن جوائز معرض القاهرة الدولى للكتاب، كانت بمثابة البالونة التى انفجرت لتكشف عما بداخلها من فساد إدارى أن للمثقف المصرى أن يصرخ فى وجه مرتكبيه.
كما قال الشاعر سعيد شحاته: إقالة صابر عرب ورفاقه من هذه الوزارة أصبحت فرض عين وليست فرض كفاية والمحاكمات مازالت تتسع للجميع وإفساد الحقل الثقافى وتجريفه بهذا الشكل جريمة يعاقب عليها الضمير الإنساني.
وأضاف «أهنئ نفسى بخازوق جديد سميته الشفافية والنزاهة بعد سقوط الحزب الوطني... واتضح أنه أشد وأنكى من خوازيق الحزب الوطني..
دمتم عبيدا لطمعكم وشهواتكم
دمتم قتلة أنبياء
دمتم كما عرفناكم... مسخا قميئا
دمتم مصاصى دماء
دمتم كما أنتم... أشباحا متحركة... سنتخلص منها قريبا جدا إن شاء الله... ولن يذكركم التاريخ إلا بكل سوء... لأننا سنرسمكم كما عرفناكم على صفحاته.... مسوخا... سنرسمكم قلوبا سوداء تحارب من أجل قتل أجيال لتقدم لمصر عبيدا يسيرون على نفس منوالهم....
فى حين عبر الشاعر محمد الشحات محمد عن استيائه الشديد، مما حدث فى جوائز معرض الكتاب الذى انتهت دورته الـ45، معتبرا أن «إدارة المهرجان منحت بعض الفائزين جوائز لا يستحقونها».
وقال الشحات: هذه المسابقات عبارة عن «كوتة» أو «كوسة»، وعدم الإعلان عنها وعن معايير التقدم لها وشروطها، وعدم الإفصاح عن تشكيل لجنة الفحص والتقييم والاختيار، وعلى أى أساس تم الاختيار والفوز، ما يسلط الضوء على السؤال الأهم فى هذه المرحلة وهو هل صار المبدع أسير التربيط أو تابعًا للموظف الكبير؟
وأضاف الشحات: المشكلة فى مجموعة «المرتزقة ومحاربى الإبداع»، الذين زادت لديهم النرجسية عن الحدّ، فأصبحت أنانية وسيطرة، بل سطو على إبداعات وألقاب المستحقين، ثم تلك الحرب الضروس على من يشهد الحق، أو يفكر فى إحقاقه، مع تجاهل بعض التابعين والمتطلعين لإقامة علاقات مع مسئولى هيئتى تنظيم المعرض الكتاب وقصور الثقافة أملاً فى النشر أو الفوز بجوائز فى المستقبل، أو حتى تجنب مافيا فسادهم وشلة السوء.
من جانب آخر فجَّر الروائى سيد الوكيل مفاجأة من العيار الثقيل، وأثار جدلا ما زالت أصداؤه تتزايد مع الوقت، بعد أن كتب فى تدوينة على حسابه فى موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «قمت بالتحكيم لجائزة اتحاد الكتاب هذا العام، وقد أُرسل إلى عدد 4 كتب لا غير، ولم يكن بينها أى اسم من التى فازت.. وقد علمت أن أسماء بعينها وزعت على فاحصين بعينهم، كما علمت أن أحد الفاحصين قام بفحص 120 كتابًا وحده.. وإزاء هذا التفاوت الفاحش أظن أن الحكاية فيها إن.. وعليه فلن أفحص أى كتب لاتحاد الكتاب مرة أخرى.. كان هدفى هو دعم الاتحاد للوصول إلى أفضل أداء ممكن.. واكتشفت أنى كنت.. «أهبل».
وأضاف الوكيل: «لنجعل الموضوع فى حجمة وبلا شخصنة، أنا أتكلم عن آليات عمل لجنة الجوائز ليس فى اتحاد الكتاب فقط، ولكن فى كل اللجان هناك عشوائية وعدم شفافية، وارتباك وترضيات.. يروح ضحيتها البعض ويستفيد بها البعض، وبغض النظر عمن الخاسر ومن المستفيد، فالثقافة المصرية هى الخاسرة فى النهاية».