تفاصيل زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني لألمانيا

تحولت أرض ألمانيا إلى عرس كنسي وروحي متفرد في الفترة من 18 إلى 23 ديسمبر 2013، بقدوم صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في زيارة رعوية مباركة حرص قداسته على تسميتها بزيارة المحبة.
وانطلاق هذه الرحلة المباركة في ألمانيا كانت من فرانكفورت مساء يوم الأربعاء 18 ديسمبر 2013م، وكان في استقبال قداسته حشد كبير من الأقباط مقدمتهم سعادة السفير المصري والقنصل العام في ألمانيا، إلى جانب الأحبار الأجلاء نيافة الأنبا دميان أسقف ألمانيا، ونيافة الأنبا ميشائيل أسقف دير الأنبا أنطونيوس، وعدد من قيادات وممثلي الطوائف المسيحية..
ورافق قداسة البابا في الرحلة قادما من فيينا، نيافة الحبر الجليل الأنبا جابرييل والقمص أنجيلوس إسحاق سكرتير قداسته.
وفي مساء نفس اليوم، كان شعب كنيسة مارمرقس في فرانكفورت على موعد مع لقاء مع قداسة البابا والذي كان كعادته ودودا مع أبنائه يتبادل معهم الأحاديث الودية ويتعرف منهم على ظروف حياتهم في ألمانيا، ومدى حرصهم على التواصل مع عائلاتهم في مصر ومتابعة الشأن المصري.
وفي صباح الخميس 19 ديسمبر 2013م، قام قداسته بتدشين كنيسة مارمرقس في فرانكفورت وصلاة القداس الإلهي بمشاركة الآباء الأساقفة والرهبان والكهنة الأجلاء في عرس روحي سيظل من الأيام الفارقة في تاريخ الكنيسة القبطية في ألمانيا.
ثم توجه قداسته إلى دير الأنبا أنطونيوس؛ حيث تحول الدير العامر إلى خلية نحل تضم عددا هائلا من الأساقفة والكهنة والرهبان والأقباط من مختلف دول أوروبا، خاصة هولندا وفرنسا إلى جانب شعب ألمانيا لنوال بركة زيارة رأس الكنيسة القبطية.
وقام قداسته خلال إقامته في الدير، بتدشين كنيسة الرهبان والاجتماع في لقاء أبوي مع الآباء الكهنة.. تلاه لقاء آخر مع خدام التربية الكنسية وقد أنصت الجميع إلى توجيهات قداسته في هذا المجال.
وفي صباح السبت 21 ديسمبر 2013 م، صلى قداسته القداس الإلهي في الدير بالاشتراك مع جمع كبير من الأحبار الأجلاء وهم: الأنبا بيشوي والأنبا بطرس والأنبا أرميا والأنبا جابرييل والأنبا أباكير والأنبا دميان والأنبا ميشائيل وآخرون.
كما حرص قداسته عقب القداس الإلهي، على الالتقاء بأبنائه خريجي الكلية الإكليريكية في ألمانيا وتكريمهم ومنحهم شهادات التخرج والتقدير.
وفي ختام زيارة قداسته إلى دير الأنبا أنطونيوس بكريفلباخ، بارك الكثيرين وصلى من أجل بعض المرضى واستمع في حنان أبوي إلى أبنائه الأقباط في ألمانيا..
ثم توجه نيافته إلى القرية القبطية في مقاطعة هوكستر؛ حيث التقى أيضا في لقاء سريع مع أبنائه تعرف خلاله على مشاكلهم خاصة فيما يتعلق بالخدمة والاحتياج إلى كنائس جديدة ووعدهم بحل أي صعوبات تواجههم.
وفي مساء السبت، قام قداسته بزيارة محبة إلى دير القديس مار يعقوب السروجي للسريان الأرثوذكس في مقاطعة هوكستر بألمانيا؛ حيث استقبل بحفاوة كبيرة وغير مسبوقة.
وكان في استقبال قداسته النائب البطريركي السرياني المطران متياس نايش مطران ألمانيا، وعدد كبير من الأساقفة والرهبان في الكنيسة السريانية الشقيقة.
ورافق قداسته عدد كبير من الآباء الأساقفة.. واستمع قداسته إلى الألحان والترانيم السريانية والتي قدمت للترحيب بزيارته، كما حرصت السيدات على استقبال قداسته بالزغاريد والورود.. واستمع قداسته إلى كلمات المحبة والتقدير لشخصه وللكنيسة القبطية من عدد كبير من قيادات الكنيسة السريانية وديرها العامر.
وتحدث قداسة البابا عن العلاقات التاريخية الوثيقة بين الكنيستين اللتين يجمعهما وحدة الإيمان، مشيرا إلى الآلام والتحديات المشتركة للكنيستين في ضوء التغييرات التي حدثت في مصر وسوريا، مشيرا إلى أنه يحمل ذكريات جميلة لسوريا وأديرتها خاصة في مدينتي معلولا وقطنة.
ورفع قداسته صلوات خاصة من أجل المطرانين المختطفين وراهبات معلولا المختطفات، متمنيا أن ينعم الله عليهم باحتمال هذه التجربة ويخرجون إلى شعبهم قريبا.. كما أزاح قداسته الستار عن لوحة تذكارية في الدير تسجل هذه الزيارة التاريخية.
ولمزيد من المحبة والتواصل مع الشعب السرياني.. حرص قداسته على تناول العشاء في الدير مع الأخوة مطارنة وأساقفة ورهبان الدير والزوار؛ لتأكيد مشاعر الحب والتقارب وتبادل الأحاديث الودية معهم.
وعقب الحفل توجه قداسته إلى دير القديسة العذراء مريم والقديس موريس بمقاطعة هوكستر حيث بارك الدير بإقامته.
وفي صباح الأحد 22 ديسمبر 2013م، قام قداسته بتدشين مذابح الدير وبتعميد العديد من الأطفال.. وفي الظهيرة اكتظ الدير بمئات الزوار لنوال بركة قداسته من المسئولين الرسميين الألمان، ومن قيادات الطوائف المسيحية في ألمانيا، ومن أبناء الكنائس السريانية والسودانية والإريترية؛ حيث حرص كثيرون على ترديد أناشيد الترحيب والبهجة تقديرا لزيارة قداسته.
كما حضر عدد هائل من أبناء الكنيسة القبطية في الولايات الألمانية المختلفة ودول الجوار، ثم توجه قداسته يوم الإثنين 23 ديسمبر 2913 م إلى برلين للقاء كاردينال ألمانيا وحضور حفل استقبال السفارة المصرية في برلين.
وتخلل برنامج الزيارة العشرات من اللقاءات الهامة والأحاديث مع شخصيات بارزة ورموز الجالية القبطية في أوروبا.. وكان قداسته خير واجهة لمصر في الخارج وقامة روحية ووطنية يفخر بها الجميع، وهو بالفعل عطية السماء المباركة إلى شعب مصر.
ويختتم قداسته الزيارة التاريخية يوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2013 عائدا إلى أرض مصر استعدادا لاحتفالات عيد الميلاد المجيد.