حذرت من مخاطر التدهور البيئي
الجامعة تطالب بتبني خريطة اقليمية لتفعيل استراتيجية ناجويا للتنوع البيولوجي

طالبت جامعة الدول العربية بضرورة حشد الجهود الاقليمية والدولية لتفعيل الاستراتيجية الدولية للتنوع البيولوجي التي اعتمدت في ناجويا اليابان ، والاستفادة منها من اجل الحفاظ على البيئة في المنطقة و الحد من التدهور البيئي .جاء ذلك في كلمة د. جمال جاب الله مدير ادارة البيئة والاسكان والتنمية المستدامة بالجامعة العربية أمام ورشة العمل الإقليمية رفيعة المستوي حول الأليات المالية المبتكرة وتعبئة الموارد لدعم أهداف الإستراتيجية الدولية الجديدة للتنوع البيولوجي ، التي بدأت اعمالها اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وذلك بتنظيم مشترك من الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة وسكرتارية الإتفاقية الدولية للتنوع البيولوجي ، ومبادرة اللايف ويب وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، المكتب الإقليمي لغرب أسيا.واشار د. جاب الله الى ان قضية الأمن البيئي العربي من القضايا الاساسية التي أولتها الجامعة العربية كل الاهتمام وكانت على رأس الاجندة البيئية لمجلس الوزراء العرب منذ انشائه عام 1992 وذلك من خلال خطة عمل يقوم باعتمادها وتنفيذها كل عامين بالتعاون مع الشركاء المعنيين تهدف الى ارشاد الدول والحكومات بانجع السياسات البيئية لتنفيذ الاتفاقيات البيئية الدولية ، والالتزام الجاد بتنفيذ اهداف الاستراتيجية الدولية الجديدة للتنوع البيولوجي بالتعاون مع كافة الشركاء والتي تمثل الاطار المرجعي لمعظم الاتفاقيات البيئية الدولية ، وفي هذا الاطار جاء القرار بالموافقة على مشروع انشاء الاتحاد العربي للمحميات الطبيعية التي ستستضيف المملكة العربية السعودية المقر الدائم له ويأتي منسجما مع اهداف الاستراتيجية الدولية الجديدة ، وكذلك قرار قمة الكويت الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بالموافقة على انشاء مشروع الاحزمة الخضراء في اقاليم الوطن العربي ، وموافقة مجلس الجامعة على انشاء مرفق البيئة العربي والتي وقعت عليه حتى الآن تسع دول عربية وجائزة مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة والتي تمنح كل عامين لافضل عمل بيئي رائد في المنطقة.ودعا د. جاب الله الى ضرورة تعميق التعاون من أجل مواجهة المخاطر المترتبة على التدهور البيئي والتداعيات المتسارعة لهذا التدهور والتي أصبحت ملموسة في كافة ارجاء العالم ولاسيما المنطقة العربية التي تعاني من التلوث وفقد التنوع الحيوي ، ونقص المياه وارتفاع درجة الحرارة عن المستويات الطبيعية وانتشار الامراض و الاوبئة ، الكوارث الطبيعية ،الانواع الغازية والدخيلة وضعف تطبيق القواني ، الامر الذي يتطلب اعادة النظر بواقعية للسياسات العربية .وقال د. جاب الله أن التدهور البيئي في العالم يمر بمرحلة حرجة للغاية وتكشف الاحصائيات ان هناك أكثر من 1000 سلالة من النبات والحيوان مهددة بالانقراض ، والتنوع البيولوجي أصبح يفقد بكثافة الف مرة من خمسين عاما فاتت ، علاوة على غياب الوعي بالاهمية الحقيقية التي يمثلها النظام البيئي كشريان للامن والحياة.واشار الى أن الحفاظ على التنوع البيولوجي امر ضروري لا يمكن فصله عن مكافحة الفقر بل حددته الاستراتيجية الدولية الجديدة التي اعتمدت بناجويا اليابان كأمر اساسي للتصدي لمشكلة الفقر وتحسين الصحة وتحقيق الامن البيئي وتحقيق التنمية والامن الغذائي.وشدد د. جاب الله على اهمية حماية التنوع البيولوجي وتبني اجندة واقعية لتحقيق اهداف التنوع البيولوجي للفترة 2011-2020 لافتا الى أن الاستراتيجية الدولية الجديدة التي اعتمدها مؤتمر ناجويا ووضعت بشكل طموح اهدافا واضحة وخطة عمل واقعية لحماية التنوع الحيوي للاعوام 2011-2020 راعت فيها احتياجات الدول النامية ومواردها المالية والبشرية المحدودة لتحقيق الاهداف الثلاثة للاتفاقية وهي : الاستخدام المستدام للمكونات والاستخدام العادل والمنصف للموارد الجينية والمعارف التقليدية المرتبطة بها ونقل التكنولوجيا الحديثة وتعبئة الموارد اللازمة لضمان التنفيذ السليم .وقال ان الامر يحتاج الى وقفة جادة في المنطقة العربية لتنفيذ هذه الاستراتيجية الطموحة لافتا الى ان المنطقة تتمتع بتنوع بيولوجي هائل وكثافة سكانية مرتفعة .وشدد على ضرورة توافر ارادة سياسية فعالة لتحديث جذري للسياسات العربية في هذا الاطار وتبني سياسات وطنية سليمة ووقف قرصنة الموارد الجينية والمعارف المرتبطة بها .وطالب باعداد خريطة مستقبلية للاجندة البيئية العربية في ضوء اهداف اجتماع ناجويا وخطة عمل أكي وانسجاما مع الهدف الجديد للاستراتيجية الذي دعا لانشاء الاليات المالية المبتكرة بهذف زيادة التمويل الدولي المتاح لدعم اهداف الاتفاقية وتشجيع الاطراف في اتفاقية الامم المتحدة لتغير المناخ وبروتوكول كيوتو للاخذ في الاعتبار بعد التنوع البيولوجي في آليات التمويل الحالية او المبتكرة لتغير المناخ.وتهدف هذه الورشة التي تستمر على مدى يومين الى بناء القدرات الوطنية في مجال تعبئة الموارد لحسن تنفيذ الإتفاقية الدولية للتنوع البيولوجي ، وتعزيز الإتصال بين الدول العربية والجهات المانحة على المستوي الإقليمي وشبة الإقليمي لتمويل مشاريع التنوع البيولوجي والمحميات الطبيعية لدعم تنفيذ الاستراتيجية الدولية الجديدة للتنوع البيولوجي للفترة 2011-2020 .ومن المقرر أن ترفع نتائج الورشة إلى الاجتماع المقبل لوزراء البيئة العرب المقرر يوم 19 ديسمبر 2010.