تصعيد روسي خطير في الفضاء... تهديد بتفجير شبكة ”ستارلينك” التابعة لإيلون ماسك من المدار
في تصريح أثار ضجة واسعة في الأوساط الدولية، هدد نائب مجلس الدوما الروسي ميخائيل ديلياغين بتدمير شبكة الأقمار الصناعية التابعة لإيلون ماسك، "ستارلينك"، إذا استمرت في العمل فوق الأراضي الأوكرانية، عبر إطلاق نفايات فضائية في المدار الأرضي المنخفض، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تهديد مباشر للأمن الفضائي العالمي.
تصريحات مثيرة للجدل
قال ديلياغين في حديثه:"يا رفاق، لماذا لا نتصل بالسيد ماسك ونقول له: من فضلك أوقف "ستارلينك" فوق أراضي أوكرانيا التي لا نعترف بها، وإلا سنرمي نصف شاحنة كاما من الحصى في المدار ولن يبقى من "ستارلينك" شيء".
وأضاف النائب الروسي أن المجتمع الفضائي الدولي "يكره ماسك بشدة"، مشيرًا إلى أن أقمار "ستارلينك" قصيرة العمر، وعندما تتوقف عن العمل تتحول إلى نفايات معدنية تبقى عالقة في المدار لفترات طويلة، مما يشكل خطرًا على عمليات الإطلاق والأقمار الأخرى.
رسالة تهديد أم دعاية سياسية؟
تصريحات ديلياغين تأتي في ظل توتر متصاعد بين موسكو وواشنطن، خاصة بعد استخدام شبكة "ستارلينك" لدعم الاتصالات في أوكرانيا أثناء الحرب، وهو ما تعتبره روسيا "تدخلاً مباشرًا في الصراع".
ويرى خبراء أن حديث ديلياغين لا يمكن تجاهله، إذ يعكس توجهًا متزايدًا داخل بعض الدوائر الروسية نحو استخدام الفضاء كأداة ضغط سياسية وعسكرية، خاصة بعد نجاح "ستارلينك" في تأمين الاتصالات للقوات الأوكرانية رغم محاولات التشويش الروسية المتكررة.
خطر النفايات الفضائية
إطلاق نفايات في المدار ليس مجرد تهديد تقني، بل جريمة بيئية فضائية يمكن أن تضر بجميع الدول، بما فيها روسيا نفسها. فالحطام الفضائي يمكن أن يتحرك بسرعات تتجاوز 27 ألف كيلومتر في الساعة، ما يجعله قادرًا على تدمير أقمار صناعية عاملة أو حتى تهديد محطة الفضاء الدولية.
ويحذر العلماء من أن أي زيادة غير مدروسة في الحطام قد تؤدي إلى ما يُعرف بـ"تأثير كيسلر" — أي سلسلة من الاصطدامات المتتابعة التي قد تجعل بعض المدارات غير صالحة للاستخدام لعقود.
ردود فعل متوقعة
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من شركة "سبيس إكس" أو من رجل الأعمال إيلون ماسك نفسه، المعروف بمواقفه الحادة على منصة "إكس".
لكن مصادر في القطاع الفضائي أكدت أن مثل هذه التهديدات "غير مسؤولة"، وقد تُعتبر عملاً عدائياً إذا نُفِّذت، لأنها تعرض البنية التحتية العالمية للاتصالات والملاحة لخطر حقيقي.
منظمات الفضاء الدولية حذّرت مرارًا من خطورة التعامل العسكري مع المدار الأرضي. وأي محاولة لإطلاق أجسام معدنية عمدًا في الفضاء ستقابل بإدانة واسعة من المجتمع الدولي، لما تحمله من تداعيات كارثية على الملاحة والاتصالات والأبحاث الفضائية.
بينما يرى البعض أن تصريحات ديلياغين ليست سوى تصعيد إعلامي يهدف للضغط على الغرب، إلا أن مجرد التلويح بتدمير أقمار صناعية عبر نفايات فضائية يفتح الباب أمام سباق جديد في تسليح الفضاء، وهو ما قد ينقل الصراع الروسي الغربي من الأرض إلى المدار.


.jpg)















.jpg)


.jpg)

.jpg)
