الأربعاء 1 مايو 2024 12:05 مـ 22 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الإسماعيلي يكشف حقيقة اعتراضه على حكم قمة الأهلي اليوم: نثق بكل الحكام وندعمهم مصرع مُدرس بحادث انقلاب سيارة ملاكي في ترعة بسوهاج هبوط مؤشر السوق الرئيسي 0.18% في مستهل تعاملات اليوم الأربعاء 11 إصابة تضرب صفوف الأهلي قبل قمة الدراويش في الدوري مجموعة طلعت مصطفى تتصدر تداولات أسهم البورصة خلال أبريل 2024 بنسبة 12% والبنك التجاري الدولي في المرتبة الثانية شوبير يكشف تطورات قضية باتشيكو ومحاولات الزمالك لحل الأزمة العقارات تتصدر تداولات شهر أبريل 2024 بقيمة 13.6 مليار جنيه تراجع أرباح شركة المالية والصناعية المصرية بنسبة 19% خلال الربع الأول من العام الجاري المنتخب الأولمبى يواجه الأرجنتين مرتين وديًا فى يونيو المقبل موعد مباراة النصر أمام الخليج بنصف نهائي كأس الملك محافظ المنوفية يستقبل رئيس الإدارة المركزية لمنطقة المنوفية الأزهرية الجديد بمكتبه بالديوان العام الفارس الأبيض يختتم استعداداته اليوم قبل موقعة البنك الأهلي غدًا الخميس

مقالات

احمد كريمة كتب : فجر الخصومة

 

حذر سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من فجر الخصومة فيما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضى الله عنهما ـ أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها:إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهدغدر، وإذا خاصم فجر» متفق عليه.

ومن صور فجر الخصومة: اختلاق اتهامات، وإطلاق شائعات، وتنابذ بالألقاب، ونهش أعراض، والتمادى فى الخصومات وللأسف تطول «فجر الخصومة» الاختلاف فى الرأى بأنواعه العلمى والسياسى والدعوي، فالعاجز عن إيراد براهين، وسوق حجج، وحشد أدلة، والضعيف عن مقارعة الحجة بالحجة، والمناظرة بأدواتها المعتمدة المعتبرة، يلجأ ـ العاجز والضعيف ـ إلى محاولات رخيصة من محاولة تلمس «عثرات» وفصم سياق، واجتراء حديث، واختلاف مواقف، وتزوير أقوال بتلفيق مرئى أو مسموع أو مقروء، كيداً لمخالف! وهذا المسلك محرم مجرم، قال الله ـ عز وجل: «فاجتبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور» الآية 30 من سورة الحج.

وفى الانفلات الأخلاقى تتناثر اتهامات من مرضى قلوب، ومهزوزى عقيدة، ومعتدين بأقوال وأفعال على أبرياء من كذب وسب وإيذاء وحسد وسوء ظن وبغى وعيبة ونميمة وخوض فى الأعراض.

تتعاظم الحرمات صدورها من مدعى تدين والتزام! وتتأكد الجرائم إلصاقها بعلماء ودعاة، بغية ترهيب.

«وفجر الخصومة» يجتاح القيم الفاضلة ويطول ـ كما سلف ـ رموزاً علمية ودعوية وسياسية من: تكفير وتخوين، وتفسيق وتشريك وعمالة!

ومما يبعث على الغرابة والنكارة معاً استحداث وصف «شيعي» كوصف منفر، لعلماء ودعاة ومشايخ وإعلاميين، ومكمن الخطر والضرر المردود العام وليس الخاص ـ ولا ينتبه المروج والملفق ـ أن هذا يمثل أكبر دعاية لمقولى ومروجى المذهب الإمامى الشيعى خاصة إذا وجه الاتهام إلى عالم داعية أزهري، فلم يحصل فى تاريخ الأزهر السنى الثقافة أن اعتنق أزهرى واحد هذا المذهب، مع تدريس بعض مسائل المذهب فى الفقه المقارن، فى الأعمال البحثية للدراسات العليا كغيره من  المذهب الشيعى الزيدي، والمذهب الإباضي، فليس القول بالتقريب بين المذاهب يكون دعاية لها، وليس التعليق على أحداث أو مرويات تاريخية يكون اقتناع بها! إن مصر المحروسة بأزهرها الشريف قلب الثقافة السنية يعنى بها فى العمل العلمى الاعتقادى مجموع «الأشاعرة والماتريدية» والمذاهب الفقهية المشهورة المتبوعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية، وفى المدارس الروحية الصوفية ـ لا المتصوفة ـ، ولم تفلح محاولات الفاطميين زهاء مائتى عام فى نشر مذهبهم الإسماعيلي، ولن تفلح أى محاولات فى عالمنا المعاصر تغيير الهوية السنية بفضل الله ـ تبارك وتعالى ـ ووجود الأزهر الشريف.

يابنى قومنا: لايحملنكم فجر الخصومة بتعامى وتغابى على إيذاء المسلمين، ومقاصد الدين الحق»إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام»، «كل المسلم على المسلم حرام: ماله ودمه وعرضه»، «اقيلوا العثرات» وإذا ما كان من تنبيه على خطأ فالتثبيت والتعريض والنصح والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة والموعظة الحسنة، «وقل هذه سبيلى ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني» ـ الآية 108 من سورة يوسف.

«وياليت قومى يعلمون» ما فى فجر الخصومة من مضار وإجرام وآثام.