إفتتاح ملتقى القاهرة الدولى الخامس للإبداع الروائى العربى ”الرواية العربية.. إلى أين”

تحت رعاية الفنان فاروق حسنى أفتتح اليوم ملتقى القاهرة الدولى الخامس للإبداع الروائى العربى 2010 بعنوان الرواية العربية ..إلى أين؟ وكان ذلك فى المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية .حيث يستمر الملتقى أربعة تقام خلالهم مجموعة كبيرة من الجلسات التى تناقش فن الرواية والتجريب الروائى وأهم القضايا التى طرأت مؤخرا على الساحة وتمس الرواية بالإضافة إلى الموائد المستديرةويشارك فى الملتقى هذا العام 150 روائى مصرى و100 روائى عربى من جميع الدول العربية .وقدم كلمة إفتتاح المؤتمر الأستاذ محمود شرف الذى بدأ كلامه بتوجيه شكر خاص للضيوف والحضور لتواجدهم فى هذا اليوم العاصف والحالة السيئة التى يمر بها الجو بعدها أعطى الكلمة للناقد الدكتور جابر العصفور رئيس اللجنة المنظمة للملتقى الذى ذكر الحضور بالراحل نجيب محفوظ والملتقى الأول للرواية الذى تحدث فيه محفوظ عن جوائزه خاصة جائزة قوت القلوب الدمرداشية، وقد حصل الراحل عبد الرحمن منير على جائزة الملتقى الثانى فى حين حصل الطيب صالح على جائزة الملتقى الثالث وجميعهم رحلو ولكنهم أحياء برواياتهم لذلك لا يزالو معنا بروحهم وإنجازاتهم وسنظل نتذكرهم مهما طال العمروأضاف أن أصغر روائى يجب أن يكتب على إقتناع بأن هناك ورائه أجيال ممتدة تجعل من قلمه حركة متميزة لذلك يجب أن يتواصل معهم ويعرف آرائهم وطريقة تفكيرهم ومن هنا يأتى التميز حيث أن عندما يكتب كاتب ويشعر أن ورائه أجيال وأجيال يتواصل معهم أى يرفضوه ويجذبوه ويسندوه ويدعموه وهكذا يحدث التواصل الذى يجعل الكاتب يكتب إضافة للتراث الذى سبقه، وهذه الحيوية الخلاقة لابد أن يتمتع بها الفرد المبدعوعن فن الرواية قال العصفور أن مولد الرواية أصله شامى وليس مصرى بحيث أن حلب هى أول بلد نشأت بها الرواية وتبعتها سوريا وأنا أعتقد أن أول رواية كانت فى عام 1855 وهى الساق على الساق وهناك من يقول أن رواية غابة الحق لفرانسيس دنهار هى الرواية الأولى ولكن تعتبر الشام هى صاحبة أول رواية عربية صحيح أن هذه النشأة الشامية لم تكتمل إلا مع مصر عندما كتب محمد حسين هيكل الذى جمع الخطوط التى وصلته فى فن الرواية ثم وصلها بالفكر الفرنسى وكتب أول روايةالمهم أننا نتفق على أن أول رواية ترجع لعام 1850 منتصف القرن التاسع عشر وبالنسبة لهذا الملتقى لا نريد طرح أسئلة على الماضى ولكن نريد أن نتحدث عن ما نحن فيه الآن وننظر إلى مستقبل الرواية العربية إلى أين؟ وهذا هو عنوان الملتقى 2010 وأقول مثلما قال أحد الكتاب العظام إن الثقافة العربية تمضى إلى الأمام وعيناها فى قفاها حيث نتحدث عن الرواية فى الحاضر والماضى ونتأمل ماهو مستقبل الرواية ومايمكن أن تتأثر به فى زمن العولمة والإنقلابات والنزاعات الوطنية والعرقية والدينية وعالم تعددت فيه الجنسيات إذا علينا أن نغامر فى هذه المنطقة فى ظل عالم النت والإنفتاح والمستقبل الذى يلوح ولا يلوح لاحقا حقا ونحن متعلقين فيه وفى النهاية أود أن أقول أننى سعيد بالشباب لأنهم أكثر منى فى القراءة والكتابة وأقول من حق الصغار أن ينالو حقهم ويعاملو معاملة الكبار إذا كانوا جديرين بذلك لذلك أشيد بالكثير من الكتاب الشباب منهم أمينة زيدى، حسن حمودة، نادية الخولى، وائل شلبى، ياسر خضر خاصة بعد قراءة روايات هؤلاء الشباب تأكدت أن الرواية العربية تتقدم للأمام ولها مستقبل باهرومن ناحيتها، أوضحت الكاتبة الفلسطينية سحر خليفة أن الكتاب والروائيين حاليا باتوا على الرف فى زمن الإنترنت والفضائيات كما سحب الإعلاميين البساط من تحت أقدامنا حيث كثرت قنوات الدين والحديث عن عذاب القبر، وإن الزمن يتحرك والبدع هى موجات تسحبنا إلى لحظة ضعف والروائى الحالى لم يصل إلى هذا المنبر إلا بعد أن يتحدى الصعاب، من منا لم يذق ألف هزيمة قبل أن يبلغ تحقيق الذات، نحن الرواد ماذا نفعل وقد غاب القراء عن ساحتنا كيف نستقطبهم ونعيدهم أهناك كتاب بلا قراء؟، وحضارة بلا قادة؟، وحراك بلا تحريك؟ قد يقال لنا وما دخل الكتاب بالقيادة والقيادة للساسة ولكن نحن من نلفت الأنظار ونوجه إلى الأماموأنا أتحدث الآن وأتساءل ماذا فعل بنا التليفزيون والكمبيوتر الذين سرقوا منا منصتنا وأدوات الوصل ولكن الأصح أن هذه الأجهزة ليست حكرا ولكنها مقتوحة للقاء والتعاون على الوصول إلى مايريدون وصرنا نكتب على الكمبيوتر ونبحث على الإنترنت، المهم أن هذه التطورات لا ننكرها فهى أفادت غيرنا إذا لمن نكتب؟ من أجل من؟ لا حل لدى لكنى قلت ومازالت أقول أن الكاتب هو الضمير المقاتل من أجل الحياة والحرية وكل ماهو صحيحوأضاف الدكتور عماد أبو غازى الأمين العام للمجلس الاعالى للثقافة الذى بدأ حديثه بقول أحمل لكم تحيات الفنان فاروق حسنى راعى الملتقى كفكرة، ها نحن نلتقى مرة أخرى حول ملتقى الإبداع العربى الذى بدأ منذ عام 1998 وهو العام الذى فاز فيه الراحل نجيب محفوظ بجائزة نوبل ولا بد أن نتذكر فتحى غالى وإحسان عباس فى وضع أساسات الملتقى وقد إعتدنا على وجود قضايا تهم الرواية لكى نناقشها فى كل ملتقى حيث ناقشنا فى الملتقى نجيب محفوظ الأول تطور الرواية والملتقى الثانى عام 2003 ناقشنا الرواية و وفى الملتقى الثالث عام 2005 ناقشما الرواية والتاريخ وفى الملتقى الرابع ناقشنا المشهد الروائى العربى واليوم فى الملتقى الخامس نناقش الرواية العربية... إلى أين وفى هذا الملتقى سيتم تنظيم خمسة موائد مستيرةوقد قنا بتأجيل هذا الملتقى لكى يواكب إحتفالنا بذكرى نجيب محفوظ وسنختتمها بندوة عن نجيب محفوظ ليكن هذا الملتقى هو ذكرى لنجيب محفوظ لأننا اليوم نحتفل بالذكرى ال99 على ميلاده وسنظل نتذكره ونحتفل به دائماوبعد الإفتتاح عقدت أول جلسة للملتقى ورأسها الدكتور جابر العصفورى الذى أعطى الكلمة للدكتور إبراهيم فتحى الذى تحدث عن بعض آفاق التجريب الروائى وأكد أن فعل الرواية هو فعل تجريبى بمعنى أنه لا يوجد أسس وقواعد معينه فى كتابة الرواية فأى شخص يكتب لا يوجد قيود عليه فهو يكتب ما يتخيلهوأضاف العصفورى أنه حتى نهاية القرن ال19 لم يكن هناك شكل ثابت للروايةومن ناحيته أوضح فيصل الدراج أن نجيب محفوظ وجمال الغيطانى ورزق الله إبراهيم هم مطورين الرواية العربية وظلت هكذ إلى أن وقعت فى أزمة ولكن جاء إدوار الخراط وخيرى الشلبى الذين حاولو الخروج من هذه الأزمة من خلال تطويرهم فى فن الرواية ذاته فى ظل حرية الكتابة إذا من أين تأتى الرواية؟ فهى تأتى من واقع وحلم وتنتهى إلى أى مكانبعدها تحدث الكاتب محمد شاهين عن الرواية بوصفها حرية بديلة أى عندما يقمع الإنسان فى كل شئ حوله فلا يجد سوى الكتابة ليرفه فيها عن نفسه ويطلق حريته من خلالها .وتطرق الدكتور واسين الأعرج إلى الرواية العربية ورهانات المستقبل من خلال طرح أهم المشكلات التى تواجه الرواية العربية الآن، الأولى القمع فعلى الكاتب أن يكتب بكل حرية ولم يخضع لأحد، ثانيا الهوية فهل الروائى العربى اليوم يستطيع إعطاء وصف للرواية العربية دون أى مداخلات غربية، ثالثا اللغة فالكثير الآن يتقن العديد من اللغات الأجنبية ولكنه يفشل فى اللغة العربية ولا يستطيع الكتابة بها وهذا صورة من صور سيطرة الغرب على العرب اليوم أنه حتى اللغة أصبحت غير متقنة، وفى النهاية أود أن أقول نريد أن نبعث التطور على الرواية العربية وندفعها إلى الأمام فى ظل الحرية والعلم والمعرفة