السبت 20 أبريل 2024 03:07 صـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تفاصيل الاجتماع الفني لمباراة الأهلي ومازيمبي بأبطال إفريقيا «رجال سلة الأهلي» يفوز على أويلرز الأوغندي في أولى مبارياته ببطولة الـ«bal» وزارة التربية والتعليم تعقد التصفيات النهائية لمسابقة ”تحدي القراءة العربي” للعام الثامن بالتعاون مع دولة الإمارات الشقيقة المئات يشاركون تشييع جثمان الطفل ”أحمد” أثر العثور عليه مذبوح بشبرا الخيمة سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين تفاصيل إصابة عمر جابر وغيابه عن الزمالك أمام دريمز الغاني قطر تعرب عن أسفها البالغ لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة تفاصيل... العثور على جثة طفل مذبوح بكامل الجسد بشبرا الخيمة بسبب مشادة كلامية..سائق ميكروباص يمزق جسد طالب بسوهاج طالب يمزق جسد آخر بمطواة بسوهاج والسبب ”مشادة كلامية” بسبب النباشين .. الأهالي تشعل النيران في مقلب قمامة بمنطقة الثلاثيني بالإسماعيلية أربعيني يُنهي حياته بقرص الغلال السامة بسوهاج

تقارير ومتابعات

خطة الإخوان لـ « احتلال الميادين » يوم الاستفتاء على الدستور

لم تفقد جماعة  الإخوان المسلمين فى صراعها على السلطة التى لم تدم فى حضنها سوى عام واحد  المئات وربما الآلاف من أعضائها فحسب ولا جزء كبير من الأموال التى جمعتها على مدار أكثر من ثمانين عاماً مضت فقط.. لكنها فقد عقلها القائد القادر على ادارة ازمة وصراع كبير كالذى تمر به الآن والذى من شأنه أن يقودها لنهاية حتمية أو للعمل تحت الأرض على أقل تقدير..

غياب العقل القائد القادر على إدارة أزمة الجماعة هو سر الانتقال بها من فشل إلى فشل.. فقد سعت الجماعة لتعطيل الدراسة وإسقاط الاقتصاد لتوصيل رسالة إلى العالم الخارجى بأن الأوضاع فى مصر غير مستقرة، لكن الدراسة استمرت فى معظم إن لم يكن كل المدارس وفشل شعار «لا دراسة ولا تدريس إلا بعودة مرسى رئيس»  وحتى الوضع فى الجامعات لا يمثل لا فى المدى القريب ولا البعيد مكسب استراتيجى لجماعة أصبحت توصف بـ «الإرهابية» بقرار رسمى.. وجاءت معركة الاستفتاء على الدستور والتى خسرتها الجماعة مبكراً حيث النتيجة محسومة بنعم لأغلبية كطبيعة كل الاستفاءات التى عرفتها مصر على مدار تاريخها حيث يرى المصريون فى الاستفتاء مفترق طرق.. والمصريون عندما يختارون فى مفارق الطرق يختارون ما يرون أنه الوطن.. وبينما تصاعدت تهديدات الجماعة حول السعى لإفساد الاستفتاء على الدستور، تأكد استحالة المهمة لأن الجيش والشرطة يؤمنان الاستفتاء تأمينا كاملا ويعتبرانها معركة فاصلة وتحدى مصيرى فى مواجهة الجماعة التى هى بحكم القانون عندهم توصم بـ «الإرهابية».. لهذا السبب قرر الإخوان تغير خطة المواجهة من إفشال الاستفتاء للزحف إلى الميادين وعلى رأسها التحرير وهذه ليست المرة الأولى التى تسعى فيها الجماعة وحلفائها للسيطرة على ميدان التحرير تحديداً رغم الخسائر البشعة التى منيت بها سواء فى رابعة أو فى محاولة السيطرة على ميدان التحرير كما جرى فى ذكرى انتصار 6 أكتوبر.

احتلال التحرير

لم تكن خطة  جماعة الإخوان المسلمين لحشد أنصارها للتظاهر واحتلال ميدان التحرير يوم 6 أكتوبر فى ذكرى انتصار حرب 1973، سرية لكنها كانت معلنة وجرى التأكيد خلالها على  الإعتصام حتى عودة مرسى للحكم وإنهاء ما يطلقون عليه الإنقلاب العسكرى على السلطة.

لكن المحاولة فشلت نتيجة للغضب الشعبى ضد الجماعة إضافة إلى التأمين المشدد للميدان بواسطة عناصر من الشرطة والجيش فى ذلك الوقت.

 التركيز على ميدان التحرير يتم بوصفه رمزا لثورة 25 يناير، التى أسقطت «حسنى مبارك» فى 11فبراير 2011 وهنا يبرز السؤال إذا كان المحاولات السابقة للإخوان لاحتلال الميدان إضافة إلى فشل محاولات أخرى عديدة لاحتلال ميادين أخرى مثل «مصطفى محمود» بالجيزة، وميدان رابعه نفسه الذى تحرك باتجاهه طلاب الإخوان بالأزهر عدة مرات لإحتلاله وفشلوا فى ذلك فلماذا تكرار المحاولة من جديد بالتزامن مع موعد الاستفتاء على الدستور؟.

مواجهة كبرى

يرى بعض الخبراء فى مجال الأمن أن الأمر محاولة لتشتيت جهود الأمن يوم الاستفتاء وأن الجماعة لا تنوى احتلال الميادين لكن آخرون يرون أن التهديد جدى ولا يمكن تجاهله وأن له أهدافاً عديدة أبرزها إثبات أن الإخوان وحلفائهم لا يزالوا قادرين على خوض مواجهة كبرى ضد السلطة الحالية برغم إعلان الجماعة «جماعة إرهابية» ورغم الاغتيالات الكبيرة فى صفوفهم فضلاً عن مصادرة وتجميد أموالهم وأنشطتهم . فى رأى البعض الأخر أن ما يجرى من جانب الجماعة وحلفائها يكشف أنها فقدت عقلها وأنها تتخبط وتكرر أخطائها خاصة المحاولات التى تعرف عن يقين أنها فاشلة فلن يتم السماح لجماعة الإخوان باحتلال أى ميدان مهما كان حجم الخسائر خاصة وأنها موصومة رسمياً الآن بأنها جماعة «إرهابية» ما يعطى المبرر لممارسة أى عنف ضدها خاصة وأن الجماعة انتهجت مؤخراً العنف فى مظاهراتها وصارت تمثل تهديداً مباشراً للأمن سواء معداته أو افراده وليس أدل على ذلك من حرق سيارات الشرطة وإصدار فتاوى تكفر كل من يرتدى الزى العسكرى.

إحراق «البوكسات»

إحراق «بوكسات» الشرطة صار خبراً يوماً بل وعمل تفاخر به الجماعة ففى كل المحافظات صارت سيارات الشرطة هدفاً للحرق وإشعال النيران لن يكون آخرها ما جرى ليلة الإثنين الماضى عندما أشعل عناصر من جماعة الإخوان، النيران فى سيارة شرطة بالمعادى، وذلك أثناء مرورهم بميدان الجزائر، وذلك بعد أن شاهدوا سيارة الشرطة فانقضوا عليها وأشعلوا النيران بها فالجماعة وباعترافها تتفاخر على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«توتير» بحرق سيارات الشرطة وليس أدل على ذلك من هذا العنوان على صفحة الحرية والعدالة الحزب «على الفيس بوك»: حرقنا 73 بوكس و4 مدرعات و18 سيارة شرطة.

حيث أعلن تنظيم الإخوان على الصفحة الرسمية لحزب «الحرية والعدالة»، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، حصيلة أعمال العنف التى يتقدمها شباب الإخوان خلال التظاهرات التى ينظمونها بشكل شبه يومى داخل الجامعات.

وفى يوم واحد  جاء فى  الصفحة: حتى الآن تم حرق «1بوكس بمنطقة فيصل» و«1بوكس بمحافظة بنى سويف» و«2بوكس بمنطقة إمبابة» و3بوكسات بمحافظة الإسكندرية» و«1سيارة ترحيلات بالسويس» وأن «الإقبال على الحرق تاريخى النهارده.. إلى أين يمضى الإخوان إذن ؟ هذا هو السؤال المطروح وبقوه وتختلف التفسيرات بشأنه حيث صار الإندماج فى العملية السياسية الحالية بالغ الصعوبة ليس فقط لوصم الجماعة بالإرهابية بل لأسباب متعددة أخرى حيث إن من يقود مثل هذا التوجه داخل الجماعة الآن قد يوصم بالخائن والعميل.. فهل يمضى الإخوان إلى النهاية .. نهاية التنظيم بحسبما يرى بعض الباحثين والكارهين للجماعة وتاريخها بوصفها عندهم الجماعة التى خرجت من عباءتها كل جماعات العنف؟

نهاية الإخوان

الدكتور عادل عامر الفقيه القانونى والمحلل السياسى والاقتصادى ومؤلف كتاب «سقوط جمهورية الإخوان» يرى أن الإخوان فشلوا فى إدارة شئون الحكم بسبب تعاليهم وصدامهم مع مؤسسات الدولة وتهجمهم عليها مما أدى إلى توقف الدولة عن العمل والإنتاج الكامل والتام فما كان من شعب مصر إن انتفض وثار وخلعهم ولفظهم نهائيا فى ثورة 30 يونية وبالتالى فإننا فى مصر لا نمارس صراعا سياسيا فقط مع الإخوان وإنما نخوض صراعا مصيريا من أجل إنقاذ هويتنا وأراضينا وانتمائنا الوطنى كل الشواهد والأدلة على الأرض أكدت على ضلوع الإخوان فى مسلسل مشروع شرذمة الشرق الأوسط الجديد من وجهة نظر الولايات المتحدة لصالح إسرائيل صحيح أن الإسلاميين نجحوا فى الانتخابات ولكن الصحيح أيضا أنهم سقطوا فى الامتحانات، على نحو يجعل ترديد أسطوانة «الشرعية الانتخابية» مجرد تمرين فى العدم و إن كان هناك من ناقض للشرعية ومن معطل لسنّة التداول الديمقراطى على السلطة، فهم الإسلاميون أنفسهم إذ أن لديهم ماركة مسجلة كل ذلك مرده فكرة الهيمنة لدى جماعة الإخوان كتنظيم قوى متماسك قادر على إدارة حكم البلاد منفرداً، دون حاجته لأحد، ولفكرة تكفير الآخر التى تلازم الجماعة هذه جماعة غير وطنية، ومهما كانت آلام العملية الجراحية فنتائجها إيجابية والأمور بدأت تتحرك للأمام؛ لكن جماعة الإخوان لن تستسلم بسهولة وستكون هناك آثار وتوابع ولن ينسى التاريخ كل هذه الأحداث التى تعمّد الإخوان إرهاب الدولة بها بكافة الطرق غير الشرعية، والجماعة الآن تنتحر سياسياً وتقضى على تاريخها السياسى بسرعة كبيرة بعد أن اتضح للشعب المصرى سياستهم وأساليبهم العنيفة وإصرارهم على لغة الدماء.

خسارة فى فرنسا

ولا تكمن خسائر الإخوان على الداخل فحسب ولكنهم بدأوا فى نزيف خسائر خارجى أخر محطاته فرنسا حيث هاجمتهم الشرطة الفرنسية  أثناء عناصر من الإخوان اعتصموا فى القنصلية المصرية بباريس مطالبين بتوثيق توكيلات لتمكين محمد مرسى من الرئاسة ، وإقالة كل القيادات الدبلوماسية المصرية فى باريس بحسب تعبيرهم.

وفيما يبدو فى الآفق فإن الأيام القادمة لا تحمل للإخوان أى بشائر انفراج لأزمة مستعصية لا تجد من يديرها بشكل صحيح ما يساهم كل يوم فى تفاقمها.. وقد بدأ بعض أعضاء حزب الحرية والعدالة يلجأون إلى تحرير محاضر تركهم للحزب فيما يراه البعض غسل لأيديهم من تهمة الانتماء لجماعة صار الانتماء اليها اليوم جريمة بوصفها جماعة إرهابية بعد أن كانت بالأمس فى السلطة فسبحان الذى يغير ولا يتغير.