العلاقات المصرية- الليبية على المحك

على الرغم من الانفراج الذى شهدته الأزمة المصرية - الليبية بعد اطلاق سراح جميع الدبلوماسيين المختطفين فى ليبيا ، الا أن العلاقات بين البلدين تبدو أنها باتت على المحك ، خاصة أن الخارجية المصرية اعتبرت اختطاف دبلوماسييها أمراً بعيداً عن كل الأعراف والاتفاقيات المواثيق الدولية وخاصة اتفاقية جنيف لعام 61 .
وهو ما اكده بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية فى تصريحات له عقب الإفراج عن المختطفين .
ولفت الى أن وزارة الخارجية حريصة على مواصلة الجهود للحفاظ على سلامة كل المصريين فى ليبيا .
وكان عبد الرزاق القريدى نائب وزير الخارجية الليبى قد اعلن ان جميع الدبلوماسيين المصريين الخمسة المختطفين فى البلاد قد أطلق سراحهم، فيما أكدت غرفة ثوار ليبيا تسليمهم للداخلية الليبية وإفراج السلطات المصرية بالمقابل عن قائدها شعبان هدية.
وكان مسلحون قد خطفوا الجمعة الماضية دبلوماسيا مصريا، ثم أربعة من أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية من منازلهم فى العاصمة الليبية طرابلس السبت، بينهم الملحق الثقافي، وأمهلوا السلطات المصرية 24 ساعة للإفراج عن هدية.
وقالت الحكومة الليبية فى وقت سابق إن الدبلوماسيين خطفوا ردا على القبض فى مصر على هدية فى الإسكندرية أثناء رحلة علاج مع عائلته، ووصف وزير الداخلية صالح المرغنى عملية الخطف بـ»العمل الإجرامي».
وبعد خطف الدبلوماسيين الخمسة أجْلت مصر سفيرها ودبلوماسيين آخرين وعائلاتهم إلى القاهرة فى حين أعادت سفارة مصر بطرابلس وقنصليتها فى بنغازى من العاملين فيهما فى إجراء وصف بالاحترازي.
وخُطف عدد من الأجانب وتعرضوا لهجمات الأسابيع القليلة الماضية، وحررت قوات الأمن الليبية الأسبوع الماضى مسئولا تجاريا كوريا جنوبيا احتجزه لأيام مسلحون مجهولون قالت السلطات إنه ليس وراءهم دوافع سياسية.
من جهته طالب السفير على العشيرى مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية على المواطنين المصريين الحاصلين على تأشيرات دخول إلى ليبيا لغرض العمل والزيارة بأن يكون دخولهم إلى الأراضى الليبية عن طريق المطارات الجوية فى الوقت الحالي.
وأكدت وزارة الخارجية فى بيان لها - ان السلطات الليبية قد أبلغت نظيرتها المصرية ببدء العمل بشكل فورى بالإجراءات التى تقضى بأن يكون دخول المواطنين المصريين الحاصلين على تأشيرات دخول إلى ليبيا لغرض العمل والزيارة عن طريق المطارات الليبية فقط وليس عبر منفذ السلوم البري.
وطالب السفير العشيرى بالمواطنين المصريين الراغبين فى السفر إلى ليبيا بأهمية الالتزام بذلك تجنبا لأية مشاكل قد يتعرضون لها عند الدخول إلى ليبيا.
من جانبه شدد السفير محمد ابو بكر سفير مصر لدى ليبيا أن مصر لا تدعم تياراً على حساب تيار داخل ليبيا معتبرا أن القرار فى النهاية يعود للشعب الليبى .. ولا تتدخل نهائيا فى الشأن الليبى مشيرا إلى أن هناك محاولات للزج بمصر لكن مصر تسعى لإيقاف الضرر .
وقال فى تصريحات له ان اختطاف الدبلوماسيين المصريين يدخل الازمة فى منحى له ابعاد اخرى ربما تضر بالشعب الليبى ، مشيرا الى ان رئيس بعثة الامم المتحدة فى ليبيا اتصل به للاستفسار عن الموضوع والتقى بعدها رئيس وزراء ليبيا ومعه عدد اخر من السفراء الغربيين الذين اعربوا عن امتعاضهم و أبلغوا رئيس وزراء ليبيا استنكارهم واحتجاجهم على حادث الاختطاف خاصة ان ليبيا تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة مشيرا الى ان مثل هذه الامور تعقد المشهد الذى لا يدفع ثمنه سوى المواطن والشعب الليبى .
من جهته اعرب معتصم القاسم احد المعارضين الليبيين عن استيائه من هذه الازمة التى تضر بالمصالح المصرية الليبية موضحا ان من يحكم ليبيا الان هى مجموعة من العصابات الاجرامية التى لا تعترف بالقوانين او المواثيق الدولية ،مشيرا الى انها تنفذ مخططات الاخوان الدولى فى ليبيا باعتبارها احد فروع الاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة.