زيادة المساحات والحصاد المبكر للفراولة.. أزمات تعصف بالذهب الأحمر قبل بداية الموسم
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية تداول عدد من مقاطع الفيديو التي تزعم وجود أزمة في سوق الفراولة هذا الموسم، بدعوى انخفاض الأسعار بصورة غير معتادة نتيجة “توقف التصدير”. هذه المقاطع أثارت حالة من الارتباك والقلق بين المزارعين والمتعاملين في السوق، وفي هذا الإطار، تواصلت جريدة النهار مع عدد من المزارعين والمسؤولين للوقوف على حقيقة الوضع.
يرى الحاج عاشور عرمان، أحد كبار مزارعي الفراولة، أن جذور الأزمة الحالية تعود بالأساس إلى الزيادة الكبيرة في المساحات المنزرعة هذا الموسم، والتي تقدّر – بحسب قوله – بنسبة تتراوح بين 25% و30% مقارنة بالعام الماضي.
ويوضح أن هذه الزيادة جاءت نتيجة دخول مزارعين جدد غير متخصصين في زراعة الفراولة، من أصحاب مهن أخرى اتجهوا إلى هذا المحصول لاعتقادهم بأنه “مربح ويكسب”، دون امتلاك الخبرة الكافية لإدارة المحصول أو التعامل مع متطلبات السوق.
ويشير إلى أن هؤلاء “لا يعرفون ماذا يعني شغل الفراولة” بخلاف المزارعين القدامى الذين توارثوا المهنة عبر الأجيال، مضيفا بأن التوسع في الزراعة المبكرة تسبب بدوره في إرباك الموسم، إذ لجأ كثيرون إلى الزراعة قبل موعدها الطبيعي أملاً في تحقيق أسعار مرتفعة مع بداية الموسم، كما أثرت التقلبات الجوية على انتظام الإنتاج، مما أدى إلى خروج كميات مبكرة إلى الأسواق قبل اكتمال تشغيل المصانع وفتح التصدير بشكل كامل.
ويعتبر أن الحديث عن وجود خسائر أو “وقوف الحال للموسم الحال” غير دقيق في هذه المرحلة، قائلاً: الموسم لا يزال في بدايته، وأن تقييم الوضع الحقيقي لا يكون إلا مع منتصف الموسم عندما تتضح حركة التعاقدات وتدفقات التصدير، مؤكدا أن المصانع الكبرى المحلية والأجنبية لم تتوقف عن استلام تعاقداتها في أي موسم سابق، بل غالبًا تكون طلباتها أكبر من المعروض.
ويُبدي عرمان غضبه من مقاطع الفيديو المتداولة التي تظهر إلقاء محصول الفراولة في الطرقات، مشيرًا إلى أن من يظهرون في هذه الفيديوهات “ليسوا مزارعي فراولة حقيقيين” ووصفهم بأنهم “جهلة” يسيئون للمنتج المصري، مشددا على رفضه الكامل لهذه التصرفات لأنها تعطي “نتيجة سلبية” وتمس سمعة الفراولة المصرية في الداخل والخارج، مضيفًا أنه “لو الأمر بيده لعاقب أصحاب هذه الفيديوهات”.
من جانبه، يوضح الدكتور خالد جاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، أن انخفاض أسعار الفراولة في السوق يعود لعدة أسباب متزامنة، أبرزها زيادة المساحات المنزرعة بنسبة تقارب 25%، إضافة إلى اتجاه عدد كبير من المزارعين للزراعة المبكرة، مما أدى إلى خروج الإنتاج قبل موعده الطبيعي. ويشير إلى أن الموعد الطبيعي للإنتاج هو ديسمبر، لكن الموسم الحالي شهد ظهور محاصيل مبكرة في نوفمبر نتيجة الزراعة في أغسطس بدلاً من سبتمبر.
ويؤكد جاد أن الأسواق الخارجية مفتوحة ولا يوجد أي رفض لشحنات التصدير، وأن انخفاض الأسعار مرتبط فقط بزيادة المعروض في السوق المحلي قبل بدء التصدير بكامل طاقته. كما يشير إلى أن الموسم الشتوي الحقيقي للفراولة يبدأ في النصف الثاني من ديسمبر، وأن ما نراه الآن “مجرد بشاير” وليس بداية الموسم الفعلية.
ويضيف أن انتشار الشائعات بشأن الفراولة يشبه ما حدث سابقًا مع محاصيل أخرى مثل الطماطم، مؤكدًا أن المنتج المصري سليم وآمن، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة تعتمد على الأرقام الرسمية للرد على الشائعات، أما محاسبة مروّجيها فهو دور جهات أخرى.
من جهته، نفى المهندس السيد عباس، مدير المكتب الفني للحجر الزراعي المصري، صحة ما تردد عن رفض دخول شحنات من الفراولة المصرية لأحدالأسواق العربية، مؤكدا أن التصدير يسير بشكل طبيعي إلى نفس دول الأعوام السابقة، وأن الفراولة المصرية من أهم المحاصيل المطلوبة عالميًا.
ويشير عباس إلى أن ما يواجه المزارعين حاليًا لا يتعلق بالتصدير، بل بزيادة المساحات المنزرعة هذا العام مما أدى إلى زيادة المعروض وانخفاض الأسعار محليًا مجددا التأكيد على أن مصر تحتل المركز الرابع عالميًا في تصدير الفراولة الطازجة، والمركز الأول عالميًا في تصدير الفراولة المجمدة.
ويكشف عباس أن مصر تصدر سنويًا أكثر من 325 ألف طن من الفراولة المجمدة، وأكثر من 35 ألف طن من الفراولة الطازجة، مرجعًا هذا النجاح إلى جهود الحجر الزراعي في فتح أسواق جديدة وفرض رقابة دقيقة على المزارع، مما يضيف قيمة مضافة للمحصول المصري.


.jpg)

.png)















.jpg)



