دارفور.. تداويها الأعشاب وتحرسها التمائم

في زاوية صغيرة لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار في سوق نيالا بإقليم "دارفور"، غرب السودان، جلس محمد أحمد محاطًا بحزمة من السلال المحشوة بالتمائم والأعشاب وأظافر حيوانات متوحشة بعد أن رتبها جيدًا حتى تكون ظاهرة لزبائنه الذين يقصدونه لعلاج الأمراض الروحية مثل السحر والعين والحسد منذ أكثر من 10 أعوام قضاها في هذه المهنة.
يقول أحمد "ورثت هذه المهنة من والدي وكنت أتقن أسرارها منذ الصغر، لكنني لم أمارسها إلا قبل 10 أعوام تمكنت خلالها من جذب زبائن كثيرين؛ لأن التمائم التي أصنعها تحفظهم من العين والحسد".
التمائم التي يصنعها أحمد ويعلقها الناس في رقابهم ولا ينزعونها ليست بالمهمة السهلة؛ فهو يقول عنها: "هذه مهنة لها أسرارها وأستخدم فيها عددًا من الأعشاب وجلود الحيوانات مثل النمر والأسد بجانب سمكة البردة (نوع من الأسماك تحتفظ بشحنات كهربائية كبيرة بجسدها) التي يتم تجفيفها بطريقة معينة".
ويضيف أحمد أن "أي مرض لديه خلطة معينة يداويه، مثلا للعلاج من الحسد أنا أستخدم ظفر النمر بعد خلطه بأنواع محددة من الأعشاب، وأستخدم سمك البردة بخلطة محددة من الأعشاب للحماية من الأعداء.. كل من يريد أن يعتدي عليك تتجمد قدماه ولا يستطيع التحرك نحوك"، على حد قوله.