النهار
الإثنين 20 أكتوبر 2025 09:27 صـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
محافظ أسيوط يتفقد المعرض الدائم للحرف اليدوية والتراثية محافظ أسيوط: تشغيل المعدة المائية الألمانية بعد سنوات من التوقف لإطلاق منظومة متكاملة لتطهير المجاري المائية وتحويل ورد النيل إلى أعلاف قاعة الاحتفالات الكبرى تشهد جلسة حوارية حول: الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم العالي: منظور قيادي ”كشف الغموض”.. مؤتمر دولي لاضطرابات حركية الجهاز الهضمي في مصر جهاز مدينة العبور يواصل التصدي للباعة الجائلين ونباشي القمامة رئيس مدينة مرسى علم يوجه بتنفيذ حملة مسائية لرفع الاشغالات سقط داخل المسجد.. وفاة مُسن إثر أزمة قلبية خلال صلاة الجنازة على خاله في قنا احياء الإسكندرية..حملات مكثفة على المواقف للتأكد من الإلتزام بالتعريفة الجديدة للركوب محافظ الإسكندرية: مستعد لدعم جميع الأفكار والمقترحات للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن اختيار امين اتحاد الفنانين العرب مستشارا فنيا لمهرجان VS-FILM 2 خلال تركيب الإكسسوارات.. اشتعال النيران داخل سيارة ميكروباص في قنا قصة محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. ماذا حدث؟

منوعات

ما لاتعرفه عن عمارة رشدي المسكونة بالأشباح

عمارة رشدي المسكونة
عمارة رشدي المسكونة

هذة قصة حقيقية يعرفها أهل إسكندرية، حيث توجد فى منقطة رشدى عمارة الكل يعرفها اسمها عمارة الأشباح، مهجورة منذ الستينيات، لا يقوى أحد على اقتحامها، وكل من سولت له نفسه أن يسكنها كان يواجه نهاية مأساوية، مثل الرجل اليونانى الذى سكن لمدة يومين، ثم اختفى هو وعائلته كلها فى حادثة مركب صيد، أو الرجل الذى ألقى بنفسه من الدور الأخير بعد ليلة كان صراخه خلالها يشق سكون ساحل البحر الأبيض كله، أو العريس الذى فوجئ بعد ساعة من دخول الشقة مع عروسه ببقع دم تنسال من الجدران وقط كبير يطاردهما إلى أن استيقظا فوجدا أنفسهما، فاقدين الوعى فى الشارع شبه عرايا، دراما لا تنتهى، جعلت حارس العمارة يسد مداخلها كلها بالطوب والخشب حتى لا يدخلها أحد، تاركا للأشباح مهمة إدارتها دون تكدير.

كانت السنوات تمر ولا حديث عن العمارة إلا وقد اختلط بحكايات الرعب، لدرجة أن كل من يمر فى الشارع الذى توجد به العمارة كان يلتزم الأدب والهدوء ويسرع الخطا ويتحاشى حتى النظر إليها حتى لا يصيبه من أذى سكانها شيئا، كان هناك حفنة من البشر تولوا التنظير للعمارة مدعومين بلغة الثقافة الشعبية، كانوا حراسا مثقفين للأسطورة، يدعمون بقاء الأشباح فى سلام منعا لأذى أكبر، منهم من كان يروج لفكرة أن أساسات العمارة تم صبها فوق مصحف وقع من يد أحد العمال فصارت ملعونة، ومنهم من يقول إن العمارة أنشئت بشراكة بين مصرى ومغربى وعندما نصب الأول على الأخير استعان المغربى بالسحر السفلى ليمنع المصرى من الاستفادة بالعمارة.

مرت السنوات وتحولت العمارة إلى أمر واقع لا يقوى أحد على مناهضته إلا سرا بكلمات نضالية عن الجهل الذى يطبق بأذهان جموع الجماهير، لكن كلماتهم كانت بلا أى تأثير، بل إنها كانت لعنة على أصحابها، إذ تحولوا فى نظر الجموع إلى أشخاص يتبجحوا على السحر والجن، وكلاهما ذكر فى القرآن.

وفى يوم ما استيقظت الإسكندرية على صفحة تم إنشاؤها على الفيسبوك، أنشأها شاب اسمه الزعيرى، يحرض الجموع على اقتحام عمارة الأشباح، كان عدد المشاركين فى الصفحة يزداد بمرور الوقت، إلى أن حدد المشرفون على الصفحة ساعة الصفر، وطالبوا الجماهير بالاحتشاد عند العمارة للقضاء على الأسطورة.

تجمع كثيرون هناك فى الموعد المحدد وكلهم حماس لتحرير الجميع من الوهم بمن فيهم غير المهتمين، تسلل الشباب عبر سور فيلا ملاصقة للعمارة، ثم دخلوا إلى العمارة واحدا تلو الآخر، كان بينهم من يحمل مصحفا وبينهم من يرفع الصليب، دخلوا إلى العمارة ثم غابوا قليلا، ثم خرجوا من جديد إلى الشرفات فصفقت لهم الناس بهستيريا.

نجحت المهمة وصور الشباب من الداخل كليبات تكشف للناس كم هى هشة هذه العمارة، وكم هو زائف هذا الخوف المسيطر، كانت الكليبات التى صورت بين الجماهير فى الشارع تتضمن طول الوقت رجلا كبيرا فى السن ممتعضا، مما حدث ويحذر من باب الجحيم الذى انفتح على الجميع، أو يبدى خوفه من العواقب المحتملة، خصوصا أن سكان المنطقة لم يشكوا من الوضع.

حدثت فوضى ما انزعج منها كثيرون، فتدخلت الشرطة تحت ترحيب كبار السن وتم إخراج الشباب، وإغلاق العمارة ولكن بصورة أكبر صرامة.

هنا شعر الشباب بالإحباط بعد أن فقدوا قصة تدعو للفخر عن الخوف الذى أزاحوه من قلوب الناس، من المؤكد أنك قادر على تخيل مدى حزنهم، وعلى تخيل مدى رضا كبار الناس عن أنفسهم وشعورهم براحة الضمير.

لكن الأمر الذى لن تستطيع أن تتخيله هو تلك الفرحة العارمة التى يعيشها الآن أشباح العمارة.

موضوعات متعلقة