هل يتم اعادة انتاج سور برلين الثاني في غزة الشرقية والغربية ؟
وهل تسعي اسرائيل لترسيخ التقسيم في غزة ؟
في اعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء واستسلام المانيا اعلن عن تقسيم برلين بين المانيا الشرقية التابعة للاتحاد السوفيتي وبرلين الغربية عاصمة المانيا الغربية التابعة لامريكا والحلفاء اليوم تسير غزة المدمرة علي نفس وتيرة برلين حيث بات الخط الاصفر يفصل بين غزة الشرقية والتي تزيد مساحتها عن 53 % من اجمالي مساحة القطاع تحت السيطرة الاسرائيلية واقل من 47 % تحت سيطرة حماس ومعها برزت خطة كوشنر لاعادة الاعمار في مناطق السيطرة الاسرائيلية اولا .
يقول المحلل السياسي الفلسطيني المستشار زيد الايوبي تاريخيًا كانت عملية أوسلو محاولة كبرى لحل الصراع قبل أكثر من ثلاثين عامًا من طرح خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومؤخرًا أصبح هناك من يربط بين الخطتين خاصة بعد طرح فكرة غزة الجديدة التى قال مسئولون إسرائيليون إنهم تسلموا طلبا من واشنطن بشأنها وتم تفسير الطلب لاحقًا بأنه خطة إعادة إعمار لمدن غزة فى المناطق التى توجد تحت سيطرة الجيش الإسرائيلى أى شرق الخط الأصفرالذى انسحبت إليه قوات الاحتلال وهي التي عرفت بخطة صهر ترامب كوشنر ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع حيز التنفيذ الأمر الذى يفتح باب التساؤلات حول رؤية إسرائيل لـتقسيم قطاع غزة والتحديات التى تواجهها هذه الرؤية من وجهة النظر الإسرائيلية.
واضاف الايوبي انه للأسف الشديد تفتقر المرحلة الثانية من خطة ترامب إلى جداول زمنية واضحة أو آليات تنفيذ محددة إذ ترفض حماس مطالب نزع سلاحها وتعترض إسرائيل على مشاركة السلطة الفلسطينية فى إدارة غزة وهناك حالة من عدم اليقين تحيط بالقوة متعددة الجنسيات وتتلكأ اسرائيل حتي بعد تسليم حماس تقريبا لرفات رهائنها لدي حماس فلم يتبقي الا جثتين فقط في الولوج الي المرحلة الثانية من الاتفاق وتمنع دخول الشاحنات بالمساعدات وبالكميات الكافية لسكان القطاع المحاصرين وهو وضع قد يخلق تقسيمًا يتزايد مع مرور الوقت إن بقى الوضع الراهن على ما هو عليه.
واشار الايوبي أن هناك تقسيمًا فعليًا لقطاع غزة بين منطقة تحت سيطرة إسرائيل وأخرى تحت سيطرة حماس وهو ما يعني اعادة انتاج واستنساخ سور برلين في غزة مجددا وهو ما يتناقض مع ان انشاء الخط الأصفر هو أن يكون مؤقتا وحقيقة الامر ومع خطة صهر ترامب كوشنر لن يكون مؤقتا بل سيكون دائما علي الارجح بحيث تشرع امريكا واسرائيل في اعادة الاعمار في غزة الشرقية المحازية لاسرائيل وترك التي تحت سيطرة حماس بدون اية مظاهر اعمار لكي يثور الناس علي الحركة وتشتعل حربا اهلية فلسطينية داخلية لكن رغم ذلك لا يوجد جدول زمنى واضح لتغيير الوضع ما يعنى أن الأمر قد يستمر لسنوات.
وأضاف الايوبي ان نقل الغزاويين من غزة القديمة إلى غزة الجديدة سيكون تحت رقابة يمكن أن تضمن أن رجال حماس لن يحكموا أيضا فى المناطق الجديدة ولكن فى جيش الاحتلال الإسرائيلى يشككون بشكل كبير فى إمكانية منع ذلك كليا ويقلقون من أن الولايات المتحدة كما يبدو تريد الجيش الإسرائيلى ليواجه وحده غزة القديمة دون قدرة على العمل فيها عسكريًا فقط إنسانيا وأن قوة الاستقرار الدولية التى من شأنها أن تدير غزة الجديدة مسئولة كما يبدو أيضًا عن القديمة لكن حماس لن تسمح لها بالحكم دون تعاون والمؤكد ان غزة ضاعت بسبب مغامرة حماس غير المحسوبة في السابع من اكتوبر ومصير برلين قادم بلا محالة.


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
