تايمز : الناتو يحجم عن تحديد هوية عدوه

أ ش أتوقع سكرتير عام حلف شمال الأطلنطى (الناتو) اندريه فوج راسموسين أن يتصدر القمة السنوية للحلف التى تعقد الشهر الحالى فى لشبونة موضوعان رئيسيان هما التوصل إلى اتفاق لبناء نظام دفاعى صاروخى فى نطاق الحلف ، ومراجعة الأمور الخاصة بالحلف مع روسيا التى قبل رئيسها دعوة لحضور القمة ، وقال إن موسكو سوف تستكشف تعاونا حول الدفاع الصاروخى.وذكرت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير لها اليوم الأربعاء - فى التقرير الذى أوردته عبر موقعها على شبكة الانترنت - أن الناتو مازال يتفاوض بشأن نقاط رئيسية فى عقيدة استراتيجية جديدة تعتبر الأولى من نوعها منذ 1999 والتى يتم إعلانها فى لشبونة ، وان تلك الموضوعات تشمل نزع السلاح النووى الذى يقسم فرنسا وألمانيا وعلاقة التحالف مع الاتحاد الاوربى المتورط كما هو معتاد فى تداعيات قبرص واليونان وتركيا.وقالت الصحيفة إن موضوع الدفاع الصاروخى يمثل إشكالية بشكل متعادل يبدأ بمنطقية امتلاك شئ من هذا القبيل ، وإن راسموسين وهو رئيس وزراء دانماركى سابق احجم فى مقابلة مع الصحيفة فى مكتبه فى بروكسل عن تحديد المكان الذى يأتى منه التهديد الصاروخى .ونقلت الصحيفة عن راسموسين قوله إن اكثر من 30 دولة فى العالم تمتلك تكنولوجيا صواريخ وبوسع بعضها ضرب أهداف فى أراضى التحالف.وترى صحيفة نيويورك تايمز فى تقريرها أن التهديد الرئيسى من إيران التى تبنى صواريخ متطورة إلى جانب برنامجها النووى ، وأن الرئيس الامريكى باراك أوباما والأوربيين مع ذلك يعرضون حاليا جولة أخرى من المحادثات للايرانيين لدفعهم إلى وقف تخصيب اليورانيوم ، وأن تركيا لاترغب أن ينظر إلى نظام صاروخى على أنه يستهدف طهران ومن ثم فهى فظة من الناحية الدبلوماسية لذكر إيران.وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا أيضا لاتذكر كتهديد مع افتراض رغبة الحلف لاقامة علاقة أفضل مع موسكو واستعداد الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف القدوم إلى لشبونة وبحث مشاركة روسيا فى الدرع الصاروخى الجديد الذى أدانه سلفه وخليفته المحتمل فلاديمير بوتين بشكل دورى.وقالت الصحيفة إن ذلك كله يمثل تغيرا من عام 2008 فى بوخارست برومانيا عندما أحدث بوتين ضجة بعشاء القمة وأعطى الرئيس الامريكى حينئذ جورج بوش محاضرة بشأن التطويق ومخاطر دعوة أوكرانيا وجورجيا للانضمام للحلف.وتابعت الصحيفة نقلا عن راسموسين اننا سوف نطور نظام دفاع صاروخى يستند إلى الناتو ولكن فى الوقت نفسه سوف نوجه الدعوة لروسيا للتعاون ومن ثم بالطبع يتعين علينا صياغة كيفية التعاون ، وأن الدفاع الصاروخى يمثل القدرة القصوى لتعزيز تعاوننا.وأوضحت الصحيفة أنه يتعين على راسموسين أن يؤدى مهمة دقيقة فى روسيا التى يبدأ زيارتها اليوم للاعداد لاجتماع القمة التى تعقد بعد أسبوعين فى وقت تتوتر فيه العلاقات بين روسيا والناتو.وأكدت أن بوتين يعتبر توسع الناتو إلى أجزاء من الاتحاد السوفيتى السابق على أنه هجوم فيما واجه الغرب تحديا من خلال احتلال روسيا لاقليمين رئيسيين بجورجيا بعد الحرب الروسية - الجورجية عام 2008 نظر اليهما الحلف بوجه عام على أنه رد موسكو السريع اللاذع على تعهد الناتو الغامض لعضوية جورجيا وان موسكو مازالت ترفض سحب قواتها.ونقلت الصحيفة عن راسموسين قوله فى معرض رده على سؤال حول ماسوف يبلغه للجورجيين القلقين بشأن اعادة الضبط مع روسيا إن الحلف لن يعترف بالاستقلال او الحكم الذاتى او الضم للاقليمين الاثنين ابخازيا واسوتيا الجنوبية ، وأنه يواصل احترام سيادة جورجيا وتكامل أراضيها ، وأن الناتو سوف يفى بتعهده لأن يوافق فى يوما ما على عضوية جورجيا وأوكرانيا على حد سواء.وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن راسموسين أشار إلى أن علاقة تحالف وثيق مع روسيا سوف تساعد جورجيا على استعادة أرضها ، معربا عن اعتقاده بأن تحسين العلاقات بين الناتو وروسيا هى افضل فرصة لضمان حلول سلمية لنزاعات من هذا القبيل .وأشارت الصحيفة إلى انه فى معرض رده على سؤال حول التخطيط للدفاع على جميع أعضاء الناتو بما فى ذلك دول البلطيق وبولندا - الامر الذى ترك بدون وضوح فى السابق - قال راسموسين لن نخوض على الاطلاق فى تفاصيل بشأن خطتنا العسكرية ولكن استطيع أن أؤكد لكم ويذهب ذلك لكل الحلفاء أن لدينا الخطط اللازمة فى المكان المناسب للدفاع عنهم ضد اى تهديد.وتابعت الصحيفة أن راسموسين أوضح أن الناتو وموسكو يسعيان لايجاد مجالات اهتمام أمنى متبادل ومن ثم يعملان سويا بشأنها وموضوعات مثل افغانستان والإرهاب والمخدرات والقرصنة والحرب الالكترونية وحتى الدفاع الصاروخى فى الوقت الذى ينحيان جانبا مجالات مثار جدل مثل جورجيا واوكرانيا.واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول بأن نقطة العقيدة الجديدة للحلف تعليمية تسعى إلى إجابة على السؤال لماذا مازال الناتو هنا؟ وأن القمة القادمة حسبما قال أحد السفراء تهدف إلى تحويل منظمة أسست على الدفاع الاقليمى ضد تهديد محدد وتحويلها إلى منظمة أكثر ديناميكية ومرونة تكون معنية ببناء أمن وتعزيز سلامة مواطنيها عبر التعاون مع اخرين .وكان راسموسين اقترح في وقت سابق إنشاء درع من فانكوفر الكندية إلى فلاديفوستوك الروسية عن طريق ربط منظومتي الدفاع المضاد للصواريخ للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإشراك روسيا في هذه المنظومة الشاملة.لكن راسموسين أضاف فيما بعد قائلا إن الدرع الصاروخية الأوروبية ستكون، في تصوره، مجرد إضافة لعقيدة الردع النووي للناتو.وستتم مناقشة هذه المسألة خلال قمة الحلف في 19-20 نوفمبر الحالي في لشبونة.كما سيشارك الرئيس ميدفيديف فى قمة روسيا-الناتو في 20 نوفمبر والتي ستجري لأول مرة منذ عدة سنوات.