النهار
الأحد 16 يونيو 2024 05:44 صـ 10 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

مخطط لإغراق مصر بـ « العبوات الناسفة »

في يوم واحد توالت الانباء والبلاغات عن العثور علي عدد من العبوات الناسفة احدها انفجر في كمين فاصاب مجندين.. ان مصر شهدت خلال الاونة الأخيرة، إستراتيجية جديدة للإرهاب الذى تمارسه بعض  العناصر المتطرفة من مناصرى الرئيس المعزول محمد مرسي،  بهدف إثارة الفوضى ونشر الرعب، وتعطيل خارطة الطريق، حيث كثفت العناصر الإرهابية من محاولات تفجير بعض المنشآت الحيوية بالقاهرة والمحافظات ولحسن الحظ فقد كان الفشل هو الغالب على هذا المخطط ما سوف يدفع من وضعوه لمراجعته وربما عدم الاقتناع  بنتائجه والتراجع عن الاستمرار فيه .

حول هذا الموضوع انقسم النشطاء السياسيون خاصة فيما يتعلق بالإجابة  عن السؤال: من يقف وراء العبوات الناسفة التى يتم العثور عليها فى الفترة الأخيرة ؟ ، ففيما أكد عدد من النشطاء، أن التيار المناصر للرئيس المخلوع مرسى هو من يقف وراء هذه العمليات، قال عدد آخر إنه يشك فى الأمر، ولا يستطيع الجزم بتورط تنظيم معين فى الأمر فاللاعبون فى الساحة المصرية الآن كثيرون .

فمن جانبه، قال اشرف جهاد، عضو المكتب السياسى لحركة التحريريون - تحت التأسيس -، إنه  من الخطأ التطرق لموضوع انتشار ظاهرة التفجيرات وزرع العبوات الناسفة بعيدا عن التطورات الميدانية فى سيناء، مشددا: «رغم أنه واضح جدا عدم وجود أى ارتباط بين المنفذين فى أرض الفيروز وباقى المحافظات ماعدا مدن القناة، إلا أن نجاح عمليات قوات الجيش فى سيناء، تبدو الدافع الأول وراء الهجمات العشوائية بالمحافظات» وعلى رأسها  القاهرة الكبرى .

قنابل بدائية

وأضاف جهاد: الحقيقة أن العبوات التى انفجرت أو عثر عليها بالمحافظات بدائية، كما أن أغلب العمليات تتسم بالعشوائية والسطحية على عكس عمليات سيناء، وهو ما يرجح أن يكون مرتكبيها مجموعة من الإسلاميين الساخطين والغاضبين والذين يعتبرون أن الدولة تحاول منع تطبيق الشريعة، وتقمع الإسلاميين، مشيرا إلى أن الخطير أن هذه الأساليب تبشر بميلاد جيل جديد من التكفيريين، ويبدو أن الظروف السياسية الحالية توفر بيئة خصبة لخروج هذا الجيل، فإصرار الإخوان على رفض الإقرار بالواقع السياسى بعد سقوط مرسى فى موجة 30 يونيو الموجة الثانية للثورة، ولجوء الدولة للحل الأمني، وتصاعد الصراع بين الإخوان والدولة، كلها عوامل تغذى شعور هؤلاء بالاضطهاد والقمع، كما أن توفر طرق صنع القنابل البدائية على الانترنت سيساعد فى تشكل عدة جماعات تكفيرية بصورة عشوائية.

وأكد عضو المكتب السياسى لحركة التحريريون، أنه على الرغم من أن جماعة الإخوان هى جماعة غير عنيفة، إلا أنها توفر الغطاء والبيئة اللازمة لتشكيل موجة جديدة من العنف بشعار الدين، وهى تعلم ذلك، وتحاول غسل ضميرها دوما بالتصريحات بأنها جماعة غير عنيفة، واستطرد: «فى المستقبل، لا أعتقد أن تشكل هذه الجماعات العشوائية خطرا أمنيا كبيرا، إلا إذا نجحت فى خلق قنوات اتصال مع التكفيريين القدامى أو الجماعات الإرهابية الكبيرة الموجودة حاليا، وأعتقد أن مهمة الأمن فى القبض على هؤلاء ستكون سهلة، لكن اللجوء للحل الأمنى فقط سيؤدى إلى تصاعد الغضب والقهر وهو ما قد يؤدى إلى ظهور موجات عنف جديدة».

محاولات شخصية

ومن ناحيته، قال عمرو جيفارا، عضو المكتب السياسى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، إنه لا يستطيع أن يحدد بدقة من المسئول عن وضع العبوات التى انفجرت أو عثر عليها بالمحافظات، وهل تتم بشكل فردى أم بشكل منظم وهل يقف ورائها تنظيم بعينه، أم لا؟ مشيرا إلى أن هناك قنابل يتم إيجادها فعلا، ولكن من يضعها لم يتم ضبطه، ولا نعرف لماذا يضعها، إلى جانب أن القنابل التى يتم وضعها بدائية وتأثيرها محدود جدا، وهذا أمر غريب، لأنه فى ضوء الأحداث التى نراها فى سيناء، فضلا عن تطور الجماعات الجهادية بدرجة كبيرة، يجعلنا نستغرب من ذلك، لأنه من المفترض أن لديهم أسلحة حديثة وقادرون على صنع قنابل أكثر تطورا اللهم إلا ما كان يروجونه عن قدراتهم مبالغ فيه  .

وأشار «جيفارا» إلى أنه يرى بنسبة كبيرة أن القنابل التى تم تفجيرها أو يتم وضعها فى بعض الأماكن ويتم اكتشافها قبل انفجارها، قد تكون نتاج محاولات شخصية وليس عمليات ممنهجة من تنظيم معينه، أو أشخاص ينتمون لتنظيم تم القبض على قياداته ولا يوجد ثمة تواصل بينهم وبين هذه القيادات، ومن هنا تتم هذه العمليات  بناءا على إرادة فردية وليست توجيهات من قيادات بالتنظيم، وبمعنى آخر أن أفراد هذا التنظيم أصبح لديهم عشوائية فى التفكير، وكل فرد أصبح يتصرف وفقا لهواه.

وتوقع عضو المكتب السياسى لحركة شباب من أجل العدالة والحرية، أن تقل عمليات التفجيرات من خلال العبوات الناسفة خلال الفترة القادمة، إلا إذا وقع حدث ضخم يرجعنا لنقطة الصفر مرة أخرى.

اضرار محدودة

من ناحيته، قال الناشط مصطفى مجدي، عضو حركة ناشطون من أجل فلسطين، إنه يشك فى مسألة القنابل التى يتم تفجيرها أو العثور عليها قبل انفجارها فى القاهرة والمحافظات، مشيرا إلى أن بدائية التصنيع، ومحدودية الأضرار التى تنتج عن هذه التفجيرات، يجعلنا نشعر أن ما كان يحدث قبل 25 يناير من المؤسسة الأمنية لفرض الأمن وتمديد الطوارئ ربما يتكرر مرة أخرى، بحيث تقل التفجيرات شيئا فشيئا ويشعر المواطن بالأمان، فضلا عن الاطمئنان لجهاز الشرطة.

وفى الوقت نفسه، أكد مجدي، أنه لا يستطيع الجزم بمن يقف وراء وضع العبوات الناسفة التى انفجرت أو تم العثور عليها قبل انفجارها، موضحا أن ما قاله فى السابق يأتى ضمت دائرة الشك.

وتوقع العضو بحركة ناشطون من أجل فلسطين، أن يقلل عدد القنابل التى يتم العثور عليها فى المحافظات أو تفجيرها، أو تختفى نهائيا لفترة كبيرة، وأن تأخذ الشرطة حقها وأكثر، بل ومن الممكن أن تعود لممارسات ما قبل 25 يناير من تعذيب وخلافه، مشددا على أن المواطن المصرى ليس لديه رؤية واضحة عما يحدث.

مخلفات رابعة

فيما اتهم محمد عطية،المتحدث باسم تكتل القوى الثورية، التيار الإسلامي، وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء التفجيرات التى حدثت ومحاولات التفجير التى تشهدها البلاد فى الآونة الأخيرة، مشيرا إلى التهديدات التى كان يطلقها أنصار الرئيس المعزول من فوق منصة رابعة العدوية بحرق مصر، إلى جانب ما قام به أعضاء الإخوان من هجوم على الكنائس على خلفية فض اعتصام رابعة والنهضة يدعم هذا الاتهام للإخوان وأنصارهم.

وشدد المتحدث باسم تكتل القوى الثورية، أنه على مؤسسات الدولة الأمنية ضرورة أن تتصدى بكل حزم لمحاولات زعزعة الأمن والاستقرار، وجر البلاد إلى الفوضى والإرهاب الذى تسعى جماعة الإخوان المسلمين للوصول إليه، مطالبا بأن يتم الوصول لواضعى هذه القنابل وجميع المخططين لإثارة الفوضى فى البلاد، ومحاكمتهم على كل ما يقترفوه فى حق الوطن.

من جهته، قال الناشط السياسي، أحمد المصري، إنه لا يثق فى أن العبوات التى انفجرت أو التى تم العثور عليها قبل انفجارها تم وضعها من قبل جماعات تنتمى لتيار الإسلام السياسي، مشيرا إلى أنه يشعر أن هذه القنابل يتم زرعها لاستغلالها سياسيا من جانب بعض القوى والنتيجة أنه ، يتم تمديد قانون الطواري، وتستمر الممارسات القمعية التى يرفضها الشعب .

وأرجع المصري، الأسباب التى دفعته لتبنى وجهة النظر هذه، إلى أن القنابل التى تم العصور عليها كلها بدائية الصنع، وأغلبها تم وضعها فى أماكن مكشوفة جدا للجميع، فضلا عن أنه تم إبطال أغلب هذه القنابل قبل انفجارها، وأشار فى الوقت ذاته إلى أن ما تشهده سيناء من أحداث عنف ضد الجيش من قبل جماعة أنصار بيت المقدس والجهاديين تجعلنا نقول فى النهاية :»كل شيء ممكن».

وفى كل الحالات فأنه من الضرورى  اليقظة والحذر بالقرب من الجامعات والمدارس والأسواق وكافة التجمعات الكبيرة

الخطر الحقيقى

جدير بالذكر أن أربعة أفراد شرطة وشرطيان ومواطنان قد أصيبا مع نهاية الأسبوع الماضي، إثر قيام مجهولين بمهاجمة الكمين الشرطى المتواجد أعلى كوبرى مسطرد تجاه المطرية بقنبلة يدوية، فيما انفجرت فى القناطر الخيرية، تزامناً مع قنبلة كمين مسطرد، قنبلة بدائية الصنع أخرى ألقاها مجهول على كمين بسوس على الطريق الدائرى دائرة مركز القناطر الخيرية، مما أسفر عن تلفيات بسيارة الكمين وتلفيات بحجرة تابعة له دون أن تسفر عن خسائر فى الأرواح .

لكن ثمة مخاوف حقيقة من استمرار هذا النهج الاجرامى الذى سيتسبب لا محالة فى سقوط أبرياء ويبقى الخطر الحقيقى من أى انفجار قد يقع وسط تجمع بشرى وساعتها ستقع كارثة بكل المقاييس لا قدر الله.