الخميس 28 مارس 2024 03:53 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

نبيل فهمي ..مهندس فى مواجهة العواصف

نبيل   فهمي
نبيل فهمي

نبيل إسماعيل فهمى وزير خارجية مصر والذى تولى المنصب فى إعقاب ثورة 30 يونية 2013 وبالتحديد فى 13 يوليو واحد من الشخصيات المثيرة بداية من الميلاد فى نيويورك فى يناير من العام 1951 مروراً بدراسته للهندسة ودخوله العمل الدبلوماسى على غير رغبة والده وزير الخارجية الأشهر إسماعيل فهمى الذى استقال فى عهد السادات احتجاجا على كامب ديفيد حيث يواجه نبيل فهمى موقف عالمى بالغ الصعوبة وربما غير مسبوق فى طبيعته وتفاصيلة حيث لا تقتصر الأزمات على أزمة العلاقات المصرية -الأمريكية بل وتمتد إلى الدول الأوربية فضلاً عن مأساوية الحالة العربية بعد ربيعها الذى أوشك أن يتحول خريفاً ..ورغم الجدل الدائر حول شخصية السفير نبيل فهمى ومدى قدرته على التعامل مع هذا السيل الجارف من المشكلات التى تمر بها البلاد بكل تعقيداتها فضلاً عن تناسبه مع الحالة الثورية التى تمر بها مصر إلا أن ثمة اتفاق على أن بعض الأمور تمضى للأفضل وأن عكر صفو هذا التفاؤل ما جرى مؤخراً فى ليبيا من اختطاف للسائفين المصريين وما رافقه من اتهامات بالتقاعس لسفير مصر فى ليبيا عن أداء دوره فى ملف من اعقد الملفات واعنى به تعامل بعثاتنا الدبلوماسية فى الخارج مع ما يتعرض له المصريون فى دول عديدة والذى تزايد بعد مخطط التنظيم الدولى للإخوان بالهجوم على كل ما هو مصرى فى الخارج والتى تجلت بعض مشاهده فيما تعرض له علاء الأسوانى فى باريس وما تعرض له فنانون مصريون فى دول أخرى ..حول نبيل فهمى تاريخه والملفات التى بحوزته وقدرته على التعامل معها تدور السطور التالية : -

 

 

فى البداية من الضرورى التأكيد على أن نبيل إسماعيل فهمى من مواليد نيويورك 1951 أى أمريكى المولد وبالتالى فإنه يعرف الكثير عن أمريكا منذ طفولته ثم شبابه وما تلاه  حيث عمل فى أمريكا سفيراً لمصر لسنوات عدة وهو دبلوماسى مصري. تخرج فى كلية الهندسة بالجامعة الأمريكية وقبل أن يقع عليه الاختيار ليكون وزيراً لخارجية مصر شغل مناصب عديدة كان آخرها  فى أغسطس 2009 عندما تم تعيينه عميداً لكلية العلاقات العامة فى الجامعة الأمريكية فى القاهرة. وهو ابن إسماعيل فهمى وزير الخارجية المصرى الذى استقال أثناء مفاوضات كامب ديفيد عام 1979 .

 

جدل مستمر

ومنذ اختيار السفير نبيل فهمى وزيراً لخارجية مصر فى 13 يوليو 2013 والجدل لا يتوقف حوله ففى حين يرى قريبون من وزير الخارجية  «نبيل فهمي» أنه سيعيد إلى الوزارة هيبتها وإلى السياسة الخارجية المصرية قوتها، وسيجعل من الوزارة شعلة نشاط «.

وأنه سيدفع بالأداء حيال كل الملفات، لما يتمتع به من خبرات عالية خاصة خلال فترة عمله فى واشنطن التى استمرت نحو 10 سنوات «1999 - 2008» ما يجعله فاهماً وملماً بالإستراتيجية الأمريكية حيال مجمل القضايا الدولية فأن أخرين يرون أنه قد لا يكون الأنسب لهذه المرحلة التى تحتاج لوزير ثورى بحسب تعبيرهم لكن هذا الرأى يقابله رأى أخر بأن الأهم هو أن يكون الوزير فاهم جيد للمسرحين الإقليمى والدولى وهو ما يتوفر لنبيل فهمى بحكم الخبرة المتراكمة لدية  ..

جراء تقبله على مدارس مختلفة وعمله السابق كمستشار سياسى للوزير الأسبق عمرو موسي.. حيث يدرك أن الدبلوماسية هى خط الدفاع الأول عن المصالح المصرية ويمارس دوره فى هذا الإطار بما يتيح له إعادة رسم سياسة مصر بعد الهزات التى واجهتها فى الأونة الأخيرة على الصعيدين الأقليمى والدولي.

 

مفارقات

هذا وتحفل مسيرة الوزير نبيل فهمى بمفارقات عديدة أبرزها دخوله المجال على غير رغبة والده الذى رفض مساعدته فى دخول هذا المجال غير أنه «الوزير الراحل إسماعيل فهمى فوجئ بالإبن الشاب يجتاز الامتحان بمهارة فائقة بل ويحتل المركز الأول من بين أقرانه.. بل ويتم اختياره للعمل بمكتب الوزير

لكن المفارقة الأكبر أن يشغل نبيل فهمى منصب والده بعد 36 عاما، من استقالته عام 1977 احتجاجا على مبادرة السلام التى أطلقها السادات دون تشاور مسبق معه.

 

الدبلوماسى الأنيق

من المعروف عن نبيل فهمى أنه من المقربين من عمرو موسى الذى سبق له العمل  بمكتب إسماعيل فهمى و ليس خافياً أن موسى كان يرى فى نبيل فهمى الشخصية الأنسب لخلافته فى الوزارة غير أن الاختيار وقع على أحمد أبو الغيط وقتها.

ويُعرف نبيل فهمى  بأنه الدبلوماسى «الأنيق»..كلماته .. وعباراته معدودة ومحدودة وهو واحد من الدبلوماسيين المشهود لهم بالكفاءة والتروى فى اتخاذ القرار والندية فى التعامل مع الغير، لكن البعض  يأخذ عليه ما يعتبرونه نبرة تعالى فى خطابه ..

 

مفاوض عنيد

ومن المعروف عن نبيل فهمي، منذ أن كان  يترأس واحدة من أهم اللجان التى انبثقت عن المفاوضات الإقليمية متعددة الأطراف وهى لجنة التسلح وضبط الأمن، أنه مفاوض عنيد حيث شهدت أعمال هذه اللجنة سجالا ولم تخل من التراشقات والمواجهات، خاصة مع الوفدين الإسرائيلى والأمريكى وظل على مواقفه مفاوضا صلبا عنيدا لم يلن أبدا تحت أية ضغوط حتى تم تجميد عمل اللجنة بسبب الخلافات التى استحكمت ورفضه التام تمرير مقترحات استهدفت الالتفاف على عملية السلام واستحقاقاتها والقفز إلى تطبيع وإقامة نظام أمنى يتجاهل ترسانة إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل خاصة النووية التى لا تزال تشعل مساحة كبيرة من تفكير واهتمام الوزير نبيل فهمى كما سنرى لاحقاً فى رسالته للأمين العام للأمم المتحدة.

 

مواقف

أما عن موقف نبيل فهمى وزير الخارجية من الأزمة السورية فقد أكد مؤخراً  تأييد مصر للحل السياسى للأزمة السورية وهو الحل الذى يحقق تطلعات وآمانى الشعب السورى فى حياة حرة وديمقراطية وكريمة للجميع ويحافظ على وحدة سوريا كدولة وعلى صيانة أراضيها .

ومما قاله نبيل فهمى فى مؤتمر صحفى مشترك مع الأخضر الإبراهيمى مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية فى سوريا  :إن الهدف المصرى فى النهاية هو تمكين الشعب السورى من خلال عمل سياسى بعيداً عن العنف من أى طرف وتمكينه من تحقيق أهدافه فى الحفاظ على وحدة سوريا بشكل حر وكريم داخل الأراضى السورية لجميع الأطياف وهذا هو نقطة الانطلاق المصرية.

 

وحدة سوريا

وأضاف الوزير بأن مصر لاتتخذ موقف لصالح أحد او ضد أحد إنما لنا تحفظات على الممارسات الغير إنسانية التى يتعرض لها كثيرين فى سوريا وبالنسبة للضمانات أو الضوابط المطلوبة لعقد مؤتمر جنيف 2 .

وقال وزير الخارجية إنه لابد من مشاركة تعكس الأطراف المختلفة ولابد أن يكون هناك إتفاق حول ماهو الهدف من المؤتمر والوصول الى مرحلة إنتقالية تمكن الشعب السورى من اتخاذ قراره فى آليات دولته .

وأضاف الوزير أنه كما ذكر الأخضر الإبراهيمى ان الأساس موجود فى إعلان جنيف 1 والجهد الذى يبذله الإبراهيمى هو جهد مشكور ويهدف إلى دعوة أو ضمان مشاركة الأطراف المعنية التى تؤيد الوصول إلى حل سياسى على أساس جنيف 1 خلال الاجتماع وبدون مشاركتهم سنجد أنفسنا نتحاور دون أطراف رئيسية .

وأشار الوزير إلى أن الاجتماع فى حد ذاته ليس هدفا ولكن الهدف هو الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها وفق إطار وتطمينات موجودة فى جنيف 1 .

وفى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك أكد نبيل فهمى وزير الخارجية أن الشعب المصرى العظيم الذى نجح فى فرض إرادته قادر على القضاء على الإرهاب فى إطار سيادة القانون المتحدة واضاف، إن عزمنا الصادق على استكمال تنفيذ خريطة المستقبل... يتطلب أن نضع نصب أعيننا الحفاظ على الأمن وإنفاذ القانون... والتصدى لمحاولات الترويع والترهيب التى تهدف إلى إعاقة مسار تنفيذها.

ولقد تعرضت بعض الأنحاء فى مصر مؤخرا إلى هجمات إرهابية يائسة وبائسة....لم تفرق فى ضحاياها بين رجل وامرأة، شيخ وطفل، مسلم وغير مسلم من أبناء الوطن...إرهاب، كشف عن وجهه القبيح... يهدف إلى تقويض العملية الديمقراطية وتدمير اقتصادنا.

و اضاف : أؤكد أمامكم، بكل وضوح وثقة، أن الشعب المصرى العظيم، الذى نجح فى فرض إرادته، مصر وقادر على القضاء على الإرهاب فى إطار سيادة القانون ثم طرح الوزير  مبادرة مصر لشرق اوسط خالى من اسلحة الدمار الشامل النوويه والكيماويه حيث قابل السفير معتز أحمدين خليل مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى نيويورك بان كى مون سكرتير عام الأمم المتحدة لإبلاغه رسالة من نبيل فهمى وزير الخارجية بشأن متابعة مبادرة مصر لإخلاء الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل التى طرحها السيد وزير الخارجية فى 28 سبتمبر الماضى من خلال بيان مصر أمام الشق رفيع المستوى للجمعية العامة.

 

رسالة مهمة

تضمنت الرسالة شرحاً للمبادرة، مع دعوة السكرتير العام للتشاور مع الدول المعنية فى أقرب فرصة لاتخاذ خطوات ملموسة لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط، والإفادة بأى أفكار يمكن أن تساهم فى تحقيق هذا الهدف. وقد رحب السكرتير العام بالمبادرة المصرية، وأكد إهتمامه بعقد المؤتمر الخاص بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. ووعد بمواصلة جهوده فى هذا الإطار.

تتضمن المبادرة إلتزام جميع الدول فى منطقة الشرق    بالمواثيق الدولية  الخاصة بأسلحة الدمار الشامل ، وأن تودع لدى مجلس الأمن خطابات رسمية تؤكد ذلك، على أن يتم تنظيم إنضمام جميع الدول المعنية إلى المعاهدات ذات الصلة بالتزامن فى مرحلة تالية. كما تتضمن المبادرة تكثيف الجهود الدولية لعقد مؤتمر إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط الذى تأجل عقده منذ عام 2012 .

وتأتى المساعى الدبلوماسية المصرية فى إطار تعزيز الجهود الدولية من أجل إقناع جميع دول المنطقة التى تمتلك أسلحة دمار شامل أو تلك التى تسعى إلى تطوير هذا النوع من الأسلحة بأن امتلاك أسلحة الدمار الشامل لا يؤدى إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، وأن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو تدمير هذه الأسلحة، ومنع إنتشارها فى منطقة الشرق الأوسط.