هل تنجح سوريا في إزالة الألغام من المدارس؟.. تقديرات الأمم المتحدة تفجر مفاجأة
فجرت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية، مفاجأة بشأن ما الذخائر غير المتفجرة في سوريا، موضحة أنه بعد قرابة 12 عامًا من الحرب، لا يزال ملايين المدنيين السوريين يواجهون خطر الذخائر غير المنفجرة التي خلّفتها سنوات النزاع، وقد تسببت هذه الحرب في تعطيل العملية التعليمية لسنوات؛ مما دفع بعض المؤسسات إلى العمل على تمكين الأطفال المتلهفين للعودة إلى مقاعد الدراسة بعد سنوات من الحرمان.
وذكرت أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن أكثر من 65% من السوريين، أي 15.4 مليون شخص، مُعرّضون لخطر الألغام والذخائر غير المنفجرة، وتضاعفت هذه المخاطر منذ سقوط النظام، مع عودة ملايين السوريين إلى ديارهم في المناطق المتضررة من الحرب، وإعادة فتح المدارس. وإدراكًا لهذه المخاطر، طالب أهالي خان شيخون السلطات بتأمين مدرسة الشهداء وترميمها.
وبحسب الصحيفة، لا توجد خدمة موحدة لإزالة الألغام في سوريا، حتى الآن. ينسّق برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الألغام أونماس جهود المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية لتطهير البلاد من مخلفات الحرب غير المنفجرة، وفي هذه الحالة، كُلّفت منظمة هالو ترست، وهي منظمة خيرية لإزالة الألغام تأسست في أفغانستان عام 1988 ومقرها المملكة المتحدة، بتطهير موقع الذخائر غير المنفجرة. تعمل هذه المنظمة الخيرية في سوريا منذ عام 2017، ويعمل بها 252 موظفًا، معظمهم سوريون، في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت أنه بين انهيار النظام في 8 ديسمبر 2024، و7 نوفمبر 2025، قُتل 571 مدنيًا وجُرح 950 آخرون بسبب مخلفات الحرب غير المنفجرة، وفقًا لمراقبين محليين ومنظمات إزالة الألغام. ومن بين القتلى 161 طفلًا، وجُرح 392 طفلًا آخر، وفي ساحة مدرسة خان شيخون، وقف الصبي أنس وهو يخفي قلقه بشأن تأخر بدء الفصل الدراسي. فقد أخفى مخاوفه جيدًا، ولكن بينما كان يجلس على عتبة مدخل المدرسة، منتظرًا معرفة موعد انتهاء فريق إزالة الألغام التابع لمنظمة هالو ترست من فحوصاته للكشف عن الألغام والمتفجرات، كانت هناك أسباب عديدة للقلق.
لم تكن المدرسة أفضل حالًا، إذ استخدمتها القوات الروسية وقوات النظام كموقع قتال. كانت جدرانها مليئة بآثار الشظايا وثقوب القذائف. بُنيت مخابئ وأنفاق حول الفناء، وكان خطر الذخائر غير المنفجرة في كل مكان، آخر مرة التحق فيها أنس، البالغ من العمر أربعة عشر عامًا، بالمدرسة في مسقط رأسه شمال غرب سوريا، كانت في أبريل 2017، عندما كان عمره ست سنوات فقط. حينها، أودى هجوم كيميائي شنته طائرة تابعة للنظام بحياة 89 شخصًا، وإصابة أكثر من 540 آخرين، مما أجبر عائلته على الفرار شمالًا.
بُنيت المدرسة لاستيعاب 400 طالب، ولكن بسبب تدمير مدارس أخرى مجاورة، قد يلتحق بها ما بين 800 و1500 طالب تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا عند إعادة فتحها. وحتى في هذه الحالة، لن تكون هناك كهرباء، ولا مياه جارية، ولا طباشير للسبورات، ولن يكون هناك سوى عدد قليل من الكتب المدرسية.
وقال مدير المدرسة مازن الرحمون، البالغ من العمر 42 عامًا: «جميع الأطفال الذين سيأتون للتعلم هنا تقريبًا وُلدوا في زمن الحرب، ويدركون أهوالها الكثيرة، ونزح معظمهم عدة مرات. كمعلم في سوريا، عليك أن تكون معالجًا نفسيًا أيضًا».


.jpg)

.png)


.jpg)


.jpg)
.jpg)
