النهار
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 11:18 مـ 25 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
نقيب الإعلاميين: إطلاق مشروع مشترك للإنتاج الإعلامي الرقمي بين النقابة والجامعة البريطانية ”البروفة” الأخيرة قبل أمم إفريقيا.. منتخب مصر يفوز على نيجيريا بثنائية بتوجيهات وزير الشباب والرياضة تطوير ملعب مركز شباب بويط بالبحيرة ضمن خطة الدولة لتحديث البنية التحتية الرياضية أبعاد توظيف إيران لخطوط السكك الحديدية كسياسة جديدة للتغلب على أزماتها الداخلية تقليل دور إيران في دبلوماسية الطاقة.. أزمة جديدة تواجهها الجمهورية الإسلامية الجيش الإسرائيلي واجه أزمة طاحنة.. ماذا يدور في الداخل؟ رعب إسرائيلي من أنظمة التسليح بالشرق الأوسط.. كواليس مهمة تعادل إيجابي بين مصر ونيجيريا في الشوط الأول وديًا استعدادًا لأمم أفريقيا تجربة نادي ”رع” تخطف الأضواء في سنة أولى ممتاز ب غرق خيام النازحين يزيد معاناة غزة بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع توافد الجالية المصرية في باريس على لجان الاقتراع للمشاركة في انتخابات مجلس النواب 2025 برئاسة محمد مطيع.. منتخب مصر للجودو يهيمن على أفريقيا في أنجولا 2025

تقارير ومتابعات

كواليس عزل مرسي

كل إشارات وتصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسي منذ توليه وزارة الدفاع كانت تؤكد علي دقة رصد الجيش المصري لتطورات الأوضاع علي الساحة السياسية وحالة الانقسام المتزايد بين الرئيس والمعارضة وتحسب بدقه مخاطر استمرار مرسي رئيساً في ظل تردي الأوضاع وتزايد الغضب الشعبي ضده والإضرار بالأمن القومي لمصرعبر سياساته وقد قالها الفريق أول عبد الفتاح السيسي صريحة في فيديوهات متاحة علي اليوتيوب " لن نسمح بسقوط هذه البلد وهي التي تهمنا ولا نريد أن نصل لمرحلة يصبح الجيش فيه مضطرا للبقاء عشرات السنيين في شوارع مصر " كما حذر قائد الجيش مراراوتكرارا الرئيس مرسي من عدم السعي لمواجهة الأزمات المتراكمة لكن الرئيس مرسي كان قد منح إحدي أذنيه لمكتب الإرشاد والأخري للخارج وخاصة لأردوغان الذي دفعه لعدم الاستجابه لمطالب المعارضة إضافة لأوباما الذي كانت رسائله هي المساندة لنظام الأخوان لأبعد مدي استناداً لتقارير سفيرته بالقاهرة " آن باترسون " التي أكدت له استمرار الإخوان طويلاً في السلطة مستندة لهشاشة المعارضة وعدم وجود البديل واستحالة قيام ثورة ثانية في عامين في بلد واحد متجاهلة غضب الشعب المتزايد من السياسة الاقصائية للأخوان .. في الوقت الذي تجاهل فيه اوباما تقرير مخابراتي أمريكي تم تسريبه عمداً لدورية " أمريكان انترناشيونال " المتخصصة في الشئون الدفاعية والمخابراتية في بداية يونيه 2013 جاء فيه أنه لم يعد بإمكان الإدارة الأمريكية إنقاذ الرئيس المصري محمد مرسي من السقوط مشيرا إلي أن سقوط نظام مرسي والإخوان أصبح وشيكا جدا.

                                                                                                                                                                                                                                          الإخوان واوباما

وأضاف التقرير الذي نشرته دورية أمريكان انترناشيونال إلي أن كل التقارير الواردة من مصر للجهاز تشير إلي أن الشعب المصري يتجه إلي إقصاء نظام الإخوان المسلمين الحاكم، عن المشهد السياسي في مصر، واستبداله بنظام حكم جديد بمظاهرات قال التقارير أنها ستكون عارمة وغير مسبوقة نهاية شهر يونيو 2013 .

وأضاف التقرير أن الوضع السياسي يتغير في مصر بشكل درامي، مشيرة إلي أن التقديرات الأمريكية التي ذهبت إلي أن حكم الإخوان المسلمين في مصر يمكن أن يستمر ثلاثين أو أربعين عاما هي تقديرات خاطئة خاطئة، حيث لن يصمد الرئيس الإخواني المنتخب أكثر من عام واحد منذ وصوله إلي سدة الحكم ما يتطلب من الإدرة الأمريكية اتخاذه في الحسبان .

وقال التقرير أنه رغم أن الرئيس المصري وقادة جماعة الإخوان المسلمين يستمعون جيدا إلي مطالب الإدارة الأمريكية، لكن تشبثهم بالسلطة، ومحاولة السيطرة علي مقاليد الأمور في مصر وإقصاء جميع المعارضين، إضافة إلي الفشل الاقتصادي الكبير الذي يضع مصر علي حافة الإفلاس جعل المصريين ينقلبون سريعا جدا علي حكم الإخوان، حتي أن أحزاب إسلامية مثل النور ومصر القوية الذين ساندوا مرسي أعلنوا تخليهم عنه .

الجيش مستعد

وأشار التقرير صراحة إلي أن الجيش المصري يبدو مستعدا لأحداث مهمة ستجري في مصر ، وعلي عكس بدايات الثورة المصرية التي استعان فيها الإخوان المسلمون بجماعة حماس من غزة لمقاومة الشرطة المصرية، يبدو أن الجيش المصري أقام نقاط إرتكاز قوية جنوب العريش، بحيث يبدو أن تسلل عناصر فلسطينية إلي العاصمة المصرية والدلتا كما حدث في يناير أصبح أمرا شديد الصعوبة.

وبحسب التقرير فإن الجيش المصري الذي فرض سيطرته علي سيناء الحدودية مع غزة وإسرائيل، يضع المعابر بين سيناء وباقي مصر تحت رقابة مشددة بحيث يستحيل عبور مقاتلين فلسطينيين للضفة الشرقية لقناة السويس، الأمر الذي يجعل الإخوان يقفون هذه المرة عاريين في مواجهة خصومهم من القوي المدنية ومن الشعب المصري الراغب بشدة في الخلاص من الرئيس محمد مرسي.

الجماعة الإسلامية

وحسب المعطيات علي الأرض يذكر التقرير أن الجماعة الإسلامية وهي منظمة إرهابية، تتمركز بشكل خاص في صعيد مصر، ولا يتعدي عدد أعضائها ثلاثة الاف شخص، معظمهم من الإرهابيين السابقيين الذين قضوا عشرات السنين داخل سجون الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ورغم تلويحهم باستخدام العنف ضد معارضي الإخوان والرئيس المصري، فإن قدرة الجماعة الإسلامية علي القيام بعمليات عنيفة ضد المعارضين تبدو محدودة جدا.

ويري التقرير أن حلفاء الإخوان الأخرين هم في الغالب مجموعات صغيرة خرجت من الجماعة الأم، لكنها لا تمتلك قدرات تنظيمية وعددية كبيرة قادرة علي إحداث فارق في الشارع إذا احتكم الفريقان المتصارعان في مصر إلي لغة السلاح.

وذهب التقرير إلي أن الإخوان المسلمين الحاكمين في مصر لا يتعدي أفرادهم نصف مليون شخص علي اقصي تقدير، لكنهم في بلد يزيد تعداده علي 90 مليون شخص، لن يكون لهم تأثير كبير، إذا يفترض أن تبقي أعداد كبيرة منهم لحماية مقار الجماعة ومنشأتها الاقتصادية في مختلف المحافظات المصرية، بينما العاصمة القاهرة وهي الأكثر سكانا في المحافظات المصرية، والأغني، والتي تتمركز فيها الطبقة الوسطي المصرية، لاتدين بالولاء للإخوان، وصوتت في الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس محمد مرسي، وكانت واحدة من ثلاث محافظات صوتت ضد الدستور الذي أشرف عليه الإسلاميون.

وانتهي التقرير إلي أن كل الطرق تشير إلي أن نظام حكم الإخوان في مصر سيسقط بنهاية شهر يونيو ، وبالتالي فإنه علي الإدارة الأمريكية كما يقول التقرير أن ترفع يدها عن الإخوان بشكل نهائي، وأن تتأهب للتعامل مع نظام سياسي جديد سيحكم مصر.

وأخطأ أوباما التقدير وهو يدفع الثمن الآن

تحريض تركي

أما الحليف التركي للإخوان وكما كشفت صحيفة "ميللييت" التركية فإن الرئيس محمد مرسي رفض أي شكل من أشكال تقاسم السلطة مع المعارضة، وجاء الرفض قبل أسابيع من يوم "30 يونيو"، بتحريض من رجب طيب أردوغان.

وقد قام بالوساطة من أجل تشكيل الحكومة وزير خارجية عربي، ربما القطري أو الأردني، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس تحديداً. وكانت الخطة تقضي بتشكيل حكومة جديدة تضم الجميع مع نقل صلاحيات رئاسية إلي رئيس الحكومة

ولكن رفض مرسي، كما تنقل الصحيفة، كان نتيجة نصيحة من حكومة "حزب العدالة والتنمية" في تركيا، بأن يصمد ولا ينحني مهما كلف الثمن، وأن يتمثل بموقف أردوغان الرافض لمطالب المحتجين علي سياساته في "ميدان تقسيم". وهو ما حصل.

وبحسب الصحيفة، فإن الأمر المؤكد أن جماعة "الإخوان المسلمين" لم تكن تعتقد أن حقيقة ما سيحدث، وهو التقييم الذي نام عليه مرسي وأردوغان، فكان قرار قيادة الجيش مفاجأة كبيرة لكل منهما.

ولقد أوقع هذا التغيير الدراماتيكي في مصر أردوغان وسلطته في مأزق جديد، يضاف إلي مأزقهما في سوريا.

وعلي المستوي السياسي، خسرت تركيا بعد إطاحة مرسي حليفاً وشريكاً أساسياً، وربما الوحيد المتبقي في المنطقة. الأمر الذي لم يكن متوقعاً في أكثر الحسابات تشاؤماً. وانهار بالتالي المحور، الذي كان أحمد داود أوغلو يتمني أن يتشكل وبقيادته طبعاً، وهو طليعة الشرق الأوسط الجديد.

وبالتأكيد لا يستطيع أوغلو بحسب الصحيفة أن يعوّض عنه بمحور طرفه الثاني حركة حماس. وبالتالي فإن الخسارة علي تركيا استراتيجية. وربما لن يستطيع أردوغان الاستمرار في خططه لزيارة قطاع غزة في الأيام القليلة المقبلة، فليس هناك من يضمن مروره وأمن مروره عبر مصر إلي غزة

كل ذلك مجتمعاً يفسر هذه الهستيريا في انتقاد العملية الانتقالية في مصر والدفاع غير الطبيعي عن نظام، التي تسود كل وسائل الإعلام المؤيدة لأردوغان. كما ينعكس ذلك في التصريحات اليومية لكل قادة "العدالة والتنمية"، الذين يريدون من خلف الانتقادات العنيفة للقائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي بعث رسالة إلي الجيش التركي، بأنهم سيكونون بالمرصاد لأي محاولة شبيهة بما جري في مصر. كذلك، فإن الحكومة التركية تحاول استغلال ما تسميه بالانقلاب العسكري في مصر لابتزاز الأوروبيين والغربيين، الذين انتقدوا تركيا لطريقة تعاطيها مع المحتجين في "ميدان تقسيم"، في حين أنهم مرتبكون تجاه عزل مرسي.