النهار
الجمعة 24 أكتوبر 2025 12:23 مـ 2 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بحوزتهم 12 قطعة سلاح وذخيرة.. القبض على 10 أشخاص خلال حملة أمنية مكبرة في قرية بقنا محافظ أسيوط: ضبط محطتي وقود بأبنوب وحي شرق لتجميع 19 طن من السولار والبنزين المدعم وبيعها بالسوق السوداء محافظ أسيوط: استرداد 154 فدان خلال حملة لإزالة 55 حالة تعدي محافظ أسيوط يعلن دعم الرحلة الجوية الأسبوعية بين القاهرة وأسيوط بتوفير أتوبيس مكيف للمسافرين ووجبة مجانية على متن الطائرة محافظ أسيوط يعلن الانتهاء من 80٪ من المرحلة الأولى للإنشاءات بمجمع صناعات الرمان بالبداري باستثمارات 600 مليون جنيه درع الدفاع الأوروبي المشترك.. بين الطموح والانقسام مواعيد مباريات اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025 والقنوات الناقلة نائب وزير الصحة يتفقد المستشفى العام والنصر للتأمين الصحي بحلوان.. ويوجه بالتحقيق في المخالفات اليوم .. صغار الفراعنة في اختبار برازيلي في ضربة البداية بمونديال اليد بالمغرب مخالفات جسيمة وصرف وهمي للأسمدة.. وزير الزراعة يحيل مخالفات ”الجمعية التعاونية بالعسيلية” في قنا للنيابة العامة وزارة الصحة تعلن محاور المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية موعد مباريات اليوم بكأس الكونيفدرالية 2025ـ2026

منوعات

الرجل الذي لم يستطيعوا شنقه في إنجلترا

أرشيفية
أرشيفية

"يعلم الله إنني بريء" قالها جون لي (John Lee) : بهدوء وبرود حسده عليه جميع الحاضرين في المحكمة، بينما كان يخاطب القاضي الذي اصدر عليه للتو حكما بالإعدام شنقا.
 
وجراء جريمة قتله لسيدة كان يعمل لديها والذي يقول فيها انه لم يكن القاتل، كان في منتهى الهدوء في يوم اعدامه في صباح يوم 23 فبراير عام 1885، تم تقديم آخر وجبة طعام لجون في زنزانته ووقف السجانون متعجبين وهم يشاهدون جون يلتهم فطوره بشهية كبيرة وهو الذي ينتظر إعدامه بعد دقائق معدودة، ولم يكن جون خائفا أو مضطربا ذلك الصباح.
 
ومضى مع السجانين إلى غرفة الإعدام كأنه ذاهب الى نزهة، لم يقاوم أو يصرخ كما يفعل الآخرون، لم يفقد جون تماسكه حتى بعد ان لفو الحبل حول رقبته وكانت تلك المشنقة من النوع الذي يقف فيها المحكوم على بوابة معدنية ترتبط بطريقة آلية بقبضة خشبية طويلة يسحبها الجلاد فينفتح الباب نحو الأسفل ويهوي المحكوم عليه إلى غرفة تحت المنصة ويموت في الحال وينكسر عنقه.
 
جون وقف فوق منصة المشنقة وبدا متماسكا وهادئا كأن الأمر لا يعنيه، وفي تمام الساعة الثامنة صباحا قام الجلاد بسحب القبضة الخشبية التي تؤدي لفتح الباب السفلي، لكن لشدة دهشة الرجل فإن جون ظل واقفا مكانه ولم يهوي نحو الأسفل، فقام الجلاد بأبعاد جون عن المشنقة ثم استدعي ميكانيكي السجن لمعرفة الخلل في الآلة. الميكانيكي كان متأكدا من سلامة الآلة لأنه قام بفحصها عدة مرات في اليوم السابق.
 
ومع هذا قام بفحصها وتجربتها مجددا أمام الجميع، وما إن سحب القبضة الخشبية حتى انفتح الباب السفلي على الفور، وكرر الميكانيكي العملية عدة مرات حتى اطمئن الجلاد إلى أن الآلة تعمل بصورة جيدة، فقام بإيقاف جون مجددا فوق الباب السفلي ولف حبل المشنقة حول عنقه، ومرة أخرى قام الجلاد بسحب القبضة الخشبية لكن جون ظل واقفا مكانه هذه المرة أيضا ولم يتزحزح قيد أنملة. هذه المرة قام السجانون بإعادة جون إلى زنزانته ريثما يقوم ميكانيكي السجن بفحص المشنقة بصورة دقيقة لمعرفة مكامن الخلل فيها.
 
هذه العملية استمرت لقرابة الساعة حتى تأكد الرجل بأن الآلة تعمل بصورة طبيعية وقاما بتجربتها عدة مرات. في الساعة التاسعة والنصف صباحا اصطحب السجانون جون من زنزانته إلى غرفة الإعدام للمرة الثانية، وتارة أخرى قام الجلاد بإيقاف جون فوق الباب السفلي ثم لف الحبل حول عنقه. هذه المرة تمهل الجلاد لبرهة قبل سحب القبضة الخشبية كأنه كان يخشى أن تفشل عملية الإعدام مجددا وهو ما حصل بالضبط عندما سحب الرجل القبضة إذ بقى جون واقفا مكانه بهدوء من دون أن يهوي إلى الأسفل.
 
وجميع من شاهدوا ما حدث ذلك اليوم أحسوا برعشة خفيفة تسري في أجسادهم، الجلاد ضرب جبهته بيده وكاد أن يفقد صوابه فيما تراجع السجانون إلى الوراء وهم ينظرون إلى وجوه بعضهم غير مصدقين ما يحدث، والضابط المكلف بمراقبة تنفيذ الإعدام رفض أن يقف جون على المشنقة مرة أخرى وأمر السجانين بإعادته إلى زنزانته ريثما يقوم بإخبار مدير السجن أولا بتفاصيل ما حدث في ذلك الصباح العجيب.
 
وحضر مدير السجن بنفسه إلى غرفة الإعدام واستمع إلى شهادة الجلاد والسجانين حول ما حدث ثم قام بنفسه بسحب القبضة الخشبية فأنفتح الباب السفلي للمشنقة على الفور، وأمر بإيقاف الإعدام مؤقتا ريثما يكتب إلى مراجعه العليا في لندن شارحا لهم ما جرى بالتفصيل ومنتظرا تعليماتهم.
 
وخلال أيام قليلة وصل الرد من لندن بإلغاء حكم الإعدام الصادر بحق جون لي وتخفيفه إلى عقوبة السجن المؤبد. منذ ذلك اليوم أصبح جون لي مشهورا في انجلترا باسم "الرجل الذي لم يستطيعوا شنقه”.