كيف تغير 3 أحداث في الشرق الأوسط نظرة إيران الجديدة؟
مشاركة كازاخستان في الاتفاقيات الإبراهيمية، وانتخابات البرلمان العراقي، وزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن، أحداث كُبرى وقعت خلال الأيام القليلة الماضية، لها ما لها من تبعيات، وضحتها الدكتورة شيماء المرسي، الخبيرة في الشأن الإيراني، موضحة أنه بعد انضمام كازاخستان إلى اتفاقات إبراهام في 6 نوفمبر 2025، عاد مشروع الممر الاقتصادي «آيمك» إلى صدارة الاهتمامات لدى صانع القرار الإيراني، باعتباره تهديدًا مباشرًا للنفوذ البحري الإيراني، ورغم وصف منوچهر مرادي، المدير العام لشؤون أوراسيا بوزارة الخارجية الإيرانية، الخبر بأنه انعكاس لحالة اليأس لدى إسرائيل وحلفائها لمحاولة الخروج من العزلة الدولية الناجمة عن استمرار الاحتلال وجرائم الإبادة الجماعية، فإن المخاوف الإيرانية من المشروع تبقى واقعية ومبررة.
وقالت الدكتورة شيماء المرسي، في تصريحات خاصة لـ «النهار»، إن المخاوف الإيرانية من إقامة شبكة متعددة الوسائط تربط الهند بأوروبا مرورًا بالشرق الأوسط، بما في ذلك دول الخليج، الأردن، وإسرائيل زادت، خاصة مع تغطية وسائل الإعلام الدولية، مثل صحيفة Le Monde الفرنسية وThe Economic Times الهندية، لعقبات تنفيذ آيمك، وتصريحات وزير الخارجية الهندي عن قلقه لتأخر المشروع بسبب الوضع في غرب آسيا، موضحة أن هذه التطورات تعيد توزيع خطوط التجارة الإقليمية وتقيد قدرة إيران على التحكم بالمضائق الاستراتيجية الحيوية، بما فيها مضيق هرمز، مما يزيد من المخاطر الاستراتيجية على موقعها البحري في المنطقة.
على صعيد آخر، حظيت الانتخابات العراقية باهتمام كبير من إيران، كونها مؤشرًا على مدى تموضع نفوذها داخل مؤسسات صنع القرار، بحسب «المرسي»، فلم يكن مفاجئًا إعلان إيران فوز حلفائها في انتخابات مجلس النواب، في ظل إعادة توزيع مراكز التشريع داخل البرلمان بما يخدم مصالحها.
أما زيارة الرئيس الشرعي إلى واشنطن، وتصريحاته بشأن محور المقاومة وحزب الله، أكدت الخبيرة في الشأن الإيراني، أنها جاءت متسقة مع مخاطر نزع سلاح حزب الله بين التصعيد العسكري ومخاطر الانهيار السياسي، حيث يُنظر إلى جبهة سوريا كأحد الجبهات التي قد تشارك إسرائيل في تقويض نفوذ حزب الله بالفعل، موضحة أن إيران ترى هذه التطورات، سواء على صعيد الممرات الاقتصادية أو التموضع في العراق أو الضغوط على محور المقاومة، كجزء من استراتيجية أمريكية إسرائيلية لإضعاف النفوذ الإيراني وتركها في عزلة قبل أي تصعيد محتمل في المنطقة، المخاوف الإيرانية واقعية، وتعكس فهمها للمخاطر الاستراتيجية التي تهدد موقعها البحري والسياسي.


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
