النهار
الأربعاء 24 ديسمبر 2025 02:07 مـ 4 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
كأس أمم إفريقيا 2025.. القناة الناقلة للديربي العربي بين الجزائر والسودان جهاز HUAWEI MatePad 12 X يفتتح عصرًا جديدًا من الإنتاجية بشاشة PaperMatte المتطورة محلل اقتصادي يتوقع خفضًا جديدًا في الفائدة يتراوح بين 100 و150 نقطة أساس فودافون تجدّد شراكتها مع TOD لتقديم تجربة استثنائية لكأس الأمم الإفريقية ارتياح داخل الأهلي بعد تألق العناصر الشابة أمام غزل المحلة إيران وإسرائيل| جولة حرب جديدة تلوح في الأفق هشام قطب يكشف مفاجأة مجلس نادي النصر للخطيب برواتب تصل إلى 13,500 جنيه شهريًا.. وزارة العمل تُعلن عن فرص عمل جديدة رانيا المشاط :تُثمن جهود السفير الكوري في تعظيم العلاقات المصرية الكورية رئيس هيئة الرقابة المالية: استقرار نسبي في تسعير تمويل المشروعات متناهية الصغر وصغيرة البيانات رغم المتغيرات دماء على الدائري.. مصرع شخص وإصابة آخرون بحادث تصادم مروع ببهتيم خطة شيطانية ونهاية دموية.. تأجيل محاكمة عامل لقتله صديقه بعدة طعنات في شبرا الخيمة لفبراير القادم

تقارير ومتابعات

لأول مرة..حوار إسلامي–مسيحي بالمنيا حول ثقافة التسامح في الجمهورية الجديدة

نظّمت لجنة الحوار بمجمع المنيا الإنجيلي، لقاءً فكريًا بالكنيسة الإنجيلية بقرية «حلوة» بمحافظة المنيا، تحت عنوان «الجمهورية الجديدة وثقافة التسامح»، وذلك في إطار دعم قيم المواطنة وترسيخ ثقافة العيش المشترك، وبحضور واسع من المثقفين والسياسيين والتنفيذيين وقيادات مجتمعية من القرى المجاورة.

وشهد اللقاء حضورًا لافتًا لعمد ومشايخ القرى ورؤوس العائلات، إلى جانب رموز وقيادات العائلات العريقة بالمنطقة، كما شارك عدد من أئمة ومشايخ المساجد، وممثلي الكنائس الإنجيلية والأرثوذكسية من قرى (حلوة، داقوف، السنارية، كوم مطاي) ومدينة مطاي، في مشهد عكس عمق التماسك المجتمعي وروح الشراكة الوطنية.

وفي مستهل اللقاء، رحّب القس هاني جاد، رئيس لجنة الحوار بمجمع المنيا وراعي الكنيسة الإنجيلية بقرية حلوة، بالحضور، مؤكدًا أن هذا اللقاء يأتي في سياق الدور الوطني الذي تقوم به الكنيسة لتعزيز الحوار المجتمعي وبناء جسور الثقة بين أبناء الوطن الواحد، وترسيخ قيم التسامح وقبول الآخر.

المواطنة والعيش المشترك

وتحدث الشيخ اسماعيل عابدين، أحد أئمة وزارة الأوقاف، مؤكدًا أن المواطنة والعيش المشترك يمثلان حجر الزاوية في استقرار المجتمعات وتقدمها، لا سيما في ظل التحديات الفكرية والسياسية التي يشهدها العالم المعاصر.

وأوضح أن التنوع والاختلاف بين البشر سنة إلهية مقصودة للتعارف لا للصراع، مستشهدًا بقوله تعالى: «وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا»، مشيرًا إلى أن التعارف الحقيقي يقود إلى التفاعل الإيجابي وتبادل الخبرات والمنافع.

كما أكد أن الإسلام وضع إطارًا أخلاقيًا وتشريعيًا ينظم علاقة الإنسان بغيره داخل المجتمع الواحد بما يحفظ الكرامة الإنسانية ويؤسس للتعايش السلمي، مشددًا على أن مصر تمثل نموذجًا فريدًا للوحدة الوطنية دون تمييز أو إقصاء. واستشهد بقوله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين… أن تبروهم وتقسطوا إليهم»

الكنيسة الإنجيلية في مصر كنيسة وطنية

ومن جانبه، أكد القس رفعت فكري سعيد، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلي، أن الكنيسة الإنجيلية في مصر كنيسة وطنية خالصة الجذور والانتماء، نشأت وتطورت داخل المجتمع المصري، وتسهم بفاعلية في خدمته من خلال مؤسساتها التعليمية والصحية والاجتماعية التي تقدم خدماتها لجميع المواطنين دون أي تمييز ديني أو طائفي.

وشدد على أنه لا توجد أي علاقة بين الإنجيليين المصريين والحركة الصهيونية، موضحًا أن ما يُعرف بـ«الصهيونية المسيحية» هو تيار سياسي–ديني محدود، يرتبط ببعض الجماعات في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمثل المسيحية ولا الكنائس التاريخية، مؤكدًا أن الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر تتصدى فكريًا ولاهوتيًا لهذه المزاعم، وتعلن موقفها الواضح الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني ولقيم العدالة والسلام.

وأضاف القس رفعت فكري أن قبول الآخر واحترام حق الاختلاف يمثلان جوهرًا أصيلًا في الإيمان المسيحي، معتبرًا أن التسامح ليس مجرد شعار، بل ممارسة إنسانية يومية تقوم على الاحترام المتبادل. وأكد أن محبة الله الحقيقية تقتضي محبة الإنسان لأخيه الإنسان، بصرف النظر عن دينه أو لونه أو معتقده، وأن العيش المشترك ضرورة أخلاقية ووطنية لبناء مجتمع آمن ومستقر.

وفي ختام اللقاء، طالب المشاركون بضرورة تفعيل دور بيت العائلة بمدينة مطاي، بما يسهم في توسيع دوائر الحوار والعمل المشترك بين المؤسسات الدينية والمجتمعية، ومواجهة الفكر المتطرف، وتعزيز قيم الانتماء الوطني.

أدار الندوة القس كمال رشدي، الراعي الشريك بالكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا، وسط تفاعل إيجابي من الحضور، ونقاشات أكدت أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات في مختلف قرى ومراكز المحافظة.