في ذكرى وفاته.. التترات الخالدة التي جعلت عمار الشريعي صوت الدراما المصرية
يحل اليوم السابع من ديسمبر ذكرى رحيل الموسيقار الكبير عمار الشريعي، أحد أهم رموز الموسيقى العربية وصاحب البصمة الذهبية في تترات المسلسلات التي لا تزال حاضرة في ذاكرة ملايين المشاهدين، ورحل عن عالمنا عن عمر 64 عامًا، لكنه ترك إرثًا موسيقيًا لا يشيخ، ووجدانًا فنيًا لا يزال يضيء الدراما المصرية حتى اليوم.
نشأة موسيقار لا يشبه أحد
وُلد عمار الشريعي في 16 أبريل 1948 بمدينة سمالوط بمحافظة المنيا، وبدأ رحلته التعليمية في مدرسة المركز النموذجي لرعاية المكفوفين، قبل أن يحصل على ليسانس الآداب من قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس عام 1970.
ورغم فقدانه للبصر، لم يقف أمام حلمه، فدرس الموسيقى الشرقية ضمن برنامج مكثف في المرحلة الثانوية، وأتقن العزف على البيانو والأكورديون والعود والأورج كما درس التأليف الموسيقي بالمراسلة في مدرسة هادلي سكول الأمريكية والأكاديمية الملكية البريطانية، ليصنع لنفسه طريقًا مختلفًا نحو الاحتراف.
أعمال لا تُنسى.. حين أصبحت موسيقاه جزءًا من الحكاية
تميز الشريعي بقدرته على صناعة موسيقى تشبه الروح المصرية، فكانت موسيقاه التصويرية في السينما دررًا ما زالت عالقة بالأذهان، فقدم ألحانًا استثنائية لأفلام: الشك يا حبيبي – البرئ – حب في الزنزانة – البداية – حليم.
أما في الدراما التلفزيونية، فقد كان صانعًا لملامحها الصوتية، حيث وضع موسيقى أبرز المسلسلات المصرية:
الأيام – بابا عبده – رأفت الهجان – أرابيسك – زيزينيا – حديث الصباح والمساء – ريا وسكينة.
وفي المسرح، قدّم تترات وألحانًا زادت من بريق الأعمال المسرحية، أبرزها: رابعة العدوية – الواد سيد الشغال – إنها حقًا عائلة محترمة.
عمار الشريعي.. مكتشف المواهب وصانع الفرص
لم يكن الشريعي مجرد ملحن، بل كان صاحب عين فنية تلتقط الموهبة الحقيقية وقد كشف الفنان الراحل سمير صبري في لقاء سابق أن الشريعي كان السبب المباشر في دخوله عالم الغناء، بعدما شجّعه على أداء أغنية "بطلوا ده واسمعوا ده" في أحد الأفراح التي كان يعزف فيها.
ورغم أن الأغنية تسببت وقتها في مشادة بين أهل العريس والعروس، فإن الشريعي واصل العزف ودعم صبري حتى هدأت الأجواء وظل صبري ممتنًا لتلك اللحظة، حتى أنه غنى الأغنية نفسها في حفل زفاف الشريعي على الإعلامية ميرفت القفاص، في مشهد جمع الفكاهة والوفاء والمودة.
رحيل جسد.. وبقاء أثر
في 7 ديسمبر 2012، رحل عمار الشريعي عن عالمنا، تاركًا وراءه إرثًا موسيقيًا خالدًا يعتبر كنزًا في ذاكرة الفن المصري لم يكن مجرد موسيقار، بل كان مثالًا لإرادة لا تعرف الاستسلام، وموهبة أثبتت أن البصيرة أهم من البصر، وأن الفن الحقيقي يعبر حدود الزمن.


.jpg)

.png)



.jpg)



