ضميرالمراقبون ... ذهب ولم يعد

كتبت / بسمة رحال
لم تعد العملية التعليمية تقتصر علي المشاكل المتعلقة بسوء الأداء المهني من هيئة التدريس و فقر المناهج والمواد التعليمية ، ولكن أصبح التعليم مهدد بالتطور التكنولوجي ، فكيف يمكن أن يحدث ذلك ، والمفترض أن الحل الأول أمام مصر للخروج من أزمة التعليم هو الاعتماد علي الأليات الحديثة في التعليم ؟
يجيب علي هذا التساؤل أولياء أمور طلاب الثانوية العامة في القليوبية حيث:
أكد محمد فريد-45 سنة- ولي أمر أحمد طالب بالمرحلة الثانية للثانوية العامة-:
أن أحمد ذكر أن زميل له استخدم جهاز i-phone- وسماعة البلوتوث للحصول علي اجابة الأسئلة في امتحان مادة الفيزياء ولم يستط أحد المراقبين اكتشاف الأمر ، مما جعل أحمد يستشيط غضبا لأنه يذاكر طوال العام وفي التهاية يأتي شخص لم يكد ويجتهد ليحصل علي أعلي الدرجات دون عناء.
والغريب في الأمر أن أحمد لم يستطيع اخبار المراقب بمثل هذا الأمر نظرا لضيق الوقت وخوفا من توقف لجنة الامتحان.
"الغاية تبرر الوسيلة " هي أول كلمات كريم ش -_طالب بالمرحلة الثانية- وأضاف أيضا هل يمكن أن تتخيل أنك بعد مذاكرة لمدة عام كامل ودروس خصوصية وكتب خارجية تجد نتيجة تحطم كل أمالك علي أقرب صخرة وبهذا تصبح كمن لم يهتم لكونه بالمرحلة الثانوية منذ البداية ولهذا قررت أن أحصل علي أعلي الدرجات بأسهل الطرق من خلال استخدام جهاز- سامسونج جالكسي وبرنامج whats up- للتحدث مع صديقي بالخارج للحصول علي الاجابات ، واستكمل كريم كلامه بالضحك لأنه علي الرغم من أن المراقب فتش كل الطلاب قبل دخول اللجنة الا أنه لم يفتضح أمره
هذا وقد ذكر كريم أيضا أن هناك طرق أخري للغش منها:
استخدام سماعة البلوتوث ،
واستخدام الانترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر )
كما أن الغش لم يتوقف عند محافظة القليوبية التي أغلقت محل للانترنت نتيجة زيادة عدد محاضر الغش – ولكنه طال مدينة القاهرة ليكون لها نصيب الأسد من محاضر الغش
حيث أكد ط.م.م- 40 سنة _مراقب لجنة امتحانات بالقاهرة :
أنه ضبط أربعة طلاب يستخدمون سماعات البلوتوث والفيس بوك للحصول علي اجابة الأدب في مادة اللغة العربية وعندما حاول تحرير محاضر الغش لهؤلاء الطلاب ، منعه رئيس اللجنة نظرا للمكانة التي يتمتع بها أهالي هؤلاء الطلاب والوساطة التي سمحت لهم باصطحاب الأجهزة المحمولة معهم داخل اللجنة.
هذا وقد أكد محمود م.د – 39 سنة _ مدرس لغة عربية – أن منظومة التعليم تتكون من ثلاثة أجزاء مترابطة (المعلم والطالب والمنهج ) ويضاف اليهم الأن التقدم التكنولوجي الذي أصبح احد الأسباب الأساسية لزيادة ضعف وفساد المنظومة التعليمية ، وقد أكد أن ترك أحد اللجان ذات مرة لأن رئيس اللجنه أمره باجابة الأسئلة لاحدي الطالبات ، فخرج وأعتذر عن استكمال المراقبة .
ولكن يبقي السؤال الذي يحتاج لاجابة: أين المراقبون من كل هذا ؟وأين وزارة التربية والتعليم ، وأين غرفة المراقبة ؟ والأهم من كل ذلك : أين الضمير ، هل ذهب ولم يعد ؟، أم أنه يحتاج لصحوة؟.
وهل استطاع الدكتور ابراهيم عنيم _وزير التربية والتعليم القضاء علي ظاهرة الغش وبخاصة الالكتروني ، كما صرح لجريدة الوطن ؟ أم أن تلك مجرد شعارات تردد وهتافات تنشد ، ويبقي الحال علي ما هو عليه ؟