قياديون من أنصار الرئيس المعزول حرضوا علي اقتحام دار الحرس الجمهوري
يصف خبراء إستراتيجيين ما جري أمام الحرس الجمهوري بالكارثة ويعتبرونها جريمة استراتيجية لجماعة الإخوان التي ماذا تعني المنشأت العسكرية فهذه المنشأت التي لا يُسمح فيها بالاقتراب أو التصوير لا يمكن أن تقبل بالاقتحام .. حيث ثمة اتفاق في كل دول العالم علي أن أي محاولة لاقتحام مؤسسة عسكرية يتم التصدي لها باطلاق النيران .. الاشتباكات التي شهدها محيط دار الحرس الجمهوري، فجر الأثنين ، بعد محاولة عدد من تنظيم الإخوان ومؤيديه اقتحام مقر الدار، اسفرت عن مقتل مايقرب من 60 شخصاً بعد وفاة بعض المصابين كما أسفرت عن إصابة أكثر من 300 شخصاً بينهم إصابات خطيرة ، بحسب ما أعلنه الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف .
جدير بالذكر والاهتمام أن محاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري جاءت في أعقاب تحريض من صفوت حجازي ضد الدار وضد وزارة الدفاع مشيرا لاحتمال وجود مرسي بإحدهما وأنهم سيخرجونه ليعيدونه رئيساً لمصر .
فور وقوع الكارثة قام المستشار محمد البشلاوي، رئيس نيابة شرق القاهرة بإشراف المستشار مصطفي المحامي العام الأول للنيابات، من مناظرة جثث أحداث الاشتباكات التي دارت بين أفراد جماعة الإخوان المسلمين وقوات الحرس الجمهوري. وأمر إبراهيم صالح رئيس نيابة مصر الجديدة، بسرعة إنهاء التقرير الطبي المبدئي لبيان سبب الوفاة لهذه الحالات التي توفيت في معظمها نتيجة الإصابة بالرصاص الحي .
فيما قالت القوات المسلحة، في بيان رسمي لها صباح الأثنين، إنه في الساعة 400 يوم 8/7 / 2013 ، قامت مجموعة إرهابية مسلحة بمحاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري بشارع صلاح سالم، والاعتداء علي قوات الأمن من القوات المسلحة والشرطة المدنية، مما أدي إلي استشهاد ضابط وإصابة عدد من المجندين، منهم 6 حالتهم خطيرة، تم نقلهم إلي المستشفيات العسكرية.
وأشار البيان إلي أن القوات نجحت في القبض علي 200 فرد منهم وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف، وتم فتح طريق صلاح سالم وجار القبض علي باقي الأفراد، لافتاً إلي أن جهات التحقيق القضائية تباشر الإجراءات القانونية تجاه الأفراد الذين تم القبض عليهم.
وأهابت القوات المسلحة بالمواطنين عدم التعرض للوحدات العسكرية والمنشآت والأهداف الحيوية.
شهود عيان
وقد اختلفت روايات شهود العيان فحسب بعض الشهود فإن القوات المسلحة أو عناصر الشرطة المدنية لم تكن أبداً هي من بدأ بإطلاق النار علي المتظاهرين من جماعة الإخوان المسلمين أمام دار الحرس الجمهوري ، ولكنها ردت علي قيام عناصر مسلحة من جماعة الإخوان المسلمين بإطلاق النار علي قوات الجيش الموجودة أمام دار الحرس الجمهوري في شارع صلاح سالم، من أعلي مبني الجهاز المركزي للمحاسبات وأحد المساجد الموجودة هناك، الأمر الذي أدي إلي إصابة العشرات من قوات التأمين في حين قالت روايات أخري لشهود آخرين روايات مخالفة لذلك ويبقي الحسم لجهات التحقيق المختصة التي تواصل عملها لاستجلاء وإظهار الحقيقة فيما جري من أحداث مدانة من معظم القوي السياسية والشعبية.
وكان مصدر أمني أكد أنه تم القبض علي أكثر من 200 شخص من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وبحوزتهم العديد من الأسلحة الآلية وطلقات الخرطوش والأسلحة البيضاء، مضيفًا أنه تم احتجازهم بنادي الحرس الجمهوري لحين معاينة النيابة.
النور ينسحب
وفي السياق نفسه، أعلن حزب النور السلفي قراره بالانسحاب فوراً من كل مسارات التفاوض السياسي، كرد فعل أولي علي أحداث الحرس الجمهوري.
وحسب نادر بكار، المتحدث باسم الحزب فإن الحزب لن يسكت علي مذبحة الحرس الجمهوري، وأن الحزب كان يريد حقن الدماء وهي الآن تراق أنهارا. لكن قياديون بالحزب أكدوا للنهار أنهم يتواصلون مع الأحداث ومع قيادات الدولة وأن الانسحاب من خارطة المستقبل لا يعني الغياب التام عن المشهد
واتخذ حزب عبد النعم أبو الفتوح " مصر القوية " ذات الموقف وجمد- موقفه من الحوار وطالب بالمحاسبة عما جري أمام القصر الجمهوري
و توالت ردود أفعال القوي السياسية علي أحداث الحرس الجمهوري فجر الإثنين، والتي راح ضحيتها عشرات القتلي ومئات المصابين وفي الوقت الذي اتهمت فيه القوي السياسية جماعة الإخوان المسلمين بأنها تقف وراء الأحداث وتريدها حربا أهلية، ناشدتها أيضا بالرجوع إلي صوت العقل فالدم المصري حرام.
وقال أحمد فوزي الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي،إن ما حدث أمام الحرس الجمهوري أمر مؤسف للغاية وما كنا نتوقع أن تصل الأمور إلي هذا الحد لافتا إلي أن أي مصري لا يتحمل علي الإطلاق مسئولية إسالة دم أخيه المواطن.
وأكد فوزي أن جماعة الإخوان المسلمين تدفع بشبابها في صدامات أكثر مما نتخيل، ولا يجب أن تضحي بهم بهذه الطريقة في الوقت الذي ناشد فيه فوزي قيادات جماعة الإخوان المسلمين أن تلجأ لصوت العقل وتترك هذا العنف الذي يؤدي إلي إسالة الدماء.
الحرب الأهلية
كما أدان اللواء سفير نور مساعد رئيس حزب الوفد أحداث الحرس الجمهوري، لافتا إلي أنها محاولة لجر مصر إلي حرب أهلية واحتراب بين فئات الشعب وكلنا نعلم منذ الصغر أن المناطق العسكرية ممنوع الاقتراب منها، أو التصوير فما بالنا بأن هناك معتصمين أمامها ويحاولون اقتحامها.
وأضاف مساعد رئيس حزب الوفد، أن القوات المسلحة المصرية وقفت علي نفس المسافة من الجميع فقامت بتوزيع العصائر في رابعة العدوية، كما فعلتها في ميدان التحرير، ولا يجوز أبدا الاعتصام أمامها أو محاولة اقتحامها.
وأكد عبد الله المغازي المتحدث باسم حزب الوفد، أن الاعتداء الذي يتم من جماعة الإخوان المسلمين وحلفاءهم ضد القوات المسلحة مرفوض تماما فهم يريدون بهذا المشهد صداما حقيقيا مع الجيش المصري، محملا المسئولية الكاملة في هذه الأحداث إلي قيادات الجماعة.
وأضاف المغازي، أن قيادات الجماعة تريد أن تجعلها حربا أهلية لا يعلم مداها إلا الله مطالبا بسرعة إصدار الإعلان الدستوري والإعلان عن تشكيل الحكومة وعلي جماعة الإخوان المسلمين أن تراعي أن الدماء المصرية حرام، ولا يمكن قبول تصعيد المشهد علي النحو الحالي.
وكما كشفت عدد من الفيديوهات فإن صفوت حجازي قد حرض علي العنف ما أدي ، إلي محاولة اقتحام دار الدفاع الجوي ، وخطب وسط حشود من جماعة الإخوان قبل الاشتباكات بساعات قائلاً: "لن نخرج من الميدان خوفاً من الاعتقال لكن طمعاً في الشهادة وانتظاراً للشهادة في سبيل الله في هذا الميدان.. الدكتور مرسي، الرئيس المعزول، إما في دار الحرس الجمهوري أو في وزارة الدفاع، وسنخرجه وسيكون هناك خطوات تصعيدية ضخمة لا يتخيلها أحد"، وتابع: "خطوات لا أستطيع أن أفصح عنها وسيخرج الرئيس مرسي ليعود إلي قصره وسيكون هو رئيس الجمهورية".
وخلال محاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري، التي تصدت لها عناصر القوات المسلحة، اشتعلت النيران في مبني شركة النيل للطرق والكباري بمدينة نصر، إثر إلقاء زجاجات المولوتوف بشكل عشوائي لكن قوات الإطفاء تمكنت من إخماد الحريق ولا تزال تداعيات الحدث تلقي بظلالها علي المشهد السياسي في مصر وربما لفترة لن تكون قصيرة .


.jpg)

.png)



.jpg)



